قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الجمعة إن بلاده لن تنتظر إلى "ما لانهاية" من أجل التوصل إلى اتفاق أمني مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشيرا إلى أن إحراز تقدم في هذا الأمر يتوقف على الولاياتالمتحدة الأميركية. وتشير وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن تصريحات لافروف تعد بمثابة مواصلة للضغوط الروسية وذلك بعد أن فشلت محادثات رفيعة المستوى استمرت أسبوعا مع الغرب في إحراز أي تقدم ملحوظ. وأضاف لافروف في تصريحات للصحفيين في موسكو: نحن ننتظر ردود مكتوبة من زملائنا في الولاياتالمتحدة والناتو. وتابع وزير الخارجية الروسي قائلا: أود أن أؤكد في المقام الأول بأننا بحاجة إلى ضمانات ملزمة قانونا، لأن الالتزامات السياسية التي تم التعهد بها في حقبة تسعينيات القرن الماضي لم يحترمها شركاؤنا الغربيون. ولا تزال موسكو في مسار تصادمي مع الولاياتالمتحدة وحلفائها بشأن حشد عشرات الآلاف من القوات الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا. من جانبها ذكرت بلومبرج أن الولاياتالمتحدة الأميركية تضع ضغوطا على حلفائها الأوروبيين من أجل الموافقة على فرض عقوبات محتملة ضد روسيا، وذلك في ظل قلق واشنطن من التقدم البطئ في محادثاتها المستمرة مع موسكو منذ أسابيع. ونقلت بلومبرج عن مصادر مطلعة على المحادثات التي جرت هذا الأسبوع، القول إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ناقشت أيضا مع الحلفاء الأوروبيين مجموعة الإجراءات الانتقامية المحتملة التي قد تتخذها موسكو. وقد تعافى الروبل الروسي بعد أن تراجع بنسبة 3ر2% الخميس وسط مخاوف من أن المحادثات بين موسكووواشنطن قد فشلت. وارتفع الروبل الروسي عند التداول بنسبة 0,6% ليبلغ 75,9132 مقابل الدولار حتى الساعة 12:22 ظهرا بتوقيت موسكو. وقد فشلت الاجتماعات، التي عقدت هذا الأسبوع بين موسكووواشنطن وحلف الناتو في الكشف عن النوايا الروسية. ولم تبد روسيا حتى الآن التزاما بمواصلة المحادثات. وقد رفض الناتو المطالب الروسية بأن يستبعد عرض عضويته في المستقبل على أوكرانيا ودول أخرى كانت تتبع الاتحاد السوفيتي، وأن يسحب قواته إلى مواقع كانت تتمركز فيها في عام 1997. واختتم لافروف تصريحاته قائلا: "نحن على يقين بأنه مع توافر حسن النية، واستعداد للتوصل لحلول وسط، فإنه من الممكن دائما إيجاد حل مقبول للطرفين"، متابعا "في الوقت نفسه، نواصل الاستعداد لأي مسار محتمل للأحداث". وقال لافروف إن الرد الروسي المحتمل في حالة فشل المحادثات الأمنية مع الغرب قد ينطوي على نشر عتاد عسكري. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لافروف خلال مؤتمره الصحفي السنوي في موسكو. وتزامنا مع فشل المفاوضات أعلنت وزارة التعليم في كييف عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الجمعة أن هجوما إلكترونيا ضخما استهدف المواقع الإلكترونية الحكومية في أوكرانيا بعد منتصف الليل ما تسبب في عدم إمكانية الوصول لمواقع كثيرة على الإنترنت لساعات. وقال جهاز أمن الدولة الجمعة "بعض المواقع الإلكترونية الحكومية، بينها وزارتي الخارجية والتعليم، تعرضت لهجوم قرصنة إلكترونية. ولم يتغير محتوى المواقع الإلكترونية ولم يحدث تسريب لمعلومات شخصية بحسب المعلومات المبدئية"، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء. وقال جهاز أمن الدولة إنه جرى "استعادة" أغلب المواقع الإلكترونية وسوف يتسنى الوصول إلى المواقع الأخرى قريبا. وقالت وزارة الرقمنة إن الحكومة نفسها أخرجت عددا من المواقع من الخدمة خلال التحقيق في الهجوم. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. ووصف بيان وزارة التعليم الأوكرانية الحادث بأنه "هجوم عالمي". وتعذر الوصول إلى الموقع الرئيسي للحكومة الأوكرانية وموقع خدمات الطوارئ وموقعي وزارتي الخارجية والطاقة. أعلنت وزارة الطاقة أن وحدة الشرطة المتخصصة في الهجمات الإلكترونية بدأت تحقيقا. ولم يتضح على الفور الجهة المسؤولة عن الهجوم. وذكرت وسائل الإعلام الأوكرانية، عقب الهجوم، أنه ظهرت على شاشات الحاسب الآلي في وزارة الخارجية رسالة مكتوبة بالروسية والبولندية والأوكرانية مفادها أن "كل البيانات على الحاسب الآلي دُمرت ومن المستحيل استعادتها". اتهمت أوكرانياروسيا سابقا بتنفيذ عدد من الهجمات السيبرانية عليها حيث أن العلاقات بين الجارتين تفاقمت منذ صراع 2014.