خالد العبدالله السبيعي.. شاعر متمكن ومثقف، مارس الصحافة الشعبية والإعلام، كتب الشِّعر بكل اقتدار، فكتب بإحساسه الجميل قبل أن يكتبه قلمه، تتميز أشعاره بقوة الإحساس، وجمال المعاني، ورقي الأفكار. جيتك مشاعر صادقة صوت مبحوح جيت ألتمس حسك تسمّع لبوحي جيت أوعدك بالسر لا يمكن أبوح وإن الغلا فالقلب يبني صروحي التقينا الشاعر خالد العبدالله فتحدث ل»الرياض» عن مشواره مع الشعر والتأليف والصحافة والإعلام، وما واجهه من الصعوبات والتحديات في خدمة الشِّعر والشعراء من خلال إشرافه على العديد من الملفات الشِّعرية، وإعداد وتقديمه للعديد من البرامج الشعبية، وأسباب عدم تكراره لمثل هذه التجارب. * ما بين الشِّعر والصحافة والإعلام والتأليف.. أين تجد نفسك؟ * التأليف أخذ جزءاً من حياتي، وكذلك الإعلام الشعبي والصحافة كان لها جزء آخر من مشوار الحياة، أما الشِّعر فكان ومازال رفيق الدرب والصديق الوفي إذا استنهضه حدث يحرّك مكامنه أتى بكل ما في جعبته. الشِّعر خلٍ بالوفاء ماله أجناس يكفيك لاحامت عليك الهواجيس تبدي له المكتوم عن أقرب الناس وتشكي له أفواج الليال المعابيس * حدثنا عن البيئة التي نشأت فيها، وهل كان لها أثر في تكوين شخصيتك الشِّعرية؟ * البيئة بطبيعة الحال دائماً لها الأثر الأكبر في صقل الموهبة وتنميتها، وبالنسبة لي والدي -رحمه الله- كان شاعراً ولكنه من المقلين جداً في الكتابة والنشر، وكان أيضاً من رواة القبيلة الثقاة، والحافظين للتاريخ والقصص والقصائد القديمة، وهذا ما جعلني أتعلّق بالتاريخ والشعر والموروث الشعبي. * كيف تقيّم الساحة الشِّعرية، وواقع الشِّعراء في هذا العصر؟ * الساحة الشِّعرية اليوم تعيش في قمّة ازدهارها نتيجة للثورة الإعلامية الرهيبة، وسرعة وصول الشعراء للمتلقين، والشاعر الجيّد يفرض وجوده، ومدى شهرته ومدة استمراره. * مقلّ في ظهورك الإعلامي.. ما الأسباب؟ * الوصول لمرحلة متقدّمة من التشبّع الإعلامي، والشِّعري تؤدي للخمول والكسل، ناهيك عن مشاغل الحياة التي لا تنتهي. * برأيك هل أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تُساهم في انتشار بعض النصوص الهابطة، أم أنها ترتقي إلى مستوى الذوق العام؟ * وسائل التواصل الاجتماعي لها سلبيات كثيرة، ولها إيجابيات كثيرة، وهي بلا شك تخلط الغث بالسمين، وتعتبر سلاحاً مؤثراً جداً، وسريع الانتشار، والوصول للمتلقين، ولكن العبرة بالبقاء والاستمرار.. فالجيّد يبقى والهابط يذهب أدراج الرياح. * أن تكون شاعراً أو لا تكون.. متى شعرت بهذا التحدي؟ * حين يُطلب منّي كتابة قصيدة لا يستهويني معناها، أو موضوعها هنا يكون التحدي مع النفس لتقديم ما يليق بالطالب والمتلقي. * ما الهاجس الذي يسيطر على مشاعرك أثناء الكتابة؟ * هاجس القصيدة نفسها ومعناها لأن القصيدة هي التي تكتبني ولا أكتبها.. فهاجس محتواها ومبناها يبقى عالقاً في الذهن حتى الانتهاء من كتابتها. * برأيك متى يُبدع الشاعر أو الشاعرة هل عندما يكتب عن بوح الواقع الذي يعيشه، أو عندما يكتب من نسج الخيال الذي يرسمه بحرفه؟ * الواقع والخيال الاثنان يشتركان في أسباب ودواعي كتابة القصيدة، ولكن يبقى الإبداع الشِّعري هو الفصل في نجاح القصيدة: الشِّعر فن وذوق وأخلاق وإحساس بين الخيال وبين صدق الأحاسيس أحدٍ يجيب البوح من حرّ الأنفاس وأحدٍ خياله فوق كل المقاييس * برأيك ماذا يقتل طموح الشاعر؟ * عدم تقدير قصيدته التي استخلصها من وجدانه ومشاعره وأحاسيسه، كذلك التجاهل الإعلامي له دور كبير في الإحباط وقتل الموهبة الشِّعرية لدى الشاعر. * ما أصعب المنعطفات التي واجهتك في مسيرتك الإعلامية؟ * أن تقدم ما يليق، وأن تثبت جودة ما تقدمه من مواد إعلامية مبتكرة بطريقة غير تقليدية وغير معتادة. * كان لك تجربة في المجال الإعلامي.. لماذا لم تتكرر مثل هذه التجربة؟ * اضمحلال دور القنوات الشعبية، وإغلاق الكثير منها، وانصراف البعض عن قراءة الصحف الورقية بشكل لافت للنظر وهيمنة وسائل التواصل الاجتماعي على الساحة الشعبية كلها عوامل لا تساعد على الاستمرار في هذا المجال ناهيك عن مشاغل الحياة اليومية التي لا تنتهي. * بحكم أنك شاعر وصحفي متمكن ما المعيار الحقيقي للقصيدة الناجحة؟ * السهل الممتنع بالصور الشِّعرية المحكمة، والإسقاطات الإبداعية المتقنة، أرى أنها من أهم عوامل نجاح القصيدة وانتشارها.. كما أن الشيلات والألحان الإبداعية ساهمت في نجاح وانتشار الكثير من القصائد. * حدثنا عن إصداراتك الأدبية؟ * سبق لي إصدار كتاب «كنوز من الماضي» عام 1998م، وهو موروث شعبي يحتوي على أشهر وأبرز القصص والقصائد التي يزخر بها موروثنا الشعبي، أيضاً كتاب «سبيع الغلبا» صدرت الطبعة الأولى عام 1998م، والثانية عام 2003م، وهو كتاب تاريخي يختص بتاريخ قبيلة سبيع وأصولها وفروعها وديارها وقصصها ومآثرها ووسم إبلها. * افتقدنا الحس الشاعري في بعض القصائد.. ما تعليقك؟ * هذا ما يجعل هناك بقاء وانتهاء، فلا يمكن أن تكون كل القصائد ناجحة، حتى لأكبر الشعراء، فمسيرة الشاعر لابد وأن تمر ببعض المنعطفات، والتذبذب بين القوة الطاغية، والأقل تأثيراً. * ما القصيدة التي حظيت بالانتشار الواسع من قصائدك؟ * انتشار القصيدة يحكمه مدى قبولها لدى المتلقي، ونيلها إعجابه وذوقه الشِّعري، ومن القصائد التي لاقت القبول والاستحسان لدى كثير من الأصدقاء الشعراء هذه القصيدة بعنوان: «سيف الإرادة» ومنها هذه الأبيات: الشِّعر كاين حي ينبض وريده فيض المشاعر بين حزن وسعاده أصدق شعور يقال روح القصيده وألا التصنّع بين مدح ونقاده وأنا أكتبه بإحساس ماني عميده لكنّ لي بصمات فن الإجاده أحيان يكتبني بلحظه سعيده وأحيان بحر أحزان ينزف مداده غفلٍ توارد للعدود الجديده يرسم ملامحها نهاية حصاده وأنا سرقت الوقت لأجل الفريده اللي تقول القلب عندك وداده صفرا بنات الريح تسوى بديده والليل الأسود مقتفيها سواده في شوفها نشوة حلومٍ عتيده والقلب ماخذها شرابه وزاده ايه أقبلي بالعمر باقي شريده يسعد صباحك يا صباح الرياده هيا نعيد الفجر هيا نعيده يقتل ظلام الليل سيف الإراده إخذي بقايا إنسان روحه فقيده متعلقٍ في خيط صبر وجلاده