قال مسؤول في الحكومة الألمانية إن المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طالبا بالوقف الفوري لإطلاق النار وذلك في مكالمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف المسؤول أن ماكرون وشولتس أبلغا بوتين الخميس أن أي تسوية للحرب الدائرة في أوكرانيا يتعين أن تتم من خلال المفاوضات بين أوكرانياوروسيا. وتابع أن الثلاثة اتفقوا على استمرار التواصل الوثيق بينهم في الأيام المقبلة. من ناحية اخرى قال دميترو كوليبا وزير خارجية أوكرانيا إنه لم يتم إحراز تقدم باتجاه وقف إطلاق النار في بلاده خلال محادثات أجراها مع نظيره الروسي سيرجي لافروف أمس هي أول محادثات رفيعة المستوى بين البلدين منذ أن غزت موسكوأوكرانيا. وقال كوليبا للصحفيين بعد المحادثات في تركيا إن مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية تشهد أكثر الأوضاع سوءا لكن لافروف لم يتعهد بفتح ممر إنساني هناك ولم يتم إحراز تقدم في الاتفاق على وقف إطلاق نار أوسع نطاقا. وأضاف "قدمت اقتراحا بسيطا للوزير لافروف: يمكنني أن أتصل بالوزراء والسلطات والرئيس في أوكرانيا الآن وأحصل لك على تأكيدات مئة بالمئة بشأن الضمانات الأمنية للممرات الإنسانية". وقال "سألته 'هل تقوم بالمثل؟' لكنه لم يرد". وفي مؤتمر صحفي منفصل قال لافروف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يرفض الاجتماع بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبحث قضايا "بعينها". وقال "أكدنا أن الرئيس بوتين لا يرفض لقاء الرئيس زيلينسكي. ستظهر على الأرجح ضرورة كهذه، كما آمل، يوما ما إذا تم التفاوض على اتفاق مسبقا. لكن من أجل ذلك هناك حاجة إلى عمل تحضيري". وطلب زيلينسكي مرات عدة التحدث إلى بوتين لكن طلبه رفض. ويعتبر الكرملين أن مثل هذا الاجتماع ممكن فقط إذا تم التفاوض على اتفاق مسبقًا، ويتهم كييف بعدم احترام تعهداتها. لكن منذ بدء غزو أوكرانيا عُقدت ثلاثة اجتماعات روسية أوكرانية في بيلاروس بهدف إقامة ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من المدن الأوكرانية التي حاصرها الجيش الروسي. وقال لافروف "أكدنا أن مبادرة الجانب الروسي بشأن الفتح اليومي للممرات الإنسانية لا تزال سارية"، مشيرا إلى أن مسارها سيحدده "من يسيطر على الوضع على الأرض". وأكد أن روسيا "لم تهاجم أوكرانيا" بل ردت على "التهديدات المباشرة ضد أمنها" ، وأصر مرة أخرى على ضرورة تجريد جارتها الموالية للغرب من السلاح وضمان حيادها.وقال لافروف إن روسيا لا تريد الاعتماد مرة أخرى على دول وشركات غربية. وأضاف أن الغرب يستغل أوكرانيا لتقويض روسيا ويوجد وضعا خطرا في المنطقة سيستمر لسنوات عديدة. وقال لافروف ردا على إدانة كييف لقصف مستشفى ولادة في ماريوبول الأربعاء إن المبنى لم يعد يستخدم كمستشفى وتحتله القوات الأوكرانية لكن الكرملين قال بشكل منفصل إنه يجري التحقيق في الواقعة. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس إن ثلاثة أشخاص بينهم طفل قتلوا في الضربة الجوية على المستشفى. وتابع قائلا في خطاب بثه التلفزيون إن تأكيد روسيا عدم وجود مرضى في المستشفى غير صحيح. وأضاف "كما هو الحال دائما، يكذبون بثقة". كما قال وزير الخارجية الروسي إنه لا يعتقد أن المواجهة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا ستفضي إلى حرب نووية. وأضاف "لا أريد أن أصدق، ولا أعتقد، أن حربا نووية يمكن أن تبدأ" مضيفا أن الشائعات حول هجوم روسي محتمل على جمهوريات البلطيق السوفيتية السابقة "تبدو أكاذيب قديمة". وذكر لافروف أن تسليم شحنات أسلحة غربية لأوكرانيا التي تقاتل غزو الجيش الروسي "أمر خطير"، مؤكدا إن "الذين يغرقون أوكرانيا بالأسلحة يجب أن يدركوا بالتأكيد أنهم سيتحملون مسؤولية أفعالهم"، مدينا خصوصا تسليم شحنات صواريخ أرض-جو محمولة على الكتف اعتبر استخدامها مخالفا "للطيران المدني". كما دان تجنيد "مرتزقة" أجانب. وقال إن "هذه الدول تخلق خطرا هائلا، بما في ذلك على نفسها". وتابع لافروف "إلى أين تتجه هذه الآلاف من أنظمة الصواريخ، هذا سؤال نطرحه على زملائنا في الاتحاد الأوروبي"، لكنه لم يهدد بالانتقام من الدول الغربية التي تسلم أسلحة لأوكرانيا. نصف كييف خالية الى ذلك أعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو أمس أن نصف سكان العاصمة الأوكرانية فروا منذ بدء الغزو الروسي للبلد في 24 فبراير. وقال التلفزيون الأوكراني "وفقا لمعلوماتنا فقد غادر نصف عدد سكان كييف المدينة. واليوم أقل من مليوني نسمة لا يزالون فيها". وأدى الغزو الروسي إلى فرار أكثر من مليوني شخص فيما وصفته الأممالمتحدة بأسرع أزمة إنسانية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت موسكو إنه يتعين تلبية جميع مطالبها لإنهاء الهجوم، والتي تشمل أن تتبنى كييف الحياد وتتخلى عن مساعي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. انتقاد المانيا زادت أوكرانيا من الضغط على ألمانيا لوقف ورادات الغاز من روسيا، وذلك قبل القمة الأوروبية في فرساي الخميس. وقال السفير الأوكراني لدى ألمانيا أندريه ميلنيك لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه في ظل تزايد عدد ضحايا الحرب من المدنيين، فإن رفض الحكومة الاتحادية لوقف الواردات "لا يمكن تحمله أخلاقيا". وتابع السفير الأوكراني: "نناشد الألمان اتخاذ قرار واحد صحيح وتطبيق هذا الحظر على الفور لوضع نهاية لحرب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ضد النساء والأطفال الأوكرانيين". صحيح أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي فرضا عقوبات هائلة ضد روسيا بعد دخولها أوكرانيا، إلا أن وقف الواردات الروسية من الغاز والنفط التي تقدر بمليارات لم تندرج ضمن هذه العقوبات. يشار إلى أن ألمانيا تعتمد على توريدات الطاقة الروسية بشكل كبير. واستبعد المستشار الألماني أولاف شولتس مجددا وقف هذه الواردات أمس الأربعاء.