لقى جندي أوكراني حتفه وسط تجدد القتال العنيف في شرق البلاد، حسبما أعلن الجيش في بيان على "فيسبوك". ووفقا للبيان، اتهم الجيش الانفصاليين في المنطقة بارتكاب 19 انتهاكا لوقف إطلاق النار الساري منذ فجر السبت. من جانبهم، أعلن المتمردون في منطقة دونيتسك عن إصابة مدني. وكان رئيس الانفصلايين، دينيس بوشيلين قد أعلن التعبئة العامة في ما أسماه جمهورية الدونيتسك، وأضاف أن القوات الأوكرانية تستخدم قذائف الهاون وقاذفات القنابل اليدوية والمنظومات الصاروخية المتنقلة في قصف أراضي الجمهورية، مضيفا أن قوات الشرطة الشعبية تردع العدو بإطلاق النار عليه. وأعلنت سلطات جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك المعلنتين من جانب واحد الجمعة عن بدء عملية إجلاء مؤقت لمواطنيهما إلى مقاطعة روستوف الروسية بسبب التهديد المتزايد من جانب كييف. وتخص عملية الإجلاء بالدرجة الأولى النساء والأطفال والمسنين، بحسب الوكالة. من ناحيته، أعلن وزير الخارجية الأوكراني السبت إن بلاده تستعد للتعامل مع "كل السيناريوهات المحتملة"، فيما تؤكد الولاياتالمتحدة أن موسكو تخطط لغزو وشيك للبلد المجاور. وقال دميترو كوليبا للصحافيين قبل اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في ميونيخ بعد سؤاله عن أحدث تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قال إنه متأكد من غزو روسي وشيك لأوكرانيا "نستعد لكل السيناريوهات المحتملة". وفي مواجهة الخطر المتزايد من تحول هذه الأزمة إلى صراع مسلح في قلب أوروبا، عقد وزراء خارجية مجموعة السبع اجتماعا استثنائيا ظهر السبت على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن. وفي ضوء التوترات المتزايدة بشكل واضح مع روسيا، حذر المستشار الألماني أولاف شولتس بشدة من هجوم على أوكرانيا، داعيا إلى إجراء مفاوضات مع روسيا، وأعرب عن اعتقاده بأن نذر الحرب تلوح في سماء أوروبا مجددا. وقال شولتس أمام مؤتمر ميونخ الدولي للأمن: "أكبر قدر ممكن من الدبلوماسية دون أن تكون ساذجا - هذا هو المطلب". وأكد شولتس أن نشر ما يزيد على 100 ألف جندي روسي حول أوكرانيا لا يمكن تبريره بأي شيء، مضيفا أن روسيا أثارت مسألة عضوية أوكرانيا المحتملة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) باعتبارها "سببا للحرب"، وقال: "هذا أمر متناقض: لأنه لا يوجد على الإطلاق قرار في هذا الشأن". وأضاف شولتس: "العدوان العسكري على أوكرانيا سيكون خطأ فادحا. ونحن لا نريد أن يحدث ذلك لهذا أقول: نعم، نحن مستعدون للتفاوض"، مشيرا إلى ضرورة التمييز بين المطالب الروسية التي لا يمكن الدفاع عنها والمصالح الأمنية المشروعة. بدوره، أعلن الكرملين أن التدريبات العسكرية الاستراتيجية الروسية التي أجريت السبت تحت إشراف الرئيس فلاديمير بوتين، وسط الأزمة الروسية الغربية حول أوكرانيا، تضمنت إطلاق "صواريخ بالستية وصواريخ كروز". وأوضحت الرئاسة الروسية في بيان أنه "تم تحقيق الأهداف المخطط لها خلال تدريبات قوات الردع الاستراتيجي بالكامل، وكل الصواريخ أصابت الأهداف المحددة". وبث التلفزيون الروسي العام لبوتين جالسا بجوار نظيره البيلاروسي وحليفه ألكسندر لوكاشنكو، فيما يستمع من غرفة أزمات إلى تقارير جنرالاته عن طريق اتصالات بالفيديو. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن التدريبات تضمنت إطلاق صواريخ بالستية فرط صوتية من طراز "كينجال" وصواريخ كروز فرط صوتية من طراز "تسيركون"، وهي أسلحة روسية جديدة وصفها بوتين سابقا بأنها "لا تقهر". وأشار رئيس هيئة الأركان فاليري غيراسيموف إلى أن "الهدف الرئيس للتدريبات الحالية هو تدريب القوات الهجومية الاستراتيجية لإلحاق هزيمة مضمونة بالعدو".