تراجعت أسعار الغاز الطبيعي المسال الفوري في آسيا هذا الأسبوع، متتبعة أسعار الغاز في أوروبا، وسط طلب ضعيف من الصين مع تراجع نشاط التداول في شمال شرق آسيا في عطلة رأس السنة القمرية الجديدة. وقالت مصادر صناعية إن متوسط سعر الغاز الطبيعي المسال للتسليم في مارس إلى شمال شرق آسيا انخفض إلى 25.00 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بانخفاض 2.00 دولار أو 7.4٪ عن الأسبوع السابق. وأضافوا أن متوسط سعر التسليم في أبريل كان 27.50 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وقال إدموند سياو، محلل الغاز الطبيعي المسال لدى استشارات "اف جي إي": "إن أسعار الغاز الطبيعي المسال معدة للتقلب المستمر مع اقترابنا من بقية فصل الشتاء. كما ان أساسيات الغاز الأوروبية تتراجع، مع وصول واردات الغاز الطبيعي المسال إلى مستويات قياسية، بينما تتعافى واردات خطوط الأنابيب الروسية من بدايتها البطيئة حتى نهاية عام 2022". ومع ذلك، فإن سوق الغاز الأوروبية لا تزال ضيقة، والتوترات بين روسياوأوكرانيا تعني أن علاوة المخاطرة الصحية يتم تحصيلها في أسعار الغاز الهولندي الحالية. فيما عاد العديد من المشترين الآسيويين إلى الظهور لشراء البضائع لاستبدال المخزونات، ويتوقع المزيد من نشاط الشراء الفوري في الاسابيع المقبلة". ولا تزال أوروبا تعتمد على الغاز الطبيعي المسال وسط انخفاض إمدادات الغاز الروسي. وكانت المراجحة بين آسيا وأوروبا، أو تحويل البضائع من سوق إلى آخر، تتغير ذهابًا وإيابًا، وهناك خطر من أن تتباطأ واردات الغاز الطبيعي المسال الأوروبية في حالة حدوث أي زيادة في الطلب الآسيوي والأسعار. وقال محللو الغاز في رفينيتيف إن الطقس الأكثر برودة المتوقع في أسواق شمال شرق آسيا الرئيسية قد يحفز الطلب من المستخدمين النهائيين ويدعم الأسعار هناك في المستقبل. وفي وقت سابق يوم الخميس، وافقت روسيا على عقد مدته 30 عامًا لتزويد الصين بالغاز عبر خط أنابيب جديد، ستحصل بموجبه الشركة الصينية الرئيسية للطاقة على 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا، وهي خطوة ستؤثر على توقعات استيراد الغاز الطبيعي المسال في البلاد. وقال كين كيات لي، المحلل في شركة "اف جي إي" الاستشارية: "يمكن إمداد غاز الأنابيب من روسيا إلى شمال الصين بأسعار تنافسية عند مقارنته بالغاز الطبيعي المسال". وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير هذا الأسبوع، إن الصين ستظل أكبر مساهم في نمو واردات الغاز الطبيعي المسال، لكن معدل نموها قد ينخفض إلى 9٪ في عام 2022، من 17٪ في عام 2021، بسبب الزيادة في تدفقات خطوط الأنابيب من روسيا وتباطؤ عام في نمو الطلب على الغاز. في وقت، توسعت التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال بنسبة 6٪ العام الماضي، من 1٪ في 2020، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، لكن من المتوقع أن ينخفض النمو إلى 4٪ هذا العام. وتراجعت أسعار الشحن الفوري للغاز الطبيعي المسال في المحيط الهادئ إلى 19250 دولارًا يوميًا يوم الجمعة، بينما انخفضت أسعار الشحن في المحيط الأطلسي إلى 2250 دولارًا في اليوم، فيما سيشير سعر الشحن الأطلسي السلبي إلى أن مدفوعات الإيجار المستلمة لاستئجار سفينة في حوض المحيط الأطلسي لا تغطي تكلفة الوقود لإعادة الثقل إلى ميناء التحميل. وكانت روسيا قد وافقت على عقد مدته 30 عامًا لتزويد الصين بالغاز عبر خط أنابيب جديد وستعمل على تسوية مبيعات الغاز الجديدة باليورو، مما يعزز تحالف الطاقة مع بكين وسط علاقات موسكو المتوترة مع الغرب بشأن أوكرانيا وقضايا أخرى. وقالت شركة روسية ومسؤول في الصناعة في بكين إن شركة غازبروم، التي تحتكر صادرات الغاز الروسي عبر خط الأنابيب، وافقت على إمداد شركة الطاقة الوطنية الصينية الكبرى بعشرة مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا. وقال المصدر في تصريحات تلاها إعلان عن الصفقة من قبل جازبروم، إن التدفقات الأولى عبر خط الأنابيب، الذي سيربط منطقة الشرق الأقصى لروسيا بشمال شرق الصين، من المقرر أن تبدأ في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام. وترسل روسيا بالفعل الغاز إلى الصين عبر خط أنابيب سيبيريا، الذي بدأ ضخ الإمدادات في عام 2019، وصدرت 16.5 مليار متر مكعب من الغاز إلى الصين في عام 2021. وبموجب الخطط الموضوعة من قبل، تهدف روسيا إلى إمداد الصين ب 38 مليار متر مكعب من الغاز عبر خط الأنابيب بحلول عام 2025. والصفقة الجديدة، التي تزامنت مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدورة بكين الأولمبية الشتوية، ستضيف 10 مليار متر مكعب أخرى، مما يزيد مبيعات خطوط الأنابيب الروسية بموجب عقود طويلة الأجل إلى الصين.