استدعاء الأيام التاريخية واستجلاء بطولات الرجال الشجعان ممن غيروا تاريخ الأمم والشعوب ورواية سيرهم وبطولاتهم من المآثر التي ترفع همم الأجيال الجديدة وهاماتها، وتغرس في نفوس النشء المتأهب للحياة العزة والشموخ بأمجاد الأجداد وماضيهم المشرق المضيء، وتنمي لدى الشباب الشعور بأنهم يسندون ظهورهم إلى ركن شديد، وتاريخ عظيم تليد، فيزدادون فخراً بوطنهم وحباً لترابه، واستعدادًا للذود عن حياضه بالنفس والنفيس، اقتداءً وتأسياً بهؤلاء الأفذاذ الذين أسسوا الدول القوية، وشيدوا الحضارات الفتية الغنية، ونشروا الأمن والسلم والرخاء في ربوع البلاد، ولأنه لا يعرف قدر الرجال إلا الرجال، ولا يستدعي تلك الأيام المفصلية التي توحد القلوب على قلب رجل واحد إلا قائد ذو عقل كبير وفكر مستنير، ينظر بعين الفاحص المدقق إلى التاريخ ويرنو بطموح الربان الكيس الفطن نحو المستقبل حرصاً على وحدة شعبه وقوة بلده ورغبته الصادقة في أن تعتلي المكانة التي تليق بها في مصاف دول العالم المتقدم، الذي تنعم شعوبه بالرفاه والأمن والأمان.. صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتاريخ الخميس الموافق 24 جمادى الآخرة 1443ه - 27 يناير 2022م ( بأن يكون يوم ) 22 فبراير(من كل عام إجازة رسمية بمناسبة ذكرى تأسيس. الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية وبداية عهد الإمام محمد بن سعود ) 1157ه - 1233ه الموافق 1744م- 1818م (باسم يوم التأسيس، إلى جانب الإجازة الرسمية بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني) 23 سبتمبر (وهو تاريخ توحيد البلاد على يدي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن)؛ استنهاضاً للهمم وتنشيطاً للذاكرة واستخلاصاً للدروس واستلهاماً للعبر، واعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتهم منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاث قرون وصولاً إلى بداية توحيد الملك عبدالعزيز للمملكة في 21 جمادى الأولى عام 1351ه، الموافق 23 سبتمبر عام 1932م متوجاً بذلك جهاده الذي استمر 32 عاماً هجرّياً ما بين فتح الرياض يوم 5 شوال عام 1319ه - 12 يناير 1902م. وربما تكون المملكة هي الدولة الوحيدة التي تنتسب في تسميتها إلى أسرة وينتسب إليها كذلك المواطنون فهم سعوديون. ولا شك أن في ذلك إشارة إلى أن الدولة حكاماً ومحكومين أسرة واحدة يستظل الجميع فيها تحت راية واحدة هي راية التوحيد، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله. ويمثل الدين الإسلامي الحنيف، والتوجه الوطني، الدافعين الأساسيين وراء نشوء المملكة. فقد تركز العامل الوطني في رغبة الحكام السعوديين، في تحقيق أكبر قدر من الانسجام الوطني والوحدة السياسية فوق أجزاء كبيرة من وسط شبه الجزيرة العربية. ختاماً نتذكر قول الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لشعبه: «سأجعل منكم شعباً عظيماً وستستمتعون برفاهية هي أكبر كثيراً من تلك التي عرفها أجدادكم».