عندما نترك كل تلك المشاعر السلبية، ونترك كل ذلك الخوف من المستقبل، ونترك كل ألم عصف بنا ونجعله يذهب دون رجعة، هنا نصبح في حالة من الاستعداد لتقبل الخيرات الجديدة والاحتمالات العديدة. هذا الاستقبال يحظى به المستعد الذي أجاد التخلي عن كل عائق، وأزال تلك المشاحنات من قلبه، وتخلص من الضغينة والمقارنات، وأدرك أن لكل فرد منا تجربته الخاصة به التي يخوضها ويتعلم ويرتقي من خلالها رغم التحديات التي تعترض الجميع من سلام وفوضى، من حزن وفرح، من غضب وسكون، حتى يصل إلى الإدراك والوعي في تعامله مع الآخرين دون إسقاط وإصدار الأحكام عليهم، ويعلم أن كل فرد منا له الوقت الخاص به لكي يتعلم وينضج. جيد أن نتأمل إيجابيات وسلبيات كل ما يدور في داخلنا للتخلص مما لا نريده واستقبال خير الله الوفير. فلقد سخر الله لنا كل شيء وبقدر من عنده في الصحة والعافية والسلام والتوسع والرضا والحب، التعرف على هذه المعاني العميقة يجعلنا نتخلى عن القناعات السلبية التي تعيقنا وتجعلنا نقترب أكثر إلى النظرة المتفائلة، وأن نستقبل الفرح والبهجة في جميع أوقاتنا دون حصرها بشيء معين. حالة الاستقبال تحتاج قلباً حياً يسمح للفرح بالحضور، يستشعر الأشياء الجميلة في الحياة وفي الآخرين.. فكم مرة أضعنا لحظات الفرح بالسخط والمقارنة بيننا وبين الآخر، وضيقنا على أنفسنا بالغضب واللوم، وكأننا وضعنا بيننا وبين الاستقبال باباً كبيراً لا ينفذ منه شيء. استقبال النور والأشياء المبهجة يحتاج إلى نفس راضية تثق بصنع الله والقوة من الله، فما علينا غير السعي، والسعي هو العمل في تغيير القناعات والبرمجيات الخاطئة والسلبية وإبدالها بكل مفيد وجميل يؤثر على حياتنا بالإيجاب. يتبع..