الاختلاف سمة طبيعية بين البشر، لكل منا له سمة خاصة به ومختلفة عن الآخر تميزه حسب اعتقاداته وقناعاته، هذه السمة متغيرة حسب تطور وتغير ونضج الفرد. لذا من الطبيعي أن تختلف الآراء والتطلعات لأمور الحياة، وجميل أن نتقبل هذا الاختلاف بصدر رحب، وندرك أن لكل منا توجه خاص به، وأن هناك أمور عديدة نتشارك فيها أيضا، هنا هذا الاختلاف لا يسبب العدوان أو الأحكام بل يؤمن بالتنوع والتفرد والتميز طالما لا يضر الآخر. اليوم يوجد العديد من الاختلافات في التوجهات والمسارات، أحياناً تخوننا أنفسنا فنصدر الأحكام على المختلف عنا وننسى أنها أيضاً تجربته الخاصة التي يخوضها في الحياة، يشاهد ويتعلم ويقرر ما يريد، ويختار ما هو مناسب له ولمرحلته التي يعيش فيها. هناك قاعدة أساسية مريحة للجميع وهي أن لا نصدر الأحكام على الآخر بإنه سيئ أو جيد طالما لم يتجاوز حدوده ولم يتعدَّ على الآخرين، وندرك أن لكل منا حريته الشخصية، وأنه يوجد المختلف عنا، ولا يعني أننا أفضل حال منه، وربما كنا في يوم من الأيام نخوض التجربة نفسها، وربما حتى الآخر ينظر لنا بشيء لا يعجبه ومختلف عنه لكن لا يلغي قيمة الاحترام والتعامل الجيد بيننا أيضاً. الوعي في مفهوم احترام خصوصية الآخر ورأيه يجعلنا نقلل من التصادمات والأحكام المسبقة، وندرك مفهوماً عميقاً بأنه لكل منا له تجربتة الخاصة التي لا يعرف أحد عمقها أو مداها غير الله. الجميل أنه عندما نخوض لعبة الأحكام نستيقظ سريعاً ونتخذ موقفاً واعياً مع أنفسنا بأن هذا الشيء لا يخصنا، وما يعنينا هو حياتنا التي تواكب قيمنا ومبادئنا، وأننا جميعاً نعيش التجربة المختلفة عن بعضنا في الحياة، نتعلم ونعلّم ونمضي.