الروائي والقاص أ. محمد المزيني.. كاتب عالق بهموم وطنه، وإعلامي يبحث عن تفاصيل الحقائق، وروائي متورط بشخصياته، تميزت أعماله الفنيّة بالجرأة، والإبداع والجمال، وبالأسلوب المشوّق، وترتقي بالذائقة الأدبية، مما جعله ضمن أفضل رواد الرواية بالمملكة العربية السعودية، فعندما يشرع في الكتابة كل ما هنالك التقاء خيوط صالحة لحياكة رواية تنقلنا من البداية في مشاهدة حيّة التقطها المزيني بعدسة عينه دون تدخل في صياغة مُثْلَى للحدث. عمل ما بين عامي 1986-1989محرراً في عدد من الصحف السعودية، وفي عام 1991عمل سكرتير تحرير لمجلة "تجارة الرياض" المتخصصة ومصححاً لغوياً لها، كما عمل باحث مكتبات في مكتبة الملك فهد الوطنية عام 1991، ثم عمل مديراً للعلاقات العامة، وأخيراً مديراً للشؤون الثقافية منذ 1996، وعمل أيضاً سكرتيراً للنادي الأدبي بالرياض عام 2001، ومسؤول الإعلام والنشر بجمعية الثقافة والفنون من عام 2013 - 2015، كما عمل مسؤولاً عن النشر في النادي الأدبي بالرياض ثم رئيساً لجماعة السرد. وخلال سنوات عمره عمل محرراً في عدد من الصحف السعودية، كتب مقالات تحليلية لجريدة "عكاظ"، زاوية أسبوعية في "أربعاء المدينة" عام 2008، وكتب بصفة أسبوعية في جريدة "الحياة"من عام 2013 إلى، توقف نهائياً عام 2019، ولا يزال ينشر نصوصه القصصية القصيرة في عدد من الصحف والمجلات المحلية والعربية. وحكّم عدداً كبيراً من النصوص الإبداعية قصصية وروائية لصالح الأندية الأدبية والمراكز الثقافية بالسعودية وخارجها. وله تجربة ناجحة في المجال الإعلامي فقد أعد وقدم برامج تلفزيونية ومن هذه البرامج: "الصالون السردي"، خلال أربعة مواسم من عام 2011-2013، "ثقافة المشاهير" عام 2013، لصالح القناة الثقافية السعودية. وعن مهنية الكاتب، ومن يحدد النصوص على أناس محددين يقول المزيني: "عادة لا يكتب الكاتب المحترف عن شخوص بعينها، بل هو يعبر عن الناس وهمومهم ومشاعرهم، ثم يأتي من يصر بفهمه الضيّق وأفقه المحدود ويسقط نصوص الكاتب على أناس محددين، وأسوأ منه من يأتي متأبطاً فتنة ومحرضه الضغينة، هؤلاء لا يستحقون سوى الشفقة". وقد صدر للمزيني عدد كبير من الإصدارات المتوشحة بالتميز والإبداع ففي مجال الروايات صدر له: مفارق العتمة 2004، عرق بلدي 2006، إكليل الخلاص 2008، ثلاثية ضرب الرمل "النزوح، الكدح، الدنس" نشرت على فترات 2010، ثم قدم مسلسلاً درامياً عرض في 2020 على قناة SBC وقد جاء في ثلاثية "ضرب الرمل" أسلوب السرد بلغة حداثية مكثفة، مع أن الأحداث تاريخية، وهو أسلوب اعتمده المزيني في رواياته، وقد تناول هذا العمل الدرامي الروائي التغيرات التي طرأت على المجتمع السعودي خلال ثلاثة عقود، وانعكاس فترة ما يقرب من 30 عاماً، وذلك من خلال قصة شقير الذي عانى طوال حياته بعد وفاته والده ووصوله إلى مركزه الحالي، وهذا المسلسل من بطولة ريتا حرب، الفنان خالد عبد الرحمن، ليلى السلمان، إخراج ماجد الربيعان، ومخرج منفذ تامر الشيخ. ورواية "مفارق العتمة" وهي الرواية الأولى للكاتب في حياته الأدبية وكم أبدع بشكل فريد في كتابتها حتى نال الشهرة منها، تدور الأحداث في مدينة الرياض في حقبة زمنية حددها الكاتب وتعد هذه الرواية هي سيرة ذاتية، وهناك من قال إنها السيرة الذاتية الخاصة بالكاتب نفسه، اهتم الكاتب في هذه الرواية بالسرد الشاعري المشوق لكثير من القراء. كذلك من الروايات الرائعة "ياقوت أحمر" التي كتبت بلغة جميلة وأحداث مشوقة تجبرك على عدم التوقف عن القراءة، وهي أول رواية تدور أحداثها في مدينة العلا بين قصور مدائن صالح يدور الصراع بين عالمي الإنس والجن بين شخصيتين محوريتين الأنسي "ضياء أمين" والجني "ابانوخ" أو "قرن الوعل"، أيضاً رواية "الطقاقة بخيتة" رواية ممتعة استخدم الكاتب ذكاءه بشكل واضح في كتابة هذه الرواية فالأحداث متتالية وتسرق ذهن القارئ بشكل مستمر، فقد استخدم المزيني الكثير من أساليب السرد الكوميدي أثناء الرواية، وقد تكتسب الابتسامة وسط الأحداث التي سردها الكاتب في أحداث الرواية. ومن الرويات الجميلة رواية "إكليل الخلاص" وتتحدث عن الكثير من الأمل، فقد اهتم الكاتب في هذه الرواية بإهمال ردود الفعل السلبية التي تحدث وراء الهزائم، وأن الهزيمة ربما تكون سبباً رئيساً بالفعل في النجاحات الباهرة بعد ذلك، هكذا كان نسيج الرواية المميزة إكليل الخلاص، فالإيمان بالأقدار وما يكتبه الواقع قد يدفعان الإنسان إلى التقدم دون شك وهكذا كانت الرواية ونهايتها السعيدة، من الممكن أن تهدى هذه الرواية لمن هو محبط أو يائس أو قانط. وغيرها الكثير والعديد. كما كتب المزيني مجموعات قصصية منها "سر الخطايا" 2011، "كل ما هناك" 2017، والسيناريوهات مثل: فيلم النقل البحري، فيلم عن المياه، مسلسل "حب الرمان" الإذاعي 2019، وغيرها. وقد حصل للروائي محمد المزيني على العديد من الجوائز، كما شارك في العديد من الندوات، والملتقيات، منها: الأسبوع الثقافي السعودي في قطر، والأسبوع الثقافي بالجزائر، ومهرجان الجنادرية، ومعرض الكويت للكتاب، ومعرض الشارقة للكتاب، وفي لقاءات كثيرة في الأندية الأدبية والمراكز الثقافية.