قفز النقاش القديم المتجدد حول «موت الصحافة» إلى «تراجع الشبكات الاجتماعية»، وراحت العديد من الآراء للقول إن هذه الشبكات في طريقها للانحسار، وقد تصل للزوال بعد فترة زمنية. الرؤى حول الفكرة لا تزال متباينة، لكن دراسة حديثة نشرها معهد «رويترز» لدراسات الصحافة أجريت على 246 قيادة إعلامية في 52 دولة، أشارت في إحدى نتائجها إلى أن الناشرين سيولون اهتمامًا أقل لمنصات مثل: «فيسبوك»، و»تويتر»، خلال العام الجاري، مقابل زيادة الاهتمام بمنصات مثل: «إنستغرام»، و»تيك توك»، و»يوتيوب»، على التوالي، وهي الشبكات التي تحظى بشعبية لدى الشباب. من وجهة نظري الشخصية، أن «تويتر» و»فيسبوك» يتميزان بالموثوقية إلى حدٍّ كبير، وهذا سيطيل عمر البقاء أكثر -نوعًا ما- لكنه في الوقت نفسه ليس ضمانًا أبديًا للبقاء، في ظل التسارع الضخم في عالمي التقنية والإعلام، وتغير سلوكيات الاستهلاك الجماهيري وأولوياتهم. ومن الأمثلة المهمة لتغير التوجهات الفردية في التعاطي مع الشبكات الرقمية، هو وصول «تيك توك» إلى أول مليار مستخدم خلال أقل من سنتين، بينما احتاج «فيسبوك» إلى سبع سنوات للوصول إلى الرقم نفسه.. وأميل لوصف ذلك ب»طوفان البث». أظن، ظنًا يرتقي لليقين، أن التغيرات في اختيار المنصات يأتي تباعًا للرغبات الجديدة في التعاطي مع هذه المنصات، والتي تنقسم إلى البحث عن البث اللحظي والتفاعل المباشر أولاً، وثانيًا للحصول على مجتمعات رقمية مغلقة، ملاحقة لما يمكن وصفه بالخصوصية والأمان والاهتمامات المشتركة. في الوقت نفسه، لن يكون دور هذه الشبكات محصورًا في الآراء والتواصل وحسب، وإنما ستستولي على حصة أكبر من كعكة التسويق.. إذ تتوقع دراسة حديثة وصول حجم «التجارة الاجتماعية» التي تجري كل تعاملاتها عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى 1.2 تريليون دولار بحلول 2025، مقابل 492 مليار دولار خلال عام 2021، ويأتي هذا النمو بفضل المستهلكين من الأجيال الشابة، والمنتظر أن يمثلوا 62 % من إجمالي الإنفاق الاستهلاكي. السؤال الأخير والأهم: هل نحن مستعدون لحياة «الواقع المعزز (AR) Augmented Reality»؟! والسلام..