لم يكن عام 2021 عاما هادئا على مختلف الصّعد، وعلى مشارف عام 2022 ما برحت جائحة كورونا ومتحوّراتها تعصف بالعالم للعام الثاني على التوالي. ومع المتحور "أوميكرون" نشهد مع مطلع 2022 إغلاقات جديدة للأنشطة العامة في كثير من دول العالم ما يعني ضربة قادمة للحياة الطبيعية والاقتصاد العالمي. ويقدر مركز بيو للأبحاث أن الركود الناجم عن الوباء ترك 131 مليون شخص في حالة فقر، وحتى أولئك الذين تمكّنوا من التمسّك بالطبقة الوسطى في العالم النامي، سيكون عليهم الاستعداد لمواجهة انعدام الأمن الاقتصادي المتصاعد بسبب التداعيات السياسية والاقتصادية للوباء. على سبيل المثال في الهند انخفضت نسبة الطبقة المتوسطة والعليا المتوسطة حوالي 32 في المئة خلال عامي الوباء. ويختصر البنك الدولي الحال الاقتصادي للعالم عام 2022 بوصف مثير يقول "سيشهد الاقتصاد العالمي انتعاشًا قويًا ولكنه غير منتظم". ويشرح تقرير البنك الدولي عافية الاقتصاد العالمي ببعض التشاؤم حيث يتوقع أن يتركز النمو في عدد قليل من الاقتصادات الكبرى، مع تخلّف معظم اقتصادات الأسواق الناشئة والنامية عن الركب. أما في البلدان منخفضة الدخل فيتوقع البنك أن تؤدي آثار كورونا إلى المزيد من ارتفاع معدّلات الفقر وتفاقم انعدام الأمن الغذائي وتحديات أخرى طويلة الأمد. وفي ظل افتقار البلدان الأقل نمواً إلى لقاح COVID - 19 فإن الخبراء يتوقعون ظهور أنواع جديدة من متحورات الفيروس والتي من المحتمل أن تكون أكثر عدوى وفتكا. ففي أفريقيا على سبيل المثال فقط 12 بالمئة من السكان تمكنوا من الحصول على جرعة واحدة على الأقل حتى ديسمبر 2021. ومع ضعف المعدّل الحالي للتطعيم فمن المتوقع أنه لن يتم تطعيم السكان الأفارقة بشكل كبير حتى عام 2023 أو بعد ذلك. ومع هذه الأحوال السيئة وغيرها في عام 2021 فقد أُجبر أكثر من 80 مليون شخص من البلدان الأقلّ حظا على الفرار من منازلهم نصفهم تقريبًا دون سن 18 عامًا. على المستوى السياسي والأمني ما زالت مناطق التوتر والصراع ساخنة في كثير من بلدان العالم ابتداء من دول جوار روسيا وأفغانستان وحتى سورية واليمن والصومال. وإذا أخذنا المد والجذب الغربي الصيني في الحسبان فإن عام 2022 قد لا يكون عاما مريحا على المسرح الدولي. وعلى الصعيد الأمني أيضا يُتوقع أن تبقى إيران وتدخلاتها وملفها النووي مشكلة عالمية في ظل تردّد الغرب (الولاياتالمتحدة والأوروبيين) وتودّد الشرق (الصينوروسيا). * قال ومضى: حينما يسود الجنون لن تحتاج عبقرياً لقراءة المستقبل.