تناقل الإعلام العالمي بمختلف وسائله وعلى نطاق شاسع مؤثر، أطروحات وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في مؤتمر مستقبل التعدين، وتسليطهم الضوء على ذكر سموه "الكيكة الصفراء" في ختام حديثه عن ما تنعم به المملكة من موارد تعدينية زخمة ومنها اليورانيوم الذي أوجز وأزجل سموه الحديث عنه، الأمر الذي أخذه العالم على محمل الإثارة. وقالت قناة "سي ان ان" أثار وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، تفاعلاً واسعاً بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تصريح أدلى به بأن هناك "كمية هائلة من موارد اليورانيوم" الموجودة في بلاده والتي يرغبون في استغلالها. وأضافت القناة " أكد وزير الطاقة السعودي أنهم سيفعلون ذلك بأكثر الطرق شفافية"، مضيفًا "سنقوم بإحضار شركاء وسنقوم باستغلال هذا المورد وسنقوم بتصنيعه وسنطور حتى الكعكة الصفراء، وسنعمل على تحقيق الدخل تجاريًا من هذا المورد"، وذهب مغردون لربط تصريحات الوزير السعودي بمسار مباحثات الاتفاق النووي الإيراني في فيينا، فيما يكشف وزير الطاقة عن تطلّع السعودية لتطوير برنامج نووي "سلمي"، مؤكدًا أن المملكة لديها كميات كبيرة من اليورانيوم التي سوف تستغلها تجاريًا". وأشارت لإلقاء نشطاء الضوء أيضاً على جانب آخر من تصريحات الأمير عبدالعزيز بن سلمان وحديثه أن "المملكة ستكون هي القائدة في قطاع الطاقة"، وتعليقات تقول: "وزير يليق بعظمة بلاده". وقد يتبادر لأذهان البعض أن الثروة النفطية بالمملكة العربية السعودية وحجم احتياطاتها من الخام هما الأمر الوحيد الذي تتمتع به لدعم عجلة النمو الاقتصادي فيها، إلا أن المملكة تمتلك موارد معدنية كبيرة. وكشفت السعودية، عن حجم التقديرات الرسمية للموارد المعدنية بالبلاد على أنها تقدر ب1.3 تريليون دولار، وأن المملكة وضعت مستهدفات طموحة، حيث يسهم التعدين حالياً بنحو 17 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي، وتعتزم المملكة مضاعفة ذلك ثلاث مرات بحلول عام 2030. القدرة التنافسية في قطاع التعدين والمملكة عملت على زيادة القدرة التنافسية في قطاع التعدين من خلال إقرار الأنظمة والتشريعات، ولتسريع أنشطة الاستكشاف الجيولوجي وجذب الاستثمارات، عززت المملكة جودة البيانات الجيولوجية وتوافرها من خلال العديد من المبادرات بما في ذلك البرنامج العام للمسح الجيولوجي وتتويجاً لتلك الجهود أصدرت 75 رخصة استكشاف جديدة بعد إطلاق نظام الاستثمار التعديني الجديد منذ يناير في العام الماضي. ودفعت تصريحات سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان الإعلام العالمي -لتعريف ما هي الكعكة الصفراء؟ وما هو اليورانيوم؟ وقالت قناة روسيا اليوم في حديثها عن أكبر دول العالم بإنتاج اليورانيوم حيث تستحوذ كازاخستان على حصة الأسد في إنتاجه في العالم، وبلغ إنتاجها في 2020 نحو 19.4 ألف طن، بحسب بيانات الرابطة النووية العالمية لشهر سبتمبر 2021. واستحوذت كازاخستان في العام 2020 على الحصة الأكبر من إنتاج اليورانيوم من المناجم وشكلت 41 % من الإنتاج العالمي، تليها في المرتبة الثانية أستراليا وشكل إنتاجها 13 % من الإنتاج العالمي، ومن ثم كندا 8 % من الإنتاج العالمي. وقد شهد إنتاج اليورانيوم من المناجم في العالم تراجعاً في 2020، من 54742 طناً تم تسجيلها في 2019 إلى 47731 طناً في 2020. ولم تشمل القائمة أية دولة عربية، لكن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أعلن أن "المملكة تملك كميات كبيرة من اليورانيوم"، وشدد الأمير عبد العزيز على أن المملكة "ستستغل هذه الكميات تجارياً بالشكل الأمثل". وأضاف: "سنتعامل مع احتياطيات اليورانيوم بكل شفافية وسنبحث عن الشركاء المناسبين". وحول "الكعكة الصفراء" التي ستطورها المملكة، قالت "سي ان ان": إنها تمثل ركيزة خام اليورانيوم، وهي مسحوق مركَّز من اليورانيوم يُصنع بإزالة الشوائب من اليورانيوم الخام، ومع أنَّ الكعكة الصفراء لا تشكِّل خطراً إشعاعيًّا يُذكر، فإنَّها تظلُّ تتطلب المناولة على نحو مأمون. واليورانيوم معدن يمكن العثور عليه في الصخور في جميع أنحاء العالم. ويحتوي على العديد من النظائر الطبيعية المنشأ، وهي أشكال من عنصرٍ ما تختلف في كتلتها وخواصها الفيزيائية ولكن لها الخصائص الكيميائية ذاتها. وبمجرد إثراء اليورانيوم، يمكن استخدامه بشكل فعال كوقود نووي في محطات الطاقة لمدة ثلاث إلى خمس سنوات، وبعدَ ذلك يظلُّ مشعًّا ويتعيَّن التخلص منه باتباع إرشادات صارمة لحماية الإنسان والبيئة. ويمكن أيضاً إعادة تدوير الوقود المستخدَم، الذي يشار إليه أيضاً باسم الوقود المستهلَك، إلى أنواع أخرى من الوقود لاستخدامه كوقود جديد في محطات الطاقة النووية الخاصة. إلا أن حديث سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان عن النفط الصخري ذو شجون وأكثر إثارة حيث قال: ونحن منفتحون فيما يتعلق بالنفط ونحن نتعامل مع النفط الصخري الأمريكي ولدينا وضع أفضل من منهم فيما يتعلق بالتقنيات الحديثة التي نحاول أن تجعل من هذا الأمر أكثر كفاءة وفاعلية والأهم من هذا صدق أو لا تصدق أن المملكة هي البلد الأكثر صداقة للبيئة من أي بلد آخر على وجه الأرض". وتحدث وزير الطاقة عن انضمام المملكة لمعاهدة الميثان التي تشدد على أهمية تضافر الجهود في سبيل مواجهة التحدي المشترك الذي يمثله التغير المناخي وآثاره السلبية، موضحًا أنه، ومن هذا المنطلق قدمت المملكة مبادرات نوعية تهم المنطقة والعالم، أبرزها مبادرات السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، والاقتصاد الدائري للكربون، التي من شأنها تقديم مساهمة فاعلة ومؤثرة في تحقيق الأهداف الدولية في هذا المجال. والمملكة رفعت مستوى إسهاماتها المحددة وطنياً، وذلك بتخفيض الانبعاثات بمقدار (278) مليون طن بشكل سنوي، بحلول عام 2030، ومبادرة مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء التي تستهدف إزاحة الوقود السائل وإحلال الغاز والطاقة المتجددة بديلاً عنه، وإنتاج 4 ملايين طن من الهيدروجين الأزرق والأخضر، وإنشاء مجمع لالتقاط واستخدام الكربون وتخزينه. ويتحدث سموه والمملكة في وضع أقوى بتوجهها لتصبح البلد القائد في الطاقة المتكاملة، والعالم يثمن ما قامت به المملكة منذ توليها رئاسة مجموعة العشرين 2020 وهي تعكف جاهدة لإيجاد الحلول العاجل للتغير المناخي ونفذت أعمال جبارة شاسعة بتبنيها سلسلة مبادرات تستهدف حماية كوكب الأرض منها إقرار الاقتصاد الدائري للكربون في قمة العشرين السعودية وتعهد وزراء الطاقة في تلك القمة على العمل بمنهجيته، حيث تراهن المملكة على نجاحه عالمياً، بعد أن حققت سبقاً في صناعة الكربون واستغلاله بأكبر المصانع في العالم التي تستغل غازات ثاني أكسيد الكربون المتطايرة من الصناعة وتقوم بالتقاطها واستخلاصها وجمعها وتحويلها لمواد خام تقوم عليها صناعات أخرى، فضلاً عن نجاح العديد من مشاريع استخلاص الغاز وتخزينه مثلما يحدث في معمل الحوية وغيرها والتي تستشهد بها المملكة من ضمن جهودها الناجحة في حماية كوكب الأرض من كافة الانبعاثات بنتائج ملموسة للعيان. إلا أن الاهتمام الكبير الآخر الذي تعلنه المملكة بمواصلة دورها الرائد بتزويد العالم بالطاقة النظيفة من خلال دعم المزيد من الابتكار والتطوير وتدعو الى حلول للاستدامة والشمولية مع الأخذ بالاعتبار الظروف المختلفة للدول. وهنا تذكير للعالم بالإنجاز المدوي الذي حققته المملكة بتصدير الطاقة النظيفة للعالم حيث نجحت اليابان باستيراد شحنات من الأمونيا الزرقاء عالية الجودة من السعودية لاستخدامها في توليد الطاقة الخالية من الكربون.