ضربت الرياضة الإندونيسية وتحديداً كرة القدم أزمة جديدة بعد تلقي السلطات الإندونيسية رسالة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالتراجع عن قراراتها بالتدخل في شؤون اتحاد كرة القدم المنتخب حديثاً تحت طائلة الإيقاف الفوري، الذي سيؤدي إلى قرار مشابه من اللجنة الأولمبية الدولية. وسيؤثر قرار الإيقاف من قِبل اللجنة الأولمبية الدولية على فرص استضافة إندونيسيا دورة الألعاب الآسيوية المقررة عام 2018، التي يشرف عليها المجلس الأولمبي الآسيوي. وسيلتزم المجلس الأولمبي الآسيوي بقرار الإيقاف الأولمبي خصوصاً بعد إقرار الأجندة الأولمبية 2020 أواخر العام الماضي، التي تؤكد على استقلالية الحركة الرياضية وعدم التدخل السياسي في عمل الاتحادات والأندية الرياضية واحترام قوانين الاتحادات الرياضية الدولية. وطلبت الحكومة الإندونيسية عدم إجراء انتخابات اتحاد كرة القدم، لكن الجمعية العمومية مضت في الانتخابات التي حصلت وفاز فيها الاتحاد الحالي بأصوات 106 أندية مقابل 14 نادياً لم يصوتوا. وعادت الحكومة وطلبت عدم اعتماد نتائج الانتخابات، لكن الاتحاد التزم بالنظام الأساسي المعتمد من الفيفا، فاتخذت وزارة الرياضة قراراً بوضع اليد على مقر الاتحاد والملاعب. وسبق لفيفا أن وجه رسالة إلى السلطات الإندونيسية في فبراير الماضي بهذا الشأن، لكن وزير الرياضة لم يستجِب، والآن وجه رسالة نهائية حصلت «فرانس برس» على نسخة منها تعطي السلطات مهلة حتى 29 من الشهر الجاري للتراجع عن قرارات التدخل في شؤون اتحاد كرة القدم تحت طائلة فرض عقوبات مباشرة بإيقاف النشاط محلياً ودولياً. وجاء في رسالة الفيفا إلى السلطات الإندونيسية والموقعة من أمينه العام الفرنسي جيروم فالكه «عطفاً على رسالتنا السابقة بشأن الإجراءات المتخذة ضد اتحاد كرة القدم، التي نعتبرها خرقاً للمادتين 13 و17 من النظام الأساسي لفيفا اللتين تنصان على ضرورة أن تدير الاتحادات الوطنية شؤونها باستقلالية من دون تأثير أي طرف آخر، فإننا نطالب بالتراجع عن هذه الإجراءات قبل 29 مايو الجاري وإلا فإن فيفا سيكون مضطراً لاتخاذ قرار الإيقاف الفوري». وأكدت رئيس اللجنة الأولمبية الإندونيسية ريتا سوبوو، في المقابل أنه «يجب احترام استقلالية الاتحادات والأندية الرياضية وعدم التدخل في شؤون كرة القدم وتطبيق قرارات الفيفا»، مضيفة «نحن نحترم قرار الجمعية العمومية للاتحاد الإندونيسي لكرة القدم». وأكد مصدر مطلع ل»فرانس برس» أيضاً أنه إذا دخل قرار فيفا بإيقاف كرة القدم الإندونيسية حيز التنفيذ في نهاية الشهر الجاري، فإن فريق العمل المشكل من القمة الرياضية العالمية التي انعقدت قبل نحو عامين برئاسة الإيرلندي باتريك هايكي رئيس المجلس الأولمبي الأوروبي، الذي يضم في عضويته ممثلين عن اللجنة الأولمبية الدولية واتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) والاتحادات الرياضية الدولية الأولمبية الصيفية والشتوية، سيجتمع لاتخاذ قرار موحد مبني على قرار الفيفا، الذي سيؤدي أيضاً إلى إيقاف إندونيسيا على الصعيد الأولمبي. وتابع: «إن المجلس الأولمبي سيلتزم بقرار الإيقاف تماشياً مع ما تقرر في الأجندة الأولمبية 2020، وأيضاً مع قرار الأممالمتحدة حول استقلالية الحركة الرياضية في العالم المتخذ العام الماضي، ما سيشكل خطراً على استضافة إندونيسيا دورة الألعاب الآسيوية عام 2018». ونالت إندونيسيا حق استضافة آسياد 2018 على هامش الألعاب الآسيوية السابقة في إينشيون بكوريا الجنوبية العام الماضي، بعد أن اعتذرت فيتنام عن الاستمرار في الاستضافة لأسباب اقتصادية. وواجهت إندونيسيا قبل أسابيع قليلة مشكلة مع اللجنة الأولمبية أيضاً كادت تؤدي إلى إيقافها وإلى سحب الآسياد منها بعد أن استعملت الهيئة الرياضية الإندونيسية (كوني) شعاراً يضم الحلقات الأولمبية دون موافقة اللجنة الأولمبية الدولية، ما أدى إلى رسائل إنذار قبل أن تتراجع السلطات الإندونيسية وتغير الشعار.