أعلن مسؤول فلسطيني، الليلة الماضية، أن الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل قرروا وقف خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام الذي كان مقررا الشروع فيه أمس الجمعة بعد الاتفاق مع إدارة السجون على تلبية مطالبهم. وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين اللواء قدري أبو بكر في بيان تلقت "الرياض" نسخة منه، إن الأسرى في السجون كافة استطاعوا إجبار السلطات الإسرائيلية على الاستجابة لمطالبهم الحياتية والصحية. وأشار أبو بكر إلى أن القيادة الفلسطينية بمتابعة مباشرة من عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة (فتح) حسين الشيخ بذلت جهودا لتحقيق مطالب الأسرى وإعادة واقع السجون إلى ما كان عليه سابقا وعدم السماح للسلطات الإسرائيلية بالتفرد بهم. وتابع أن الحركة الأسيرة "بصمودها ووحدتها استطاعت أن تلقن إدارة السجون الإسرائيلية درسا حقيقيا ببدء معادلة جديدة وأن المساس بأي أسير هو مساس بالحركة بكل فصائلها وتنظيماتها". وطالب أبو بكر المجتمع الدولي بالخروج عن "صمته وتحمل مسؤولياته" تجاه الأسرى الفلسطينيين وإعطاء قضيتهم الاهتمام ذاته الذي تحظى به قضايا أخرى حول العالم. ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي على الاتفاق، في وقت رحبت فيه الفصائل الفلسطينية بقرار الأسرى واعتبرته "انتصارا يضاف لسجل الحركة الأسيرة البطولي ويدلل على قدرتها على تحدي وإرباك السجان الإسرائيلي". وكانت الإذاعة الإسرائيلية العامة أفادت الثلاثاء الماضي أن إسرائيل طلبت من السلطة الفلسطينية إقناع الأسرى بالامتناع عن الإضراب عن الطعام المقرر الجمعة إلا أن الأخيرة ردت بضرورة منحهم حقوقهم. وتتعلق المطالب بظروف احتجاز الأسرى المرضى وتوفير العلاج اللازم لهم وتحسين الظروف الحياتية للأسيرات ووقف سياسة العزل الانفرادي التي تصاعدت مؤخرا بشكل ملحوظ بالإضافة إلى توفير بعض الاحتياجات الأساسية لهم. وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 4500 فلسطيني في 23 سجنا، بينهم عشرات أمضوا أكثر من 20 عاما، و31 أسيرة و160 طفلا و490 معتقلا إدارياً، بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية. من جهة ثانية، شهد آلاف المصلين صلاة الفجر، الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك، تلبية لحملة "الفجر العظيم" للجمعة ال13 على التوالي. وذلك بمناسبة الذكرى ال46 ليوم الأرض، "اعتزازاً بأرضنا التاريخية، ودفاعاً عن ثوابتنا ومقدساتنا" وفق بيان الحركة. واحتشد آلاف المصلين في المسجد الأقصى المبارك، وامتلأت المصليات المسقوفة بالمصلين، بينهم عائلات ضمت نساء وأطفالاً، رغم الأجواء الماطرة والبرد الشديد. وكان خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، قد دعا مساء الخميس، إلى المشاركة الواسعة في حملة الفجر العظيم، إلى جانب شد الرحال إلى المسجد الأقصى، وإقامة صلاة القيام والتراويح في باحاته خلال شهر رمضان المبارك. وشدد صبري على أن "إحياء الفجر العظيم يعدّ تحفيزا لإقامة ركن أساس وفريضة مهمة من فرائض المسلمين، في بقعة مباركة ومستهدفة من الاحتلال الإسرائيلي وعربدة مستوطنيه يوميا"، محملا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات الاقتحامات المتكررة للأقصى.