هي واحد من أهم الأمور الطبية الآن، وتشغل بال الكثيرين، ولأن نسبة السمنة في بلادنا العربية مرتفعة، وفي بعض البلدن مرتفعة جداً؛ فكانت لها أهميتها لأن السمنة وبالذات المفرطة تعد الآن واحداً من أهم الأمراض وأخطرها في حد ذاتها، وأيضاً لما لها من تبعات على أجهزة الجسم. فهناك متلازمة (X) أو متلازمة التمثيل الغذاني (Metabolicsyndrome) وهي عبارة عن مجموعة أمراض تأتي معاً وأهم جزء بها هي زيادة الوزن ومعها دهون الكبد وارتفاع الضغط وارتفاع السكر، وارتفاع دهون الدم تأتي معاً، ولكن البداية من زياده الوزن وليس فقط ذلك، ولكن تأثير زيادة الوزن على القلب وكفاءته، والتأثير على مفاصل الظهر والساقين، وبجانب كل ذلك الآثار النفسية والتي قد تكون هائلة على الشخص والتي قد تعكر عليه حياته وتفرض عليه عزلة اجتماعية وقد تؤدي إلى الإحباط وأحياناً للاكتئاب. وإن استمررت في عد المشاكل سوف ينتابك الملل والهلع، ومن هنا ظهرت الأبحاث والدراسات والمؤتمرات للبحث عن حلول لهذه القضية المهمة عضوياً ونفسياً، وبدأت الحلول جراحياً بربط المعدة وتحويل المسار ثم قص المعدة (SLEEVE) ثم بدأت مناظير الهضمي في التدخل ببالون المعدة وحقنها بالبوتكس وغيرها من الحلول الجراحية والمناظير، ولكن حالياً من أهم الحلول قص المعدة والتي انتشرت جداً وأصبحت الخبرة الجراحية فيها كبيرة جداً، وأيضاً في مجال مناظير الجهاز الهضمي هناك البالون وهو الحل الوسطي لمن لا يرغبون في الجراحة أو لمن هم لديهم وزن زائد ولكن ليس بشكل كبير، وحديثاً وفي قادم الأيام هو عمل قص المعدة بمنظار الجهاز الهضمي والتي بدأت بالفعل في أماكن حول العالم من أهمها الولاياتالمتحدةالأمريكية وهي في تطور مستمر والتي ممكن تكون بديلاً للجراحة في المستقبل. ولكن هل هذه الحلول هي علاج أم تجميل فقط؟! الحقيقه أن الكثيرين الآن يرغبون الوزن المثالي والجسم المتناسق، ولكن طبياً هي ضرورة في كثير من الحالات لتجنب مشاكل القلب والمفاصل أو لضبط السكر أو الضغط أو تقليل المشاكل الصحية مستقبلاً، وهنا يظهر الجانب المهم وهو الجانب النفسي للمريض وهو قد يكون أقوى الأسباب، وعليه فإن المريض الذي يزيد كتلة جسمه على 30 فأكثر مخير بين عمل نظام غذائي مع ممارسة الرياضة، وأما تركيب بالون معدة بمنظار الجهاز الهضمي الجراحة للذين لديهم كتلة جسم أكثر من 40 وطبعاً كل طريقة لها مميزات وعيوب، وأكثر مميزات وأقلها عيوب هو النظام الغذائي وممارسه الرياضة فهي الطريقة الطبيعية الآمنة إن استطاع المريض هذه الطريقة لأنها تحتاج إرادة ومجهوداً ووقتاً طويلاً، أما البالون فهو بالون تركب بمنظار الجهاز الهضمي في وقت قليل لتحتل جزءاً من تجويف المعدة لتساعد المريض على الشبع السريع وتقليل الأكل وهي آمنة وتركيبها سهل بدون جراحة ولكن نقص الوزن فيها محدود فهو في أفضل الحالات تقريباً من 13 إلى 16 كيلوغراماً وما بعدها من بعض الألم والغثيان خلال مدة تركيبها وهي حل مؤقت يحتاج إلى ضبط الأكل بعد إزالتها وإلا سوف تعود المعدة ويزيد الوزن من جديد، أما الجراحة وهي الأكثر شيوعاً فهي طريقة مضمونة في نقص الوزن لأنها تزيل جزءاً كبيراً من المعدة وهنا تصغر المعدة ويقل الأكل ويقل الوزن فعلاً، ولكن هي عملية جراحية تحت تخدير عام وأيضاً لها آثار جانبية وإن كانت قليلة ولكنها إن حدثت فسوف تكون كبيرة من تسريب من المعدة أو ضيق بالمعدة ونقص الامتصاص لكثير من المواد الغذائية والفيتامينات، ونقص الوزن بصورة غير مرغوب فيها وأيضاً عدم الاستمتاع بالأكل إلا لقيمات صغيرة، ونتطلع في المستقبل القريب انتشار قص المعدة بمنظار الجهاز الهضمي (Endoscopic SLEEVE) وهي تقليل حجم المعدة بالمنظار بدون جراحة أو قص جزء منها ولكن هي في بدايتها وتحتاج إلى التطور لتصبح طريقها آمنة وسهلة لنقص الوزن. بعد كل ذلك وعلى من يريد نقص الوزن أن يناقش هذه الطرق مع طبيبه الأمين (وأعتقد أن معظم الأطباء أمناء)، ويناقش كل طريقة بما لها أو عليها، والداعي لها والآثار الجانبية والسلبية لكل طريقة، وطبعاً يستخير الله تعالى قبل الإقدام على أي منها.