عقد مجلس الأمن الدولي الاثنين جلسة بشأن الأزمة الأوكرانية بناء على طلب الولاياتالمتحدة التي تكثف مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي جهودها لثني موسكو عن غزو أوكرانيا، في وقت تستعد واشنطن لفرض عقوبات جديدة على روسيا. وحيال التهديد بحصول غزو، دعت كييف الأحد موسكو إلى سحب قوّاتها المحتشدة على طول الحدود بين البلدين ومواصلة الحوار مع الغربيّين إذا كانت ترغب "جدّيًا" بوقف تصعيد التوتّر. وتنفي روسيا أيّ مخطط لغزو أوكرانيا، مطالبةً في الوقت نفسه بضمانات خطّية لأمنها، بينها رفض انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ووقف توسّع الحلف شرقًا. ورفضت الولاياتالمتحدة هذا الأسبوع الطلب، في ردّ خطّي إلى موسكو. وقال الكرملين إنّه يفكّر في ردّه. من جهتهما لوّحت الولاياتالمتحدةوبريطانيا الأحد بفرض عقوبات جديدة على روسيا. وأعلنت لندن التي تحاول زيادة الضغط على موسكو، الأحد أنّها تُريد استهداف المصالح الروسيّة "التي تهمّ الكرملين مباشرةً". أما في واشنطن، فأعلن سناتوران ديموقراطي وجمهوري أنّ الكونغرس على وشك الاتّفاق على مشروع قانون ينصّ على فرض عقوبات اقتصاديّة جديدة ضدّ روسيا. ومن بين العقوبات المحتملة، تُفكّر بريطانياوالولاياتالمتحدة بأن تستهدفا بعقوباتهما أنبوب الغاز الاستراتيجي "نورد ستريم 2" الرابط بين روسيا وألمانيا بالإضافة إلى استهداف إمكانية إجراء الروس لتحويلات مالية بالدولار. وقال وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف "نرغب في علاقات جيّدة قائمة على المساواة والاحترام المتبادل مع الولاياتالمتحدة، كما هي الحال مع كل بلد آخر في العالم". وأضاف أنّ موسكو لا تريد أن تكون في وضع "يتعرّض فيه أمننا للتهديد يوميا" كما سيكون الوضع في حال ضمّ أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر عبر الهاتف إن التقارير التي تلمح إلى عقوبات جديدة محتملة على رجال الأعمال الروس في المملكة المتحدة "مزعجة للغاية"، وسوف تقوض مناخ الأعمال الأجنبية في بريطانيا. ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن المتحدث القول: "ما نتحدث عنه هنا هو هجوم صارخ على الأعمال. دعونا لا ننسى أن الكثير من الشركات الروسية لديها أيضا شركاء استراتيجيين ومستثمرين ومساهمين من الشركات البريطانية الكبيرة". وقال: "هذه تصريحات مزعجة للغاية من لندن، ليس فقط بالنسبة لنا ولشركاتنا. إنها توضح عدم القدرة على التنبؤ في لندن". وأشار إلى أنه من المحتمل أن ترد روسيا إذا مضت المملكة المتحدة قدما في خطط العقوبات. من جهته اعتمد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي موقفا حازما مؤكدا أنه من الضروري أن توجه واشنطن رسالة قوية للرئيس بوتين مفادها بأن أي عدوان ضد أوكرانيا ستترتب عليه كلفة عالية. وقال السناتور بوب مندينيز لشبكة "سي ان ان"، "لا يمكننا أن نشهد -لحظة ميونيخ- مجددا" مضيفا أن "بوتين لن يتوقف عند أوكرانيا"، وذلك في إشارة إلى الميثاق الموقع عام 1938 لضمان السلام بأي ثمن لكنه فشل في كبح تحركات هتلر. وأعلنت دول غربيّة عدّة في الأيام الماضية إرسال وحدات جديدة الى أوروبا الغربية بينها الولاياتالمتحدة التي وضعت 8500 عسكري في حال تأهّب لتعزيز حلف شمال الأطلسي، وفرنسا التي تريد نشر "مئات" الجنود في رومانيا.