بعدما شارك آلاف الفلسطينيين في التظاهر تأييداً للمعركة الديبلوماسية في الاممالمتحدة للاعتراف بدولة فلسطين، يدخل الشارع الفلسطيني في معركة جديدة عنوانها هذه المرة"المعتقلون الفلسطينيون في السجون الاسرائيلية". ويقول القائمون على"الهيئة الفلسطينية العليا لمتابعة شؤون الاسرى في سجون الاحتلال"، إن"آلاف الفلسطينيين خرجوا الإثنين في تظاهرات في مختلف المدن الفلسطينية للتضامن مع الاسرى في اضرابهم عن الطعام الذي يخوضونه في سجون الاحتلال"، حيث يواصل 500 اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية اضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم السابع للمطالبة بتحسين ظروف اعتقالهم وإنهاء الحبس الانفرادي لعدد من زملائهم. وفي رام الله في الضفة الغربية، شارك المئات من الفلسطينيين في تظاهرة تضامنا مع المعتقلين الفلسطينيين. وحمل المشاركون في التظاهرة صوراً لمعتقلين واعلاماً فلسطينية ولافتات كتب عليها"الجوع لا الركوع"، وأخرى دعت الى التضامن مع الأسرى، مثل"كل التحية والإكبار لأسرانا في حرب الأمعاء الخاوية"و"لا ثمن للحرية الا باستقلالك يا وطني وتحرير الاسرى"و"لتتوقف جرائم الاحتلال في عزل المناضلين داخل السجون والمعتقلات". وارتدى عدد من الشبان قمصاناً سوداء كتبوا عليها:"نحن مضربون عن الطعام"، في إشارة إلى تضامنهم مع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية. وقال عصام أبو بكر سكرتير لجنة العلاقات الخارجية في لجنة المتابعة، إن هذه التظاهرات"تؤْذن بانطلاق فعاليات شعبية لمساندة الاسرى الفلسطينيين في إضرابهم عن الطعام وتأتي بترتيب من كافة المؤسسات الفلسطينية المعنية بشؤون الاسرى". واشار ابو بكر الى ان آلاف الفلسطينيين خرجوا في مختلف المدن الفلسطينية في التوقيت ذاته حسبما اعدت الهيئة العليا في برنامجها. واعلن عضو اللجنة المركزية لحركة"فتح"عباس زكي امام المشاركين في تظاهرة رام الله"ان الشعب الفلسطيني لن يهدأ ولن يستكين الا بعد ان يرى هؤلاء الاسرى احراراً بين ابناء شعبنا". واضاف زكي موجهاً كلامه للمشاركين في التظاهرة:"فرصتكم ايها الشعب، وفي ظل نجاح الشعوب في الإطاحة بالديكتاتوريات، أنكم قادرون على الإطاحة بالاحتلال". وتساءل زكي:"الى متى يبقى اسرى الحرية في هذه السجون الاسرائيلية كجنائيين؟"، مضيفا:"شعبنا اليوم يشهد تحولاً نوعياً ولن يتوقف إلا بالافراج عنكم". وكان وزير شؤون الاسرى الفلسطيني عيسى قراقع، اعلن ان المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية بدأوا اضراباً عن الطعام احتجاجاً على سياسة العزل. ويبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين حوالى ستة آلاف موزعين على 22 سجناً غالبيتها داخل اسرائيل. وقال قراقع خلال اعتصام في مدينة رام الله، إن"عدد الأسرى الذين انضموا الى الاضراب المفتوح عن الطعام وصل الإثنين الى 500 اسير للمطالبة بوقف الاجراءات القاسية التي تفرضها ادارة السجون عليهم"، واضاف:"يتزايد عدد المضربين عن الطعام يومياً، وربما نشهد حتى يوم الخامس عشر من الشهر الجاري دخول كل الأسرى في سجون الاحتلال في الاضراب المفتوح عن الطعام اذا لم تستجب ادارة سجون الاحتلال لمطالبهم العادلة". وأوضح قراقع أن حواراً يجري بين ممثلي المعتقلين وإدارة السجون من أجل تلبية مطالبهم المتمثلة"بوقف العزل الانفرداي وتحسين ظروف الاعتقال ووقف فرض الغرامات المالية وعدم تقييد الاسرى عند زيارة ذويهم لهم... وغير ذلك من المطالب العادلة". تظاهرة في غزة وفي غزة، تظاهر اكثر من الف فلسطيني امام مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر الإثنين تضامناً مع الاسرى. وخلال التظاهرة اكد قيادي في حركة"حماس"التي تسيطر على القطاع، أن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز منذ 2006"لن ينعم بالحرية"حتى"ينعم اسرانا بالحرية والخلاص"، مؤكداً ان"سياسة خطف الجنود والمستوطنين"ستستمر. وبدعوة من حركة"حماس"ولجنة القوى الوطنية والإسلامية للأسرى، شارك اكثر من الف فلسطيني وذوي الاسرى في التظاهرة التي رفعوا خلالها صور الاسرى وردَّدوا هتافات تطالب بالإفراج عنهم وإنهاء سياسة العزل، منها:"لن ننساكم"و"لا لسياسية العزل والاهمال الطبي وتفتيش العاري"و"نحن معكم وخلفكم في معركة الامعاء الخاوية". وقال القيادي في حركة"حماس"اسماعيل الاشقر في كلمة للحركة:"نؤكد لأسرانا البواسل أن فجر الحرية آت، ويوم الخلاص قريب". وأضاف أن الجندي الاسرائيلي المحتجز"شاليط لن ينعم بالحرية ولن يرى النور حتى ينعم اسرانا بالحرية والخلاص"، مؤكداً ان"سياسة خطف الجنود والمستوطنين الارهابيين من اجل حرية الاسرى، ستستمر حتى يتذوق كل اسير طعم الحرية". وتابع:"إننا في حركة حماس لن نكتفي بشاليط، فأمثاله قادمون"، متوجهاً بالقول للاسرى:"لن ننساكم أبداً وسنظل اوفياء لكم حتى تحقيق مطالبكم العادلة وتحريركم". وحذّر الاشقر"ادارة السجون الاسرائيلية من المساس بأسرانا". وقال:"نحملهم كامل المسؤولية عن اي أذى قد يلحق بأي اسير من اسرانا البواسل، ونؤكد للعدو الصهيوني ان شعرة من اسرانا ثمنها غال جداً، بل اغلى من كل الارواح الصهيونية النجسة". وأعلن عدد من ذوي الاسرى ومتضامنون، اضراباً عن الطعام لمدة يوم واحد في مقر الصليب الاحمر تضامناً مع الاسرى الذين بدأوا اضراباً عن الطعام منذ اسبوع احتجاجاً على سياسة السجن الانفرادي. وذكرت مؤسسة الضمير لرعاية الاسير وحقوق الانسان في بيان أمس، انها رصدت منذ اعلان الحكومة الاسرائيلية اتخاذ اجراءات عقابية، منها"حرمان الأسرى من التعليم، ومنع إدخال الكتب، ومنع إدخال الملابس، وتوسيع نطاق العزل الانفرادي، وفرض الغرامات المالية على الأسرى بمبالغ باهظة وبطريقة انتقامية، وتقييد الأسرى أثناء زيارات المحامين". واشارت في بيانها الى"استمرار مصلحة السجون في عزل 20 أسيراً وحرمان بعضهم من الزيارات العائلية منذ أكثر من ثلاث سنوات، ومنهم النائب أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، ولفتت الى"الاستمرار في حرمان أكثر من 2000 أسير فلسطيني من حقهم في الزيارات العائلية بينهم قرابة 700 أسير من قطاع غزة محرومون من الزيارات والاتصال مع عائلاتهم منذ خمس سنوات". وقال عضو اللجنة المركزية لحركة"فتح"توفيق الطيراوي المسؤول عن الاتحادات الشعبية للحركة،"إن الحراك المساند للأسرى الفلسطينيين هو معركة تخاض بطريقة جديدة ومختلفة، ونسعى الى اخراجها من الحيز الفلسطيني الى المستوى العربي والعالمي". من جهة أخرى، قال رئيس نادي الاسير الفلسطيني قدورة فارس،"ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو يقود حملة لاسباب سياسية يسعى من خلالها الى تحويل الاسرى رهائن، فيواجه الاسرى هذه السياسة بالاضراب عن الطعام". وعن امكان تصاعد هذه التظاهرات تأييداً للمعتقلين في اضرابهم، قال قراقع:"اذا سقط احد الاسرى خلال هذا الاضراب عن الطعام، ستكون هناك معركة كبرى". وعن رأيه بالشعار الذي يطالب به الحراك الشبابي، ان لا مفاوضات إلا بإطلاق سراح المعتقلين من السجون الاسرائيلية، قال فارس:"بين الرغبة والواقع فجوة كبيرة، والشعار السياسي لا يجب ان يعكس الرغبة في الكثير من الاحيان". وأضاف:"لكن هناك بعض الشعارات السياسية تخرج بين الحين والآخر من اناس وأهال اسرى لإطلاق سراح الاسرى كشرط لعودة المفاوضات". وبدأ حوالى 200 معتقل فلسطيني ينتمون الى"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"اضرابهم المفتوح عن الطعام الاربعاء الماضي، ضد سياسة العزل الممارسة بحق عدد منهم، بينهم احمد سعدات. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب في خطابه الذي القاه في الاممالمتحدة في 23 ايلول سبتمبر الماضي، باطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية.