لا يمكن لإنسان عاقل أن يفرح أو يشمت في الاعتداء على مدينة من مدن السعودية، ليس بسبب مواقف وتضامن السعودية مع الجميع، ودعمها لكل القضايا الإنسانية، وتبرعاتها لكل من يتعرض لكارثة أو اعتداء، وإنما لأنها مهبط الوحي، ومكان القبلة التي يتجه إليها كل المسلمين بأنحاء العالم، والمكان العزيز على قلب كل مسلم. فكيف إذاً نرى ونسمع من يرقص طرباً عندما يوجه الحوثي صواريخه إلى "جدة"؟، وكيف نصدق أن هؤلاء الأشخاص يقيمون بيننا، ويستفيدون من اقتصادنا، وخدماتنا، ويُعاملون في بلادنا -التي يفرحون بتدمير نفطها- بكل احترام؟! لا أقصد من كلامي هذا أن أكون ممن يمن على أحد، فالفضل لله أولاً وأخيراً، لكنني مندهش ومصدوم مثل غيري برد فعل بعض من يعيشون بيننا على تلك الهجمات الظالمة، فهي تفتقر لكل معاني الإنسانية، فضلاً عن الغباء، فكيف ينشر هؤلاء الفيديوهات من حساباتهم المعروفة للأجهزة الأمنية، بكل تلك الأريحية، رغم أنهم يعلمون أن أقل جزاء لما يفعلونه هو الترحيل من البلاد؟! مؤلم حقيقة أن يكون بيننا من يتعاطفون مع هذا الإجرام، والمتعاطف يمكنه أن يشارك في تسهيل بعض الأمور، كيفما سنحت له الظروف. الأمر الثاني والأكثر غرابة من يصف "الحوثي" ب"الزعيم اليماني الكبير الهاشمي القرشي"!!، فمن أين الزعامة لهذا المرتزق الذي هو ليس سوى مجرد دمية يتلاعب بها الإيرانيون ليستهدف بأسلحتهم بلاد الحرمين؟! ويتجاهل بالوقت نفسه تأييد المملكة لوقف إطلاق النار، ووقف التصعيد خلال العام الماضي، ويستمر هو وجماعته برفض هذه الدعوات، والرد بأعمال إرهابية، وهجمات عسكرية، ويتجاهل أن كل هذا يوسع الصراع اليمني، ويضاعف من الأزمة التي يعانيها اليمنيون. هذه الهجمات التي ينفذها الحوثيون ومن وراءهم هي محاولات فاشلة، محاولات للتأثير على قرارات المملكة تجاه القضايا العالمية المختلفة التي تعبر عن سيادة المملكة واستقلاليتها، وعملها الدؤوب لخدمة شعبها، بالمقام الأول. على كلٍ فإن الحياة في جدة وغيرها من المدن السعودية، ستظل بإذن الله طبيعية، وستظل السعودية بخير دائماً وأبداً. وسنفرح، بالحاضر، والمستقبل، ولن يكون للشامتين بنا سوى الإحباط، والفشل، ونحن دائماً وسنظل نُسامح لكن لا ننسى، ولا نغضب، وإن غضبنا أوجعنا، وعلى الآخرين أن يعدّوا الأنفاس. محمد عبدالله الحسيني