منذ أمد بعيد أصبحت عادةُ تبادُل الأطباق والأطعِمة بين الأقارب والجيران في شهرِ رمضان المُبارك عادةً رمضانية فيتم تبادُل الأطباق التي عرفها الأبناء وعاشوها واستقوها مِن الأجداد، كما أنها تعكِس أبهى صور المحبةِ والسلام والتكافُل والتعاضُد والتلاحُم ونشر المودة والأُلفة والتآزر بينَ أفراد المُجتمع، فبِمُجرد ما أن يدخُل شهر الغُفران، حتى تبدأُ عِندها نسائمُ الخيرِ والمبادرة، وبدأت نشأةُ هذهِ العادة بالبساطةِ التي كانوا يعيشها أفرادُ المُجتمع السعودي آنذاك، فلطالماَ كانَ الجيرانُ كالعائِلة فقد كانَ نمطُ حياتِهم يُركز على تعزيز التكافُل والتآزُر فيماَ بينهُم، فالجيران كانوا كأفرادِ الأُسرةِ الواحدِة، إضافةً لِكونِهِم يتشاركونَ الموائد والأطباق في المناسبات المختلفة، وهذا بِحدِ ذاتهِ كفيلٌ بأن تكون عادة تبادُل الأطباق عادة ساهمت بتفعيل دور الحياةِ الاجتماعية، لاسيما أن هذهِ العادة من عاداتِ وسلوكيات أفضلِ الخلق نبينا مُحمد صلى الله عليهِ وسلم، وشأنُ المُجتمع السعودي التمسُك بالقيمِ المُتعلقةِ بإطارِ الدينِ والمبادئ، فالمملكةُ تمتاز بِتنوعٍ بينَ مناطِقها فَلِكُلِ منطقة طريقة في إعداد المأكولات الشعبية والتقليدية، ومِن هُنا تبدأ القِصة فطالما تساءل الكثيرون عن سبب وجود عادة تبادُل الأطباق في حياتِنا اليومية، في المُقابِل هُناك الكثير مِن المسوغات التي آلت لِتوارث عادة التبادُل في المُجتمع، وهذا يعود أولاً للظروف الماديةِ البسيطة التي كانَ يعيشُها أفراد المُجتمع السعودي في الماضي، لذا سُنت هذهِ العادة لِتمحو احتياج البعض للطعام نظراً لِصعوبة العيش وجهامةِ الظروف، إضافة لِكونِها مصدراً للتنوع في مائدة الطعام، حيثُ كانَ يوجد طبق أو طبقان وقد تمتدُ لأكثرِ مِن ذلك على مائدةِ الإفطار والتي قامَ الجيران بإحضارها، لِتزدان مائدُة الجارِ بِكُلِ ما لذَ وطاب، وفي هذهِ الأثناء يأتي ردُ الفعلِ المُباشر من الجيران فيقوم الجار بدورهِ الذي يأتي مُمثلاً بعدَ ربةِ المنزل التي تقوم بالطهي ومِن ثمَ تُرسِل طبقاً مما طهت للجيران سواء كانَ في اليومِ ذاته أو اليومِ الذي يليه، لاسيما أنَ هذهِ العادة تبدأ بالتناقُل والتداول مِن أولِ يومٍ في الشهر المُبارك وحتى آخر لحظةٍ فيه. بعض مِن الأُسر السعودية تقوم بإرسال الأطفال بِالطعام للجيران، فهذا يوطد في الطفل مكارم الأخلاق، كالكرم، واحتِساب الأجر، واِحترام الجار، والسعادةِ عِندَ العطاء في الخِتام انتشرت عادةُ تبادُلِ الأطباق عادةً قائمة على إِدخال الفرحِ والسرور على قلوب المُسلمين في الشهرِ الفضيل، كما أنّ الجيران يحرصون بِدورِهم على ردِ هذهِ العادةِ الجميلة مِن خِلال عدم رد الأطباق خاليةِ الوِفاض لأن هذا يُعد عيباً، حيثُ يحرُص الجيران على ملء الأطباق بأطايبِ الطعام قبل إعادتها للجيران.