قطاع الرياضة أضحى قطاعًا مهمًا من ضمن القطاعات التي تعمل على تطويرها الدول ومواكبة أحداثه التي تتمثل بالأنشطة الرياضية العالمية التي تجلب معها أنظار العالم ليكون بذلك قطاعًا له عدة أوجه اقتصادية واجتماعية، فهو أداة فعالة لمخاطبة العالم وفي بعض الأحيان يتحول إلى قوة ناعمة تدعم أفكاراً وتغير أخرى، وكذلك يعتبر هذا القطاع عاملاً رئيساً في ازدهار القطاع السياحي في كثير من الدول، ولكون هذه القطاع بهذه الأهمية فقد ألقت أجواء الحرب والأزمة الأوكرانية - الروسية بظلالها على هذا القطاع ليكون بذلك قطاعًا آخر متضرراً من هذه الأزمة. أول تلك التداعيات التي أثرت على القطاع الرياضي في العالم هو خرق الهدنة الأولمبية من قبل الحكومة الروسية على حد وصف البيان الصادر من قبل اللجنة الأولمبية الدولية التي أدانت روسيا وحملتها كامل المسؤولية في خرق تلك الهدنة التي بدأت في يوم 4 من شهر فبراير الجاري، والتي تنتهي مع ختام المنافسات البارالمبية الممتدة حتى يوم 13 من شهر مارس المقبل، كما أصدرت اتحادات الكرة في كلٍ من بولندا والسويد وجمهورية التشيك بيانًا مشتركًا، لرفض اللعب على الأراضي الروسية خلال ملحق التصفيات الأوروبية لكأس العالم المقام في شهر مارس المقبل، إذ إنه كان من المقرر أن يلتقي المنتخب الروسي مع نظيره البولندي في العاصمة الروسية موسكو، إلا أن هذا الأمر قد لا يحدث "لأسباب أمنية" على حد وصف الاتحادات المشاركة منتخبات بلادها في الملحق، وعلى الصعيد الأوروبي أصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا بيانًا صحافيًا أدان من خلاله الغزو الروسي لأوكرانيا، كما اتخذ بعض الإجراءات التنظيمية والقرارات من خلال الاجتماع الطارئ والذي عقد في يوم الجمعة 25 فبراير، حيث كانت أبرز موضوعاته سحب بطاقة استضافة نهائي دوري أبطال أوروبا من مدينة سان بطرسبرغ الروسية لهذا العام، والذي كان من المقرر إقامته في يوم 28 من شهر مايو المقبل، وإعطاء بطاقة الاستضافة لمدينة باريس الفرنسية. وفي السياق نفسه صرح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال جلسة مناقشة العقوبات البريطانية التي سيتم فرضها على دولة روسيا إنه "من غير الممكن إقامة الأحداث الكروية في روسيا التي تغزو أراضي دولة ذات سيادة"، فيما أعربت وزيرة الثقافة في بريطانيا نادين دوريس عن قلقها الشديد بخصوص الأحداث الرياضية المقرر انعقادها في روسيا وعلى رأس تلك الأحداث نهائي دوري أبطال أوروبا، وعلى الصعيد المحلي لدول الأزمة، فقد قرر الاتحاد الأوكراني لكرة القدم أن يتم تعليق جميع المنافسات الكروية المقامة على مختلف المستويات الوطنية والإقليمية وفي المقاطعات والمدن وعلى صعيد جميع دوريات الفئات العمرية الأوكرانية، إلى أن يتخذ الاتحاد قراراً آخر بشأن هذا التوقف. نادين دوريس