لا أعلم ما مهمة مدير الاحتراف في نادي الاتحاد، فلا يمكن أن يستمر خروج اللاعبين المجاني من دون أن يكون له دور في هذه الكوارث، ولا يمكن أن يكون الرئيس ملماً بكل شيء خاصة إذا كان الفشل في المفاوضات هو العنوان الرئيس مع كل لاعب منتخب محلي. الهلال بطل آسيا والسوبر والمنافس على لقب الدوري يتعاقد مع «لاعب المنتخب» سعود عبدالحميد قبل أن يعلن تجديد عقد البريك، أي أنه اختار الجلوس على طاولة المفاوضات قوياً بعد أن أنهى التعاقد مع البديل ثم يفكر بعدها في الاستغناء عن العليان، واليوم يخطف «لاعب المنتخب» المالكي ويجدد مع كنو ويلتقط العويس، لأنه يفكر جدياً في استنساخ تجربة البايرن. هذا يعني أن على الأندية تحصين لاعبيها بالأموال قبل إرسالهم للمشاركة مع المنتخب ورفض شارة القيادة. لا يملك الهلال الوقت لتفريغ خاناته من النجوم والبحث عن بدائل أفضل، فمن يفكر في لعب الآسيوية يعلم أن اللاعب المحلي عنصر مهم في بناء فريق منافس حتى وإن كان قرار ال 8 أجانب مستمر لفترة طويلة، خاصة وأن الهلال والنصر حالياً أكملوا جرعات التحصين ضد ميثاق الشرف وتقنين انتقال وإعارة اللاعبين في كل موسم، فالباب لهم مفتوح بالتعاقد مع كل من يمشي على الأرض. في الجانب الآخر يكرس الاتحاد ثقافة «اللي اشترانا نشتريه» بعد كل فشل إداري، ويمارس هوايته في تفريغ اللاعبين تحت راية «يوزع مجاناً ولا يباع». في سوق الانتقالات حصل سعود عبدالحميد على 5 ملايين سنوياً، في حين حصل سالم الدوسري على 13 مليوناً، هذا يعني أن سعر لاعبي المنتخب يبدأ من 5 ملايين للاحتياطي الشاب وينتهي عند السقف 13 لأفضل لاعب سعودي، هذا سعر السوق الذي حددته الأندية في مفاوضاتها ومزايداتها على اللاعبين سواءً اقتنعت الجماهير أم تعاملت مع هذه العقود كتعاملها مع قطة الاستراحة وشراء البضائع من عالم التوفير. قضية خروج المالكي ليست محور الحديث، فلم يكن ابن النادي وليس باللاعب الذي نبكي عليه أو نطالب بأن تُلبى كل طلباته كلاعب أكبر إنجازاته «انبراشة أستراليا». لكنه يعيد التساؤل الأبرز، لماذا تحدث هذه القضايا في الاتحاد فقط؟ لماذا يتم الإعلان عن الرغبة في بقاء اللاعب قبل نهاية عقده بعام ثم الإعلان عن الاتفاق معه قبل الفترة الحرة ثم شيطنته بعد أن يقرر عدم التجديد والخروج بالمجان؟ هل المبالغ المقدمة للاعبين حقيقية؟ وهل حصول اللاعب على مستحقاته بحاجه للكثير من الجدولة والصبر؟ وهل للوكلاء دور في جعل اللاعب يرفض العرض في آخر اللحظات، وما هو دور مدير الاحتراف في النادي للحفاظ على مكتسباته؟ قبل سنوات انتقل عسيري للتعاون مجاناً في وقت كان الاتحاد يرغب بضم فتاح آدم، وعجز المفاوض عن إدخال اللاعب في مقايضة الصفقة التي لم تتم، الصيعري، الغامدي، العبسي، هتان، الزين، العمري كلها أسماء تغادر بالمجان والحجة أنها أسماء مستهلكة فنياً، واليوم فواز وسعود والمالكي «والفهد في الطريق» كلها أسماء تمثل المنتخب وتتخطفها الأندية الكبار. وفي الوقت الذي تنجح فيه الإدارة في ملفات الأجانب التي تفوق سعر اللاعب المحلي ما زالت عاجزة في مفاوضات اللاعب المحلي وتسويقه أو إبقاءه، وكأننا في النادي نملك مفاوضين مختلفين، المفاوض الشرس للأجانب والتنفيذي للمحليين والرئيس للتصريحات؟ هل اللاعب المحلي محدود الميزانية بخلاف الأجنبي، هل النية بناء فريق للموسم المقبل فقط ثم مغادرة النادي وترك من يأتي يعيد البناء من جديد. أسئلة كثيرة بلا إجابات، لكن يبقى السؤال الأهم ما الذي يمنع النادي من التفاوض مع اللاعب المحلي قبل انتهاء عقده بعام كامل وتقديم العرض المناسب له وفي حالة عدم قبوله يتم الاستغناء عنه حتى نهاية الموسم وعرضه للبيع للاستفادة من قيمته السوقية. هل تعجز الإدارة عن التصرف بهذا الشكل مع اللاعبين، أم أن لاعبي المنتخب يمنع إبعادهم عن التشكيل وعليهم حصانة خاصة، أو أن خروجهم بالمجان وشيطنتهم أو تبرير خروجهم هي اللعبة الأسهل، خاصة أن الإدارة تملك جيشاً من الإعلاميين قادر على تحويل الكوارث الفنية إلى انتصار وهمي. استمرار هذه الأخطاء يعني زيادة عدد المغادرين، ويعكس سوء عمل مدير الاحتراف، وضعف إدارة تسويق اللاعبين، وهذه بحد ذاتها سيدفع النادي ثمنها إما في البطولة الآسيوية أو في الدوري المحلي حين يتم تقليص عدد الأجانب بعد تفريغ الأندية من نجومها المحلية.