أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مكالمة هاتفية من بوتين الخميس الماضي أن المملكة حريصة على المحافظة على توازن أسواق النفط واستقرارها، وأشاد بدور اتفاق أوبك+ في ذلك وأهمية المحافظة عليه، بينما أشار بوتين إلى أن تسيس الطاقة له مخاطر كبيرة على إمدادات الطاقة العالمية ونمو الاقتصاد العالمي، وقد اتفقت «أوبك+» الأربعاء الماضي على زيادة إنتاجها ب 400 ألف برميل يومياً في إبريل المقبل، رغم ما تواجهه من ضغوط متصاعدة لزيادة الإنتاج لخفض الأسعار، وبهذا ستستمر أوبك+ في تنفيذ اتفاقها حتى ينتهي إعادة ما تم تخفيضه خلال عام 2020. وقد أدت الأزمة الجيوسياسية الحالية بين روسياوأوكرانيا إلى قفزات في أسعار النفط وقد تستمر لفترة طويلة. لهذا قفز برنت من 94.12 دولارا في 25 فبراير إلى 118.11 دولارا ب 25.55 % أو 24 دولارا في نهاية الأسبوع الماضي والأعلى منذ مايو 2012، وكذلك قفز غرب تكساس من 91.59 دولارا إلى 115.68 دولارا ب 26.3 % أو 24.09 دولارا والأعلى منذ سبتمبر 2008، وتواجه روسيا صعوبات في بيع نفطها في أعقاب العقوبات التي فرضت عليها لغزوها أوكرانيا الأسبوع الماضي، مما اضطرها إلى تخفيض بيع خام «أورال» بخصم يزيد على 18 دولارا للبرميل عن سعر مزيج برنت في المعاملات الفورية، وهذا لم يحدث منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، ومن المتوقع أن يزداد الخصم بأكثر من 20 دولارا للبرميل مع تطبيق هذه العقوبات في 12 مارس. وتواصل أوبك+ زيادة إنتاجه الذي سيصل إلى 41.697 مليون برميل يوميا في إبريل، لتكون حصة كل من السعودية وروسيا 10.436 ملايين برميل يوميا، وفقا لأوبك. وقد وصلت صادرات النفط الروسية إلى 5 ملايين برميل يوميا و2.8 مليون من المكثفات (IEA). وهذا يوضح أن هناك توازنا بين العرض والطلب في أسواق النفط العالمية، لكن الأحداث الجيوسياسية قفزت بأسعار النفط الحالية متجاهلة أساسيات أسوق، وإذا ما تفاقمت هذه الأحداث وانخفضت صادرات النفط الروسية أو تم حظرها سيؤثر على أسواق النفط العالمية، وستشهد قفزات في أسعار النفط تتجاوز 135 دولارا في الأسابيع القادمة. وتتزايد مخاطر انقطاع إمدادات النفط والغاز الروسي إلى أوروبا، حيث إنها تصدر لها 2.5 مليون برميل يوميًا من النفط وتغطي 40 % من إجمالي استهلاكها للغاز، ولن يخفف وطأتها سحب 60 مليون برميل من المخزونات، ولا اتفاق النووي الذي يسمح لإيران تصدير 1.3 مليون برميل يوميا مع التزام أوبك+ باتفاقها، لذا بدأت فعلا صادرات النفط الروسي بالانخفاض إلى 2.5 مليون برميل يوميا مع تردد المشترين بشأن العقوبات عليها، فإن مثل هذه العوامل الجيوسياسية تقفز بأسعار النفط بينما عوامل السوق تزيدها أو تخفضها.