تنامى اهتمامي بمجال الرواية والقصة القصيرة، وكان نصيب القراءة فيها منصباً في البداية على الأدب الذي ذللته جهود المترجمين لأدباء القرون الوسطى البارزين. فكان لبداية اهتمامي بالقصة والرواية نصيب وافر من الأسماء والعناوين التي ترجمت عن لغات أخرى لتصبح معرّبة تنساب حروفها وترتسم معالمها وفق مجهود المترجم ومهارته ومنظوره. ومن ذلك كانت قراءة ذات النص لمترجم آخر تظهر بوناً شاسعاً يطرح في خاطري العديد من الأسئلة، حين بدأت الإطلاع بشغف وتركيز على المحتوى الإبداعي للكتاب البارزين في وطننا العربي. كنت أحاول الربط بين بيئة المؤلف والأوصاف التي يعبر فيها عن محيطه، رغبة مني في السفر عبر الزمان والمكان كأنما أستحضر كل صورة إبداعية وتشبيه بلاغي لإرضاء شغفي تجاه الخيال والترحال. من هنا برزت مشكلة ارتباط الوصف لدى الكثير من الأدباء بصور مقتبسة من بيئة مختلفة، يتم التعبير عنها بدلاً من اتجاه الكاتب لابتكار صور جديدة مستوحاة من واقعه وبيئته المحيطة. وهذا ما أسهم في خلود بعض الصور البلاغية التي ارتبطت بأسماء من ابتكرها من الأدباء قديما وحديثًا، لأن المثقف الذي يستطيع صقل أدوات الوصف وتوظيفها للتعبير عن محيطه وبيئته يستحق من دون شك أن ينال حظًا وافرًا من التقدير والاحتفاء.