بدأ الإعلام الأميركي يركّز على أخبار انتخابات التجديد النصفي، التي تجري في الولاياتالمتحدة، في نوفمبر العام الجاري، والتي ستحدد مصير الكونغرس خلال العامين القادمين، كما سترسم ملامح توجهات الرأي العام الأميركي في انتخابات الرئاسة لعام 2024. ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الاثنين مقالاً بعنوان «رئاسة بايدن لم تمضِ كما كان مخطّط لها». واعتبر المقال أنه ليس بإمكان ادارة بايدن إلقاء اللوم على «اوميكرون» في معدّلات التضخم العالية التي بلغت 7٪، وهو أعلى معدّل تضخّم تشهده الولاياتالمتحدة منذ عقود، فادارة بايدن بحسب الصحيفة، أهدرت أشهر طويلة كان يمكنها استغلالها في الاستعداد لمواجهة المتحوّر الجديد، وتأمين وحدات الاختبار ومعدّات التعقيم والتهوية. وعلى الرّغم من توفّر اللقاحات على نطاق واسع في الولاياتالمتحدة منذ دخول الرئيس بايدن الى البيت الأبيض، إلا أن معدات أخرى ضرورية لضمان تحسّن أوضاع الصحة العامة ومواجهة كوفيد لا تتوفر حتى اليوم، وذلك رغم تخصيص حوالي 50 مليار دولار لتوسيع الاختبارات، لتتساءل نيويورك تايمز «أين ذهبت كل هذه الأموال» ؟ كما حذّرت «نيويورك تايمز» أيضاً من خطورة عدم وجود أي استراتيجية مستقبلية مطروحة لدى الادارة حتى اليوم لمواجهة متحوّرات جديدة محتملة قد يأتي بها كوفيد، وقد تكون سبباً في استمرار التضخّم والمصاعب الاقتصادية. من ناحية أخرى، قال موقع «احصائيات جالوب» أن تفضيلات الناخبين الأميركيين تظهر ميلاً عاماً الى الجمهوريين بفارق خمس نقاط، ظهرت في الربع الأخير من سنة 2021، وهي الفترة التي بدأ الاقتصاد الأميركي يعاني فيها من تضخّم كبير بالأسعار. واستندت احصائية جالوب إلى استطلاع آراء أكثر من 12000 شخص بالغ في الولاياتالمتحدة. وبحسب «جالوب» فإن الحزب الديموقراطي كان المتقدّم دائماً منذ عام 2012، من ناحية أعداد المسجّلين الجدد في الحزب. أما شبكة «ذا أتلانتيك» فاعتبرت خطبة الرئيس السابق دونالد ترمب في صحراء ولاية اريزونا، بمثابة إعلان «ناعم» لترشّحه لانتخابات 2024، حيث ألقى ترمب خطبة في آلاف المحتشدين من جماهيره في الولاية الأسبوع الماضي، ركّز فيها على مهاجمة إدارة بايدن. وكان تجمّع «اريزونا» أوّل حدث عام لترمب منذ يوليو الماضي، وأراد منه ترمب تحشيد الناخبين للتصويت للأعضاء الجمهوريين المحسوبين على خطّه في الحزب الجمهوري في انتخابات الكونغرس المقبلة. أما الخبيرة المحافظة «آن كولتر»، وهي مؤيدة سابقة لدونالد ترمب، فتوقّعت أن هيمنة ترمب على الحزب الجمهوري قد انتهت، وذلك من خلال تصريحات لها في شبكة «نيويورك تايمز»، حول الحرب السياسية الدائرة بين رون ديسانتيس، حاكم فلوريدا الجمهوري، ودونالد ترمب. وكان دونالد ترمب قد أكّد على قدرته هزيمة ديسانتيس إذا قرّر تحدّيه ومواجهته في الانتخابات التمهيدية للسباق الرئاسي لعام 2024. وتعتقد «آن كولتر» أن رون ديسانتيس، يمتلك حظوظاً أفضل من ترمب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2024، حيث قالت أنه بات وجهاً صاعداً في الحزب الجمهوري، وعلى الصعيد الوطني الأميركي، بسبب سلسلة من النجاحات السياسية التي حقّقها. وفي إطار الصراعات السياسية في واشنطن أيضاً، قالت شبكة «ريل كلير بوليتيكس» أن الحزب الجمهوري يرغب في أن يكون التصويت في أميركا «بلا قيمة»، حيث يحاول الحزب الديمقراطي توسيع الفئة القادرة على المشاركة في الانتخابات دون اتخاذ إجراءات الحذر اللازمة للحفاظ على العملية الديموقراطية في أميركا. و رأت الشبكة، أن طريقة الديموقراطيين للتغلّب على الشعبية المتدنية للحزب قبل انتخابات التجديد النصفي، هي إطلاق ما يسمى بقانون «إصلاح الانتخابات»، إلا أن هذا القانون يلقى رفضاً واسعاً من الجمهوريين في الكونغرس. ويحاول الديمقراطيون استصدار قانون فيدرالي يمنع الولايات من تقييد حق التصويت «عبر البريد» و «عن بعد» و «دون اظهار هوية شخصية»، وذلك بعد أن أقرّت 19 ولاية أميركية قانون جديد يقيّد الوصول إلى صناديق الاقتراع دون استيفاء الشروط المطلوبة من قبل هذه الولايات. فعلى سبيل المثال، قامت ولاية جورجيا، الجمهورية غالباً، والتي مني فيها دونالد ترمب بهزيمة مفاجئة، بإقرار قانون يمنح الولايات التي يسيطر على مجلسها التشريعي الحزب الجمهوري، أحقية الفصل في الأصوات المتنازع عليها.