المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    فرصة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «آثارنا حضارة تدلّ علينا»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أرصدة مشبوهة !    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    «المرأة السعودية».. كفاءة في العمل ومناصب قيادية عليا    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    فعل لا رد فعل    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المرور»: الجوال يتصدّر مسببات الحوادث بالمدينة    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    رسالة إنسانية    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدرعية كانت محطة انطلاق الدولة السعودية الأولى عام 1157ه
الدرعية صدى التاريخ 1 / 6 نشأت «الدرعية» بقدوم مانع المريدي من القطيف سنة «850» ه «المليبيد» و «غصيبة» شكلتا نواة تكوين الدرعية من آثار الدرعية
نشر في الجزيرة يوم 12 - 04 - 2003

الدرعية التاريخ.. والدرعية مدينة العلم والعلماء.. حتماً عندما تريد استرجاع شيء من ذاك التاريخ ستجد انك امام قرون من الزمان والاحداث التي لاتزال باقية في ذاكرة التاريخ لأنها لم تكن الا أحداثاً كبيرة لا يجد التاريخ الا ان ينصفها..
حاولت مجتهداً عند اعداد هذه الحلقات استخلاص شيء من التاريخ الذي بالتأكيد اكبر ومن أن احصيه عندما يكون عن تاريخ مدينة بمكانة الدرعية..
في حلقات هذا الاسبوع من حدود الوطن أصحبكم برحلة مع التاريخ المضيء لدرعية الامس.
الموقع والنشأة
يحدد العلامة عبدالله بن خميس موقع الدرعية بقوله: في العمق من «وادي حنيفة»، وعلى مسافة عشرين كيلا من قلب «الرياض» نحو الشمال الغربي، وفي ملتقى سبعة شعاب، خمسة تدفع من الناحية الغربية، هي «سدير» و «صفار» و «غبيراء»» و «الحريقة» و«الخسيف» واثنان يدفعان من الناحية الشرقية هما «قرى عمران» و «قرى قصير» في الرحبة من مدافع هذه الشعاب تقوم مدينة «الدرعية» على ضفتي «وادي حنيفة» وقبل منتصف القرن التاسع الهجري لم تكن الدرعية، وانما بعد ان وفد «مانع المريدي» الجد الثالث عشر للملك عبدالعزيز ، وفد على ابن عمه صاحب «حجر» و «الجزعة» من وادي حنيفة وترك بلاده «الدرعية» من نواحي القطيف في قصة يطول ذكرها، اعطاه ابن عمه هذا «ويسمى ابن درع» «المليبيد» و «غصيبة» فسكنها وسمي هذا المكان ب «الدرعية» اسم بلاده الاولى «القطيف» ولم تزل تنمو عمراناً وسكاناً عبر القرون الى ان أصبحت قاعدة المنطقة بل عاصمة الامبراطورية تحكم ما بين «الشام» والعراق شمالا الى عمق «اليمن» و«عمان» جنوباً، ومن البحر الى البحر غرباً وشرقاً.
وعن نشأة الدرعية يذكر ابن عيسى في «تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد» انه «مع قدوم مانع بن ربيعة المريدي من بلد الدروع المعروفة بالدرعية من ضواحي القطيف ومعه والده ربيعة على ابن عمهم درع رئيس الدروع اهل وادي حنيفة، وصاحب حجر والجزعة وكان بينهم مواصلة لأن كلا منهما ينتسب الى حنيفة فأعطاه ابن درع المليبيد وغصيبة فعمر ذلك المكان هو وذريته» ، وبذلك أطلق مسمى الدرعية على غصيبة والمليبيد وما بينهما، وكان ذلك حوالي سنة 850ه واطلاق اسم الدرعية اما يكون نقلا للاسم الاول واما نسبة اليهم بحكم انهم من الدروع كما يذكر ذلك ابن خميس.
ومانع بن ربيعة المريدي هو الجد الثالث عشر للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - مؤسس هذا الكيان الشامخ.
***********
الدولة السعودية الاولى
(1157-1233ه «1744-1818م»)
تولى الامير سعود بن محمد بن مقرن عام 1132ه «1720م» إمارة الدرعية، وبعد وفاته ليلة عيد الفطر عام 1137ه «1725م» تولى زيد بن مرخان لمدة تقل عن السنتين، وتولى بعده في عام 1139ه «1727م» الامير محمد بن سعود الذي اصبح يلقب فيما بعد بالامام، وقاد البلاد الى مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، واسس الدولة السعودية الاولى.
أصبحت الدرعية في عهد الامام محمد بن سعود الذي تولى امارتها عام 1139ه «1727م» ذات مركز قوي واستقرار داخلي وحكم راسخ جعلها مميزة في المنطقة، وفي عام 1157ه «1744م» غادر الشيخ محمد بن عبدالوهاب العيينة وتوجه الى الدرعية التي ناصره اميرها محمد بن سعود، وقدم له التأييد والتمكين من خلال الاتفاق التاريخي الذي حدث بينهما في ذلك العام، واصبح المنطلق الاساس لتأسيس الدولة السعودية الاولى.
تقوم دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الاصلاحية على اساس افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة، ومحاربة الشرك بجميع انواعه وسد الذرائع المؤدية اليه، وتطبيق الشريعة الاسلامية والقضاء على البدع في الدين، ولم تكن هذه الدعوة مذهباً جديداً او حركة دينية خاصة بالمنطقة، وانما هي دعوة قائمة على ما كان عليه السلف الصالح من حيث الالتزام بمبادئ الدين الاسلامي وشرائعه، وحظيت هذه الدعوة الاسلامية الخالصة بالتمكين والانتشار نتيجة لتأييد الامام محمد بن سعود الذي اسس الدولة القادرة على حمايتها ونشرها في عهده وفي عهد من جاء بعده من اسرته. وأصبح هذا التحالف هو الاساس الذي قامت عليه الدولة السعودية، وتمكن ائمة الدولة السعودية الاولى من توحيد معظم مناطق شبه الجزيرة العربية، نقلها الى عصر جديد اتسم بالاستقرار، وانتشار الامن، وتطبيق الشريعة الاسلامية في نواحي الحياة كافة. ونتيجة لقيام الدولة السعودية الاولى ظهر الكثير من العلماء، وازدهرت المعارف والنواحي العلمية والاقتصادية، وأنشئ العديد من المؤسسات والنظم الادارية المستندة الى الشريعة الاسلامية، وأصبحت الدولة السعودية الاولى تتمتع بمكانة سياسية عظيمة نتيجة لقوتها ومبادئها الاسلامية، واتساع رقعتها الجغرافية، وسياسة حكامها المتزنة والمعتمدة على نصرة الدين الاسلامي، وخدمة المجتمع والرقي بمستواه الحضاري. وكان انتهاء الدولة السعودية الاولى في عام 1233ه «1818م» نتيجة للحملات التي ارسلتها الدولة العثمانية عن طريق واليها في مصر، وكان آخرها حملة ابراهيم باشا التي تمكنت من هدم الدرعية وتدمير العديد من البلدان في نجد وما حولها.
***********
الإمام محمد بن سعود
(1157-1179ه «1744-1765م»)
ولد الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن في عام 1109ه «1697م»، وتولى امارة الدرعية في عام 1139ه «1727م»، واسس الدولة السعودية الاولى عام 1157ه «1744م»، واستمر في حكمها حتى وفاته في نهاية ربيع الاول من عام 1179مه «1765م» بعد اربعين عاماً من الامامة والقيادة.
كان اتفاق الدرعية في عام 1157ه «1744م» ومناصرة الامام محمد بن سعود لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بداية مرحلة جديدة، ليس في تاريخ نجد فحسب بل في تاريخ شبه الجزيرة العربية، حيث تم تأسيس الدولة السعودية الاولى التي استطاعت ان توحد معظم اقاليم شبه الجزيرة العربية على اسس واضحة وراسخة مستمدة من الشريعة الاسلامية وتطبيق مبادئها.
وتمكنت الدولة السعودية الاولى في عهد مؤسسها الامام محمد بن سعود من مد نفوذها الى خارج الدرعية لتشمل معظم مناطق نجد. وبهذا الامتداد تكونت نواة قوية لامتداد أوسع وتأسيس دولة مركزية نشرت الامن والاستقرار، في منطقة كانت تسودها الفوضى واللامركزية. خلال السنتين اللتين تلتا اتفاق الدرعية حاول الامام محمد بن سعود نشر الدعوة سلماً في المناطق القريبة من الدرعية، ووجه بعد ذلك، بدءاً من عام 1159ه «1746م»، العديد من الحملات التي قادها بنفسه او اسند قيادتها الى ابنائه وخاصة الامير عبدالعزيز، الى نجد والاحساء لنشر الدعوة السلفية وتدعيم اركان الدولة السعودية.
***********
الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود
(1179-1218ه «1765-1803م»)
تولى الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن الحكم بعد وفاة والده في عام 1179ه «1765م»، واستأنف بناء الدولة السعودية الاولى ونشر الدعوة الاصلاحية، وفي عهده امتد نفوذ الدولة الى الرياض وجميع بلدان الخرج ووادي الدواسر في الجنوب، وفي الشمال امتد الى القصيم ودومة الجندل ووادي السرحان وتيماء وخيبر. وفي الشرق تمكن الامام عبدالعزيز من السيطرة على الاحساء وقطر والبريمي. وامتد نفوذ الدولة السعودية الى البحرين وعمان عن طريق ولاء قبائل المنطقة ودفعها الزكاة للدولة السعودية، وفي الغرب امتد نفوذ الدولة السعودية الى شرقي الحجاز والطائف والخرمة وتربة وما حولها، وفي الجنوب الغربي وصل نفوذ الدولة الى بيشة والليث وجازان. وفي العشر الاواخر من شهر رجب سنة 1218ه «1803م» اغتال رجل من اهالي العمارة في العراق الامام عبدالعزيز وهو يصلي في مسجد الطريف بالدرعية، انتقاماً لما قامت به قوات الدولة السعودية من ازالة الامكنة وايقاف الممارسات غير المقبولة في الشريعة الاسلامية في كربلاء والنجف.
يعد عهد الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود عهداً نشطاً في الدولة السعودية الاولى، فقد شهد الكثير من الحملات والجهود العسكرية والسلمية لمد نفوذ الدولة ونشر الامن والاستقرار في انحائها، كما اتسم عهده بالعديد من النشاطات العلمية والثقافية والحضارية فأزدهرت العلوم وانتعشت النواحي الاقتصادية.
ادت انتصارات الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود، وانضواء العديد من المناطق والقبائل تحت لواء الدولة السعودية الاولى تحرك بعض القوى المجاورة لمواجهة الدولة السعودية، ومحاولة الحد من اتساع نفوذها، وكان من ابرز هذه الحملات المناوئة قيام الدولة العثمانية بدفع زعيم قبائل المنتفق «ثويني بن عبدالله» وتزويده بالاسلحة والقوات النظامية، لمواجهة الامام عبدالعزيز، وتوجيه حملة بقيادة القائد العثماني علي الكيخيا ضد الدولة السعودية. كما تعرضت الدولة السعودية في عهد الامام عبدالعزيز للعديد من الحملات المناوئة.
***********
الامام سعود بن عبدالعزيز بن محمد
(1218-1229ه «1803- 1814م»)
ولد الامام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بالدرعية في عام 1161ه «1748م»، وبويع بولاية العهد في عام 1202ه «1788م»، وتولى الحكم خلفاً لوالده الامام عبدالعزيز في عام 1218ه «1803م»، وقام بقيادة جيوش الدولة السعودية خلال العقود الثلاثة الاخيرة من عهد ابيه، وفي عهد امتد نفوذ الدولة السعودية الى امارات ساحل الخليج العربي وعمان، حيث تبعت قبائلها للدولة السعودية ودفعت الزكاة، كما امتد نفوذها الى الحجاز وتهامة عسير واجزاء من اليمن وشمالي الجزيرة العربية، وادت حملاته المتكررة على قبائل جنوبي غرب العراق، وجنوبي بلاد الشام بين عام 1203-1226ه «1789-1811م» الى تبعية معظم قبائل تلك المناطق للدولة السعودية ودفع الزكاة لها.
أولى الامام سعود الحرمين الشريفين اهتماماً خاصا عندما مد نفوذ الدولة السعودية الى مكة والمدينة في عام 1220ه «1805م». وقد حرص الامام سعود خلال السنوات التالية علي اداء الحج وخدمة الحرمين الشريفين، وتنظيم شئونها، وتأمين طرق الحج. واصل الامام سعود بن عبدالعزيز تثبيت دعائم الدولة السعودية ونشر الدعوة، فوصلت حملاته الى العراق وسهول حوران ومزيريب وبصرى وعين البجة في الشام. وحاولت الدولة العثمانية عن طريق ولاتها في الشام والعراق، القضاء على الدولة السعودية ولكنها فشلت، ثم اسندت الامر الى واليها في مصر محمد علي باشا الذي ارسل اولى حملاته عام 1226ه في عهد الامام سعود.
ارسل محمد علي باشا في عام 1226ه «1811م» حملته الاولى على الجزيرة العربية بهدف القضاء على الدولة السعودية الاولى بناءً على أمر من الدولة العثمانية، ووصلت قواته براً وبحراً بقيادة ابنه طوسون الى ينبع ثم واصل محمد علي باشا إرسال قواته من مصر الى الساحل الغربي للدولة السعودية فاتجهت الى جدة وينبع في عام 1227ه «1812م» و 1228ه «1813م». وقام الامام محمد بن عبدالعزيز بمواجهة هذه الحملات القوية ومنازلة قوات محمد علي باشا في عدد من المواقع والمعارك، وتمكن من الانتصار عليها وصدها. الا ان استمرار وصول الإمدادات من محمد علي ادت الى تقوية جانب قواته التي تمكنت من السيطرة على الحجاز وتهيئة الطريق للحملات الاخرى التي نجحت في عهد الامام عبدالله بن سعود من تحقيق غرضها.
وقد توفي الامام سعود بن عبدالعزيز عام 1229ه - 1814م بعد أن وصلت الدولة السعودية الاولى الى اقصى اتساعها وقوتها ولذا اطلق على الامام سعود لقب سعود الكبير.
***********
الإمام عبدالله بن سعود بن عبدالعزيز
(1229-1233ه «1814-1818م»)
تولى الامام عبدالله بن سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن إمام الدول السعودية اثر وفاة والده في عام 1229ه «1814م»، وكانت قوات محمد علي قد استولت على ينبع والمدينة ومكة وجدة والطائف والمناطق المحيطة بها في الحجاز. ثم اخذت حملات محمد علي تتوالى على الحجاز، وتتقدم ضد قوات الدولة السعودية في جنوب الحجاز وعسير وتهامة، وبدأت تتوغل في نجد، واستغل حاكم مسقط انشغال القوات السعودية في غربي الجزيرة لمد سلطته في اغلب المناطق العمانية، كما تمكن آل خليفة من اخراج الامير السعودي من البحرين.توالت حملات محمد علي الدولة السعودية في عهد الامام عبدالله بن سعود، وتوجهت حملة الى وادي زهران بقيادة عابدين بك في عام 1229ه «1814م»، وتمكنت القوات السعودية من هزيمتها وطاردتها حتى الطائف. وفي عام 1230ه «1815م» تقدمت قوات محمد علي باشا الى تربة بعد هزيمة القوات السعودية في معركة بسل وواصلت الاستيلاء على الحجاز والمناطق الجنوبية الغربية. كما تقدمت الى نجد باتجاه القصيم، حيث دارت معارك عديدة بين الجانبين وتمكنت قوات الامام عبدالله من محاصرة قوات احمد طوسون في الخبراء والرس لمدة شهرين، ليتم بعدها صلح بين الجانبين كان من اهم شروطه توقف الحرب حرصاً من الامام عبدالله على تأمين سبل الحج، وانسحب على اثر هذا الصلح احمد طوسون الى مصر في عام 1230ه «1815م».
لم يقبل محمد علي شروط الصلح التي وافق عليها احمد طوسون لان المهمة الاساسية لحملاته لم تتم بعد وهي القضاء على الدولة السعودية الاولى، فتجددت الحرب وارسل ابنه ابراهيم باشا على رأس حملة جديدة. وصل ابراهيم باشا بقواته الى ينبع عام 1231ه «1816م» ومنها الى المدينة المنورة وواصل تقدمه الى الحناكية وهزم قوات الدولة السعودية في ماوية عام 1232ه «1817م». فتراجع الامام عبدالله بن سعود الي القصيم وتمركز في عنيزة، اما ابراهيم باشا فوصل إلى القصيم وحاصر الرس التي صمدت لأكثر من ثلاثة اشهر مما اضطره الى الصلح، ثم تقدم بعد ذلك الى عنيزة ودخلتها قواته عام 1232ه «1817م»، ورحل الامام عبدالله من بريدة الى الدرعية لتحصينها.دخل ابراهيم باشا بريدة عام 1233ه «1818م»، وتوجه الى المذنب فأشيقر والفرعة ثم شقراء التي حاصرها واخذها عنوة. ومن هناك واصل ابراهيم باشا تقدمه الى ضرما واخذها عنوة، وتوجه الى الدرعية عن طريق ممر الحيسية ليصلها في جمادى الاولى 1233ه «مارس 1818م» . وحاصرها واستمر حصاره لها اكثر من ستة اشهر ابدى خلالها المدافعون عنها ضروباً من البسالة والفداء الى ان استسلمت وهدمها ابراهيم باشا.
حصن الامام عبدالله بن سعود الدرعية قدر استطاعته ووزع قواته للدفاع عنه في بطن وادي حنيفة وعلى ضفتيه من العلب شمالاً حتى جبل القرين أسفل الدرعية جنوباً، وقد استفاد من التحصينات الطبيعية لوادي حنيفة وحماسة قواته والاهالي لمواجهة قوات ابراهيم باشا الزاحفة نحو الدرعية، ويقول ابراهيم باشا في رسالة وجهها لوالده محمد علي:« ان عبدالله بن سعود بنى في وادي الدرعية نفسها تحصينات قوية، واقام لها سوراً، يضاف الى ذلك كثرة مؤنه وذخائره وحماسة رجاله للدفاع عن دينهم ووطنهم».
وصل ابراهيم باشا بقواته الى مشارف الدرعية في غرة جمادى الاولى عام 1233ه «1818م»، ونزل الملقا وسار الى العلب بحملة استطلاعية مع بعض قواته فتصدت له القوات السعودية والاهالي ببسالة فاضطر الى التراجع الى معسكره في الملقا وفي 3 جمادى الاولى عاد ابراهيم باشا الى العلب وعسكر فيها ووزع قواته في بطن وادي حنيفة وعلى ضفتيه وفي عالي التلال في مواجهة القوات السعودية وتحصيناتها لحصارها والتضييق عليها، وكان ابراهيم باشا يدرك انه يواجه اهالي وقوات عرفت بجهادها وتضحياتها وتملك حماسة نادرة وشجاعة فائقة في الدفاع عن دينها ووطنها ولا يمكن التغلب عليها بسهولة، ولذلك قال في رسالة وجهها الى والده محمد علي، ولذلك لا ينجح الهجوم عليهم اذا كان هجوماً مباشراً.. فقررنا حصارهم والتضييق عليهم وإرهاقهم.
بعد ان فرق ابراهيم باشا قواته في مواجهة قوات الدولة السعودية وتحصيناتها بدأت المناوشات واشتد القتال بين الطرفين، ويصف ابن بشر شدة القتال بينهما بقوله«.. وقعت الحرب بين الطرفين واضطرمت نارها، وطار في السماء شرها وشرارها فتخاللت بينهم القنابر والقبوس والمدافع وطار مطرها فوق تلك الجموع.. وتصادمت الابطال، والحرب بين الروم «قوات ابراهيم باشا» وبين اهل الدرعية سجال».
وحدث بين الطرفين عدد من المعارك والوقعات الضارية من اهمها: وقعة المغيصيبي، ووقعة الحريقة، ووقعة غبيراء، ووقعة سمحة، .. وغيرها ،استبسلت فيها القوات السعودية وأظهرت شجاعة فائقة في تصديها لقوات ابراهيم باشا رغم تكبدها خسائر فادحة كما كبدت عدوها. واضطرت القوات السعودية للتراجع الى السلماني، حيث تمكنت بقيادة فيصل بن سعود من صد قوات ابراهيم باشا وإجبارها على التراجع الى الخلف. بعد صمود قوات الدولة السعودية واهالي الدرعية في معركة السلماني واجبارهم قوات ابراهيم باشا على التراجع، عاد الامام عبدالله بن سعود توزيع قواته وتحصيناتها في بطن وادي حنيفة وعلى ضفتيه، وعلى ذرى التلال والهضاب، وأعاد ابراهيم باشا ايضاً ترتيب قواته في مواجهة قوات الدولة السعودية لتشديد حصارها والتضييق عليها، ونقل معسكره من العلب الى قرى قصير «الروم».. وكما ورد في رسالة ابراهيم باشا لوالده:«.. فقررنا حصارهم والتضييق عليهم.. وارهاقهم.. وسنقوم متى وصلتنا الإمدادات الجديدة وفي الوقت المناسب بزحف جماعي من كل الجهات ونفتح هذه البلدة ونبيدها».
بعد ان أعادت قوات الدولة السعودية وقوات ابراهيم باشا توزيعها في مواجهة بعضها بعضاً، استمر القتال بينها بشكل دائم وتبودلت الهجمات بين الطرفين، وجرى عدد من المعارك والوقعات من اهمها: وقعة بليدة، ووقعة شعيب قليقل، ووقعة كتلة، ووقعات قرى عمران والرفيعة، وغيرها، كانت الغلبة فيها للقوات السعودية واهالي الدرعية الا القليل منها واستمرت الحال سجالاً بين الطرفين، وكانت قوات ابراهيم باشا خلالها تشدد حصارها على الدرعية وتزداد قوتها لتلقيها المزيد من الامدادات ونجدات السلاح والذخيرة والجنود وسنتطرق في الحلقة القادمة بالتفصيل لمعركة الدرعية.
استقلالية الدرعية
عندما صدر نظام المناطق والمحافظات بموجب المرسوم الملكي رقم 1/92 وتاريخ 28/8/1412ه وعلى الرغم من قرب الدرعية من مدينة الرياض وتداخل عمرانها، حتى اصبحت وكأنها احد احياء الرياض للتطور العمراني والمشاريع الكبيرة التي تشهدها مدينة الدرعية كغيرها من مدن المملكة احتفظ للدرعية باستقلاليتها وأبقيت خارج الخط الدائري لمدينة الرياض من الشمال، ونالت ما تستحقه حيث صنفت محافظة من الفئة «أ» لمكانتها التاريخية، ويتابع شئونها ومشاريعها باهتمام بالغ صالح السمو الملكي امير منطقة الرياض وسمو نائبه الكريمان.
واكتسبت محافظة الدرعية في عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - مكانة خاصة كإحدى الرموز الاقليمية التاريخية وظلت كذلك الى الوقت الحاضر، وقد صنفت بناء على نظام المحافظات فئة «أ» وتعاقب على امارتها منذ ذلك الحين عدة اشخاص وهم:-
ابراهيم بن عبدالله الطويل، ومحمد بن عبدالرحمن بن مسيند، وعبدالرحمن بن محمد بن مبارك، ومحمد بن ناصر بن سالم، وعبدالعزيز بن سعد بن مدعج، ثم محمد بن عبدالرحمن الباهلي.
وبتاريخ 1/7/1420ه تولى صاحب السمو الملكي الامير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظة الدرعية وبتاريخ 1/8/1422ه تولى صاحب السمو الامير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود محافظ الدرعية، ويتبع محافظة الدرعية ستة مراكز هي:-
1- مركز العيينة والجبيلة: تأسس المركز بتاريخ 15/1/1364ه تقريباً ويشمل بلدتي العيينة والجبيلة ويقع شمال محافظة الدرعية ويبعد عنها مسافة 30كم تقريباً.
2- مركز سدوس: يقع المركز شمال غرب محافظة الدرعية ويبعد عنها مسافة 50 كم تقريباً وهو آخر الحدود الادارية لمحافظة الدرعية الحالية من ناحية الشمال الغربي و قد أنشئ المركز منذ مدة طويلة ولا يعرف تاريخ انشائه.
3. مركز العمارية: تقع شمال غرب محافظة الدرعية ويبعد عنها مسافة 25 كم وتأسس عام 1393ه.
4. مركز حزوى: تقع شمال غرب محافظة الدرعية يبعد عنها مسافة 45 كم تقريباً وتأسس عام 1386ه وتقدم الخدمات له من المركز المجاور له.
5. مركز سلطانة: يقع شمال محافظة الدرعية ويبعد عنها مسافة 20 كم تقريباً وهذا آخر الحدود الادارية لمحافظة الدرعية من ناحية الشمال وقد تأسس عام 1410ه.
6. مركز بوضة: يقع شمال غرب محافظة الدرعية ويبعد عنها مسافة 35كم تقريباً وتأسس ما بين عامي 1395ه -1396ه.
الدوائر الحكومية
تتوفر في محافظة الدرعية عدد من الدوائر الحكومية والتي تقدم خدماتها للمواطنين ومن تلك الجهات:
- المحكمة الشرعية: وتقدم المحكمة الشرعية خدماتها ذات الاختصاص للمواطنين والمقيمين ولم نتمكن من تحديد تاريخ نشأتها.
- كتابة العدل: وقد تأسست في 5/3/1398ه حيث وفرت على سكان الدرعية اضطرارهم سابقاً الى مراجعة كتابات العدل بالرياض ويعمل بكتابة العدل بالدرعية طاقم متكامل من الموظفين.
- مركز هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر: وقد تأسس المركز سنة 1388ه حيث يقوم المركز بواجبه التوعوي والارشادي والاشراف على التزام المحلات والاسواق التجارية بالاغلاق اوقات الصلوات.
- مركز الشرطة: وقد تأسس المركز عام 1400ه حيث يقدم خدماته الامنية للمحافظة وللمركز دور توعوي بالجانب الامني من خلال مشاركته في المناسبات العامة.
* مركز الدفاع المدني: الذي تأسس في 10/4/1400ه.
* بلدية الدرعية: تأسست عام 1392ه.
* مركز التنمية الاجتماعية: تأسس عام 1380ه.
* مركز التدريب والبحوث الاجتماعية: تأسس عام 1390ه.
* مركز الرعاية الصحية: تأسس عام 1381ه.
* مركز الدعوة والارشاد: تأسس عام 1415ه.
* مكتب البريد: تأسس عام1380ه.
* مكتب شركة الاتصالات: تأسس عام 1382ه.
* مكتب الآثار: تأسس عام 1402ه.
* فرع مصلحة المياه: 1404ه.
* نادي الدرعية: تأسس في 27/4/1396ه.
* فرع الزراعة والمياه: تأسس في 1/7/1404ه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.