نقلت المعارضة المعركة السياسية إلى إقليم البنجاب الذي يعتبر أكبر مقاطعة في الباكستان ومعقل حزب نواز شريف والذي يقود برلمانه الإقليمي حالياً حزب عمران خان مع شركاء من الأحزاب المتفرقة حيث من المقرر أن يتم التصويت عليها لانتخاب رئيس وزراء جديد للإقليم الأربعاء المقبل بعد أن قدمت المعارضة مشروع قرار لحجب الثقة عن حكومة عمران في إقليم البنجاب الذي تحاول المعارضة تضييق الخناق عليه وإسقاط حكومته. ويواجه مرشح خان؛ برويز الهي وهو شريك للائتلاف في الحكومة الإقليمية تحدياً صعباً بعد حدوث انشقاقات داخل حزبه وانسحاب العشرات من أعضاء حزبه إلى الأحزاب المعارضة، إلا أن عمران واثق أن لدى حزبه فيما يؤكد حمزة شريف ( ابن شهباز شريف) والمرشح لمنصب وزراء إقليم البنجاب أنه لدى المعارضة ما يكفي من الأصوات لتنصيبه في هذا المنصب موضحاً أن حزبه لديه 201 عضو ويتوقع انضمام أعضاء جدد. وأعرب حمزة في حديثه مع وسائل الإعلام عن اندهاشه من كيفية التلاعب بالدستور وأن الأمة الباكستانية مصدومة. وفي باكستان يقال: إن "من يسيطر على البنجاب يحكم البلاد". وهو قول صائب ليس فقط لأن هذا الإقليم هو الأكثر اكتظاظاً بالسكان، ولا لأنه يضم لاهور ثانية أكبر المدن، وليس بسبب موقعه الاستراتيجي المتاخم لحدود الهند وكشمير الباكستانية، وليس بسبب رمزيته وإنما أيضاً بسبب كونه المخزن الكبير الذي يغذي المؤسسة العسكرية بعناصرها من الجنود والضباط من مختلف الرتب. وتتضح الصورة أكثر إذا ما أخذنا في الحسبان حقيقة أن الجيش الباكستاني كان ولا يزال هو الفاعل الأول في تقرير مصير البلاد وشؤونها منذ نشوء الكيان الباكستاني كدولة مستقلة عام 1947، حتى في حالات وجود المدنيين في قمة السلطة. ويعتبر البنجاب القاعدة الشعبية لحزب الرابطة الإسلامية بزعامة نواز شريف. لكن شعبيته انحسرت في انتخابات عام 2018 والتي أدت لفوز حركة إنصاف التي يترأسها عمران خان في البنجاب وتحتشد أحزاب المعارضة الرئيسة في باكستان -وهي عبارة عن فسيفساء من الأيديولوجيات من اليساريين إلى المتدينين والمحافظين - لإطاحة خان تقريباً منذ انتخابه عام 2018.