أطلق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب رسميّاً السبت حملة انتخابات منتصف الولاية وذلك خلال تجمّع في أوهايو، أحيا أجواء مهرجاناته الخطابيّة الحماسيّة، وسط تركيزه على الاقتراع الرئاسي للعام 2024. وقال في مستهلّ خطابه إنّ هذا "أوّل تجمّع لانتخابات 2022"، مضيفاً "سنستعيد مجلس النوّاب، سنستعيد مجلس الشيوخ". ودغدغ من خلال الخطاب مشاعر أنصاره عندما أشار إلى احتمال القيام بمسعى جديد للفوز بالرئاسة. وقال: "قد نضطر إلى الفوز بها مرة ثالثة. ذلك ممكن"، في إشارة جديدة إلى اعتقاده بأنه فاز في انتخابات نوفمبر. وعلت هتافات الحشود ترحيبا بالإعلان. وبشأن قضايا أخرى، تنقل ترمب بين الهجرة والجريمة وحق حيازة السلاح وأفغانستان وإيران وغيرها، بأسلوبه المعروف. وكرر تأكيداته أن جو بايدن كارثة، وقال: "جو بايدن يدمر أمتنا أمام أعيننا". وتطرق مرة أخرى إلى تأكيداته بفوزه في انتخابات نوفمبر وبأن بايدن فاز بها عن طريق التزوير. وقال "انتهت الانتخابات" مضيفا "حققنا فوزا كبيرا. فعلوا شيئا ما كان يجب السماح به". منذ مغادرته البيت الأبيض في يناير ألقى ترمب خطابين رئيسيين، اتسم احدهما بنبرة انتقامية في كارولاينا الشمالية في وقت سابق هذا الشهر كرر فيه عدم اعترافه بهزيمته الانتخابية في 2020 أمام جو بايدن. واجتذب تجمع أوهايو حشدا من آلاف الأشخاص، أبدو حماسة لكن دون الكثير من الصخب. وأحد أهداف مخاطبة التجمع كان لتأييد مرشح محافظ هو ماكس ميلر أحد مساعدي ترمب السابقين. وبحضوره التجمع أظهر ترمب بوضوح أنه يريد أن يبقى قوة يعتد بها في جهود الحزب الجمهوري لاستعادة السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب العام القادم. وقد أشار خصوصا إلى استعداده لمساعدة مرشحين مؤيدين لحركته "لنعيد العظمة لأميركا". والآن يسعى ترمب للنيل من جمهوريين صوتوا لعزله، بدءا بانتوني غونزاليس، النائب عن أوهايو المنتهية ولايته والذي ينافسه ميلر في انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري. وتقول لجنة العمل السياسي "انقذوا اميركا" التابعة لترمب إن التجمع في أوهايو يمثل انطلاقة لتجمعات عديدة للرئيس السابق "دعما لمرشحين وقضايا تعزز أجندة 'لنعد العظمة لأميركا' ولإنجازات إدارة الرئيس ترمب". تجمع في اليوم الوطني وطالما كانت أوهايو إحدى أهم الولايات المتأرجحة في القرن الماضي. لكن بعد تصويتها لباراك أوباما مرتين، مالت الولاية المعروفة بحزام الصدأ، إلى اليمين وصوتت مرتين لصالح ترمب في 2016 و2020. ولا يزال ترمب يحظى بشعبية واسعة لدى الناخبين الجمهوريين. وإعلانه عن حصول عمليات تزوير في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي تلقى تأييدا لدى العديد من أعضاء الحزب. وبعض مؤيدي ترمب من الحزب الجمهوري ولا سيما حاكم فلوريدا رون ديسانتيس تعززت مكانتهم على المستوى الوطني. هذا الأسبوع أعلنت لجنة العمل السياسي لترمب إنه سيترأس تجمعا كبيرا، يتخلله إطلاق الأسهم النارية، في سراسوتا بولاية فلوريدا في الثالث من يوليو، قبل يوم على اليوم الوطني. يدخل ترمب أيضا المجال العام الأربعاء القادم مع زيارة إلى الحدود الأميركية مع المكسيك حيث سيهاجم إدارة بايدن ولا سيما بخصوص سياستها حول الهجرة. وذكرت صحيفة نيويورك ديلي نيوز أنه عندما ظهر اسم هيلاري كلينتون، خلال التجمع، صاح الحشد: "احبسوها!". وكان ترمب توجه بالنقد لعضو الكونغرس الجمهوري عن ولاية أوهايو، النائب أنتوني جونزاليس، الذي كان بين عشرة جمهوريين أعضاء في مجلس النواب صوتوا لصالح عزله. وقال ترمب عن جونزاليس: "يجب على كل جمهوري أن يصوت من أجل أن يترك منصبه". يرى الأميركيون أن قوة دولتهم تستمد من الرئيس الحازم ترمب (رويترز)