كل أمم الأرض، وخاصة العرب، يحبون الحياء في المرأة، ويعشقون خجل المحبوبة، فالحياء زينة النساء، والخجل عطر الحب.. حتى بعد الزواج يطول الحب ويدوم الود مع الاحترام المشوب بالحياء فالحب نفسه خجول وجل.. أرق من دمعة العاشق.. وأرهف من ورقة الوردة.. وألطف من النسيم العليل.. أول مايقع الفتى في الحب يُصاب بهيبة من الحبيبة، ويصير خجولاً رغم أنه شجاع وأن مشاعر الوجد تضطرم في داخله، فربما احمر وجهه إذا رآها رغم أنه مقدام، وربما تلعثم إذا خاطبها رغم أنه فصيح، ولكن الحب ملأ قلبه إجلالاً للحبيبة: أهابكِ إجلالاً وما بكِ قدرة عليّ ولكنْ ملء عينٍ حبيبها * قيس بن الملوح ويتغزل الشعراء بخجل الحبيب ويحبونه ويحومون حوله كما تحوم الفراشات حول الأزهار، وأحياناً كما يحوم الفراش حول النار، فإن المحبوبة الجميلة الخجول تأخذ عقل عاشقها وتخطف قلبه.. وتحرق مواجده فيحلم بها صاحياً وفي عزِّ النوم.. بعيد عنه بديار بعيدة ولحد جاب لي منه الافادة يجيبنه حلوم الليل عندي واحط الخد للغالي وساده والى منى صحيت وقمت واعي ولين الليل يفجعني سواده محمد الأحمد السديري أهابكِ إجلالاً وما بكِ قدرة عليّ ولكنْ ملء عينٍ حبيبها وللبهاء زهير في محبوبة جميلة خجولة مع دلال: لو تراني وحبيبي عندما فر مثل الظبي من بين يدي ومضى يعدو وأعدو خلفه وترانا قد طوينا الأرض طي قال: ما ترجع عني؟ قلت: لا..! قال: ما تطلب مني؟.. قلت: شي! فانثنى يحمر مني خجلاً وثناه التيه عني لا إليّ ومن شعر سعاد الصباح الذي يمثل الرقة والخجل وتعتذر عن خجلها أمام شهرة من أمامها وجرأته وفصاحته في شعر يسيل أنوثه وموسيقى: لا تنتقد خجلي الشديد فإنني بسيطة جداً وأنت خبيرُ يا سيد الكلمات هب لي فرصةً حتى يذاكر درسه العصفور خذني بكل بساطتي وطفولتي فأنا لم أزل أخطو وأنت قدير من أين تأتي بالفصاحة كلها وأنا يتوه على فمي التعبير؟ أنا في الهوى لا حول لي أو قوة إن المحب بطبعه مكسور يا هادئ الأعصاب إنك ثابتٌ وأنا على ذاتي أدور.. أدور الأرض تحتي دائماً محروقةٌ والأرض تحتك مخمل وحرير فرق كبير بيننا يا سيدي فأنا محافظة وأنت جسور وأنا مجهولة جداً مجهولة جداً وأنت شهيرُ ودها تشكي وتشرح لي الظروف والحياء عيا عليها تشتكي وهذه أبيات لحنها عبدالوهاب وغنتها نجاة فتوهج الشعر في الأغنية توهُّج البريق في الألماس، فالشعر جميل.. واللحن جميل.. والصوت جميل.. تمازج كل هذا حتى أصبح كالألماس البراق.. وهج الألماسة جزء أصيل من كيانها ملازم لها فلا يمكن فصل بريق الألماس عنه كما لا يمكن فصل مثل هذه الأغاني الرائعة (من عز النوم بتسرقني بهرب لبعيد بتسبقني لفيروز، لا تنتقد خجلي الشديد) إلى كلمات وإلحان وأداء بل هي مثل الألماس النادر له وجوده المتكامل وجماله الأخّاذ وسحره المتواصل.. ومن كمال الأنوثة الحياء والخجل.. والصوت الرقيق الخفيض الحنون فهو يملك قلب الرجل ويملأ وجدانه بالإعجاب والحنان.. أما المرأة السليطة اللسان المنزوعة الحياء فهي أقبح من أقبح الرجال! كلمت والصوت مبحوح الحروف صمتها ونه وفي الونه حكي ودها تشكي وتشرح لي الظروف والحياء عيا عليها تشتكي لين انا حلفتها بذيك الحلوف قلت قولي لي دخيلك اشبكي قالت ألطف بخجلها والكسوف قالوا العذال وافهم ياذكي خالد بن يزيد ولا يشك أحد أنه كلما طال خجل العروس طال شهر العسل، فالزوجة التي تحب زوجها تحب أن تراه سعيداً، وتحس أمامه أن أنوثتها تزيد، والأنوثة يصدر منها الرقة والحياء كما يصدر العطر من الزهر، شخصية المرأة المحبوبة (عطر في زهرة). حياء المرأة يملك قلب الرجل خجل العروس يزيد من جاذبيتها