عانى النصر خلال الثلاث سنوات الماضية من الكثير من التغييرات على كافة الأصعدة الإدارية والفنية البعض منها كان التغيير للضرورة والبعض الآخر كان التغيير أشبه بالعبث الإداري المتسرع وغير المدروس وما أكثر القرارت الأخيرة في النصر مما سبب له أزمات كثيرة ومتعددة! على الصعيد الإداري وخلال ثلاثة مواسم مر على كرسي رئاسة النادي أكثر من ثلاثة رؤساء ابتداء بسعود السويلم ومروًا بصفوان السويكت ومن ثم مسلي المعمر، وهذه التغييرات الإدارية تبعها الكثير من التغييرات في الأجهزة الفنية المشرفة على كرة القدم تحديدًا بدءًا بالأرجوياني داننيل كارينيو والبرتغالي روي فيتوريا وما تبعهما من سلسلة تغييرات طالت الأخضر واليابس في أصفر العاصمة حتى وصل الرقم (لسبعة) في ثلاثة مواسم كرقم كبير وغير مسبوق على مستوى تاريخ الفريق منذُ تأسيسه حتى اليوم. هذه التغييرات والتحولات التي عايشها الفريق خلال الثلاثة مواسم السابقة طالت عناصر الفريق فشمل التغيير كل شيء به بعد أن تم سلخ جلد قائمته التي حققت الدوري الاستثنائي ولم يسلم من هذا التغيير المهول سوى ساعد الدفاع الأيمن سلطان الغنام ولاعب الارتكاز عبد الله الخيبري وهذه تغييرات في عرف كرة القدم وطقوسها تفقد الفريق لأهم ميزة يبحث عنها من يريد صناعة فريق قوي متماسك ومتجانس يهدف لتحقيق البطولات ألا وهي التجانس وهي الميزة التي افتقدها الفريق خلال هذه المرحلة مما أحدث له هزات قوية وصلت به في الموسم الماضي ليقبع في مؤخرة سلم ترتيب الدوري بشكل محرج لفريق كبير وجماهيري يجد دعمًا جماهيريًا وإعلاميًا وماليًا غير مسبوق! اليوم الفريق يمتلك كل مقومات النجاح لتواجد أسماء فنية متميزة ومتمكنة بقائمته سواء كان ذلك من اللاعبين المحليين الذين تزخر بهم قائمته أو اللاعبين المحترفين خاصة بعد عودة النجم الارجنتيني المميز بيتي مارتنيز بجانب الثنائي المتفاهم الكاميروني أبو بكر والبرازيلي تاليسكا ولا يحتاج الفريق بعد توفيق الله سوى الاستقرار والمحافظة على عوامل القوة به وعدم التفريط بها خاصة بعد قدوم الخبير الأرجنتيني روسو مهما كانت النتائج القادمة بعد أن خرج الفريق من أزمته النفسية التي عصفت به بعد الخروج المر من الدوري نصف النهائي من دوري أبطال آسيا 2021م فالاستقرار مطلب للفريق في ظل إمكانية الفريق للمنافسة على بطولة الدوري في ظل الفرق النقطي البسيط الذي يفصل بينه وبين المتصدر ووصول الفريق للدوري ثمن النهائي من بطولة الكأس وبراعة الأرجنتيني روسو في فرض الانضباط على عناصر الفريق مع منح الأسماء المحلية الموهبة كخالد الغنام وأيمن يحيى وعلي الحسن فرصة المشاركة بشكل أكبر مما أعطى لمثل هذه المواهب الثقة التي افتقدوها لكثرة التغييرات السابقة. الاستقرار الإداري والفني هو ما يحتاجه النصر خلال هذه المرحلة وما سيتبعها من مراحل مع دعم بعض المراكز ببعض العناصر المتميزة بعد استبدال بعض العناصر الأجنبية غير المؤثرة بالفريق كالأرجنتيني موري واستكمال خانة اللاعبين المحترفين السابقة بعد استبعاد عبدالرزاق حمد الله ووقتها سيكون النصر مختلفًا ومنافسًا بشكل قوي على كافة البطولات. فاصلة: في كل ميادين الحياة لا نجاح دون استقرار، والاستقرار في كرة القدم لها ثلاثة مرتكزات أساسية تسمى "بهرم الاستقرار" لاغني عنهم (إداري وفني واقتصادي) والنصر في المواسم السابقة افتقد للأول والثاني مما جعله لا يستفيد بشكل فعال من المرتكز الثالث مما عصف بالفريق وأثر عليه كثيرًا فهل يعي مسيرو النصر هذا الخطأ الجسيم ويبدؤون بحل هذه المعضلة أم أن عجلة التغييرات الطاحنة ستستمر؟