حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، خلال كلمته -يحفظه الله- بمناسبة مرور 100 عام على صدور جريدة أم القرى، وهي أول جريدة رسمية في المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، على تأكيد الدور التاريخي للصحف ووسائل الإعلام منذ اللبنات الأولى في سن الأنظمة التشريعية والقوانين التي أقرتها الدولة، وكذلك تسليط الضوء على الإصلاحات والتطويرات لأجهزة الدولة ومعايير تقويمها، وتسخير منظومة متكاملة من البرامج ترتقي بمستوى الخدمات المختلفة، مما يعزز القدرات التنافسية للاقتصاد الوطني، ويحسن جودة الخدمات ويرفع كفاءتها، ليكون التميز في الأداء وخدمة الإنسان، أساس تقويم مستوى كفاءة الأجهزة العاملة في البلاد، بحول الله تعالى. وفي الحقيقة فإن كلمة الملك سلمان تعكس قوة علاقته مع الإعلام السعودي، والتي تعود لعقود ماضية، بنيت على الود والنقاش والتفاهم وتبادل المعلومات والدعم والاهتمام واللقاءات الودية التي كانت تتم معه من وقت لآخر، وذلك منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض، وحتى وقت مبكر من عمره وارتباطه بمتابعة الصحف السعودية التي لم تكن لمجرد الاطلاع، وإنما للغوص في مضامينها، واستنباط رسائلها بتشعباتها المختلفة، ويصاحب ذلك تحليل دقيق لأبعادها، وكذا استشراف عميق لآثارها المحتملة. إن العاملين في مجال الإعلام والمتابعين للقاءات خادم الحرمين الشريفين مع الإعلاميين يدركون جيداً أنه وعلى مدى أكثر من 60 عاماً من عمله في بناء الدولة، مزج بين اشتغاله بالحياة السياسية والإدارية، واهتمامه المتواصل بالثقافة والتاريخ والتراث ورعايته للفكر، وصلته المباشرة برجال الصحافة والإعلام، ووضع بصمة واضحة في المشهد الإعلامي السعودي ليس فقط من خلال احتضانه للصروح الإعلامية فحسب، بل من خلال التحاور معهم، وهي سمة مميِّزة لإستراتيجيته الإعلامية في الحوار، التي تقوم على الشفافية والتواصل في إطار قاعدة الباب المفتوح التي وضع أسسها قادة البلاد، ووضع الملك سلمان بصمة واضحة في المشهد السعودي الإعلامي، وغالباً ما كان يبادر بالدخول في حوارات عميقة وذات دلالة مع الكثير مع الكتاب والإعلاميين. ويبرهن خادم الحرمين الشريفين دوماً على متانة علاقته بالإعلام وحرصه على تطوير دور الإعلام في إبراز المكانة اللائقة بالمملكة بوصفها بلد الحرمين الشريفين، ومهبط الرسالة، وما تقدمه من خدمات وتسهيلات لحجاج ومعتمري بيت الله، ويساعد على ذلك كون خادم الحرمين متابع للحراك الإعلامي، ويتميز بثقافة متنوعة ويتميز بالدقة والتركيز، وعاشق للتاريخ، وبحكم شغفه بالقراءة والاطلاع، ومتابعته الدقيقة لكل ما يطرح في وسائل الإعلام، وإدراكه لقيمة القلم والإعلام والأثر الذي يتركه نحو العالم. لقد نجح الملك سلمان بشخصيته ذات الكاريزما العالية على الدوام في إظهار مواقف المملكة، وعرض الحقائق وتبيانها، وإعادة تموضع الإعلام السعودي في العالم الخارجي وإبراز المتغيرات الإيجابية التي تشهدها المملكة في جميع الميادين وفق منطلقات الرؤية 2030 التي يترجمها ولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان، ولطالما كان اهتمام الملك سلمان -حفظه الله- بالإعلاميين والمثقفين واضحاً، فلقاءاته مستمرة معهم، وحرصه دائم على أن يكونوا ضمن الوفد الرسمي المرافق معه في زياراته خارج حدود الوطن. حفظ الله الوطن وشعبنا الأبي، وأنعم الله علينا بالأمن والاستقرار الدائمين.