أصبح العالم بأسره يشعر بعواقب حرب موسكو، وذلك من خلال ارتفاع تكاليف الغذاء، والمخاوف بشأن إمدادات الوقود، والمخاوف بشأن كيفية تأثير هذه الحرب على الاقتصاد العالمي ومكافحة فيروس كوفيد-19 على نطاق أوسع. وهذه مسائل خطيرة وينبغي أن يعالجها المجتمع الدولي بشكل عاجل. وتصعب هذه الحرب الأمر وتؤثر تصرفات روسيا بهذه الطريقة على كل شخص على هذا الكوكب، أينما كان. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني ج. بلينكن في الإيجاز الصحفي أمس، شنت روسيا حربها غير المبررة على أوكرانيا قبل ثلاثة أسابيع. ويتزايد عدد القتلى والجرحى من المدنيين مع كل يوم يمر، بمن فيهم الأطفال. وتواصل روسيا مهاجمة المواقع المدنية، بما في ذلك مستشفى وثلاث مدارس ومدرسة داخلية للأطفال المعاقين بصرياً في منطقة لوغانسك الأوكرانية هذا الأسبوع فحسب. وتعرضت روسيا لعقوبات غير مسبوقة وانقطعت عن الاقتصاد العالمي. واقتصادها في حالة سقوط حر بعد أغلقت المئات من الشركات عملياتها في روسيا. ودمر الرئيس بوتين في غضون أسابيع 30 عاماً من الانفتاح على العالم والفرص الاقتصادية للشعب الروسي. وتمت معاقبة العشرات من أعضاء قاعدة السلطة الفاسدة في الكرملين، وفقدوا العديد من اليخوت والفلل الضخمة الخاصة بهم. لذا أعلن الرئيس بايدن أمس عن 800 مليون دولار كمبلغ إضافي من المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وبذلك يصل إجمالي دعمنا للمدافعين في الخطوط الأمامية في أوكرانيا إلى أكثر من ملياري دولار منذ أن بدأت ولاية هذه الإدارة، بما في ذلك مليار دولار في الأسبوع الماضي وحده. وقالب بيان البيت الأبيض نحن ممتنون لكون الكونغرس شريكاً حازماً وسخياً، إذ قدم هذا الأسبوع أكثر من 13 مليار دولار كدعم عاجل لأوكرانيا. وسنواصل العمل مع المشرعين لدعم أوكرانيا ومحاسبة الكرملين. وعلى حد وصف الرئيس بايدن، تتضمن حزمة المساعدة الأمنية الجديدة هذه 800 نظام مضاد للطائرات لوقف الطائرات والمروحيات المهاجمة قبل أن تدمر المزيد من أوكرانيا، و9 آلاف نظام مضاد للدروع لتدمير الدبابات والعربات المدرعة، و7 آلاف قطعة سلاح خفيف، بما في ذلك رشاشات وقاذفات قنابل يدوية، و20 مليون طلقة ذخيرة. نحن نساعد أوكرانيا أيضاً للحصول على أنظمة وذخائر مضادة للطائرات بعيدة المدى، وذلك بناء على طلب الرئيس زيلينسكي. ولقد كنت على اتصال شبه يومي مع وزير الخارجية كوليبا وقد قمت بتنسيق الاستجابة السريعة لاحتياجات أوكرانيا الأكثر إلحاحاً. ويواصل حلفاؤنا وشركاؤنا زيادة شحناتهم الكبيرة من المساعدات الأمنية. لقد صرحت لأكثر من 12 دولة تقديم معدات أمريكية المنشأ، وقدمت العشرات من الدول الأخرى من مختلف أنحاء العالم مساعدة أمنية خاصة بها. وأود أن أشير أيضاً إلى أننا نرسل الدعم من وكالات أخرى بالإضافة إلى المساعدة من وزارة الدفاع، بما في ذلك مركبات مدرعة من خدمة الأمن الدبلوماسي بقيمة 10 ملايين دولار. وأعلنت بالأمس عن مساعدة إنسانية أخرى بقيمة 186 مليون دولار لمساعدة أكثر من 3 ملايين لاجئ فروا من أوكرانيا في الأسابيع الثلاثة الماضية، وهذه أسرع أزمة لاجئين نمواً في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وكذلك النازحين داخلياً الذين لا يزالون في أوكرانيا. وبذلك يصل إجمالي مساعداتنا الإنسانية إلى أوكرانيا إلى 293 مليون دولار منذ الشهر الماضي. وسيتم تخصيص أكثر من 4 مليارات من ال13 ملياراً التي يقدمها الكونغرس لأوكرانيا للمساعدات الإنسانية. ونعتقد أن الصين تتحمل على وجه الخصوص مسؤولية استخدام نفوذها مع الرئيس بوتين والدفاع عن القواعد والمبادئ الدولية التي تدعي أنها تدعمها. ولكن بدلاً من ذلك، يبدو أن الصين تتحرك في الاتجاه المعاكس من خلال رفض إدانة هذا العدوان، بينما تسعى إلى تصوير نفسها على أنها حكم محايد، ونحن قلقون من أنهم يفكرون في مساعدة روسيا بشكل مباشر بالمعدات العسكرية لاستخدامها في أوكرانيا. واعترف الرئيس بوتين بذلك في خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما سمح بتجنيد قوات إضافية من الشرق الأوسط وأماكن أخرى، وهذا مؤشر آخر على أن مجهوده الحربي لا يسير كما كان يأمل. ويرجح أيضاً أن يقوموا باختطاف مسؤولين محليين بشكل منهجي واستبدالهم بدمى. وقد تجلب موسكو بعد تدمير المدن الأوكرانية مسؤولين من روسيا للعمل كمسؤولين حكوميين محليين وزيادة ما يصفونه ب"الدعم الاقتصادي" في محاولة لجعل الناس يعتمدون على موسكو من أجل البقاء. وأكرر أنه سبق لروسيا أن فعلت ذلك في جورجيا. ولا يسير غزو الرئيس بوتين لأوكرانيا بحسب ما تم التخطيط له. ولم يرحب الشعب الأوكراني بالجيش الروسي. ولم يرضخ له. على العكس تماماً. إنهم يقاتلون بشجاعة غير عادية لحماية منازلهم وعائلاتهم وبلدهم.