ارتقى النصر آسيويًا مرتقًا مبهرًا، وغير مسبوق بتاريخ النادي منذُ تأسيسه حتى عصر هذا اليوم بوصوله للدور نصف النهائي بالبطولة الأقوى على مستوى القارة الأكبر.. الجميل في هذا الارتقاء "الأصفر" أنه أتى بخُطى مدروسة وبتخطيط جيد من مجلس إدارته، وجهازه الفني بقيادة الداهية البرتغالي روي فيتوريا الذي استطاع خلال فترة وجيزة من توظيف كل إمكانات لاعبيه وتشكيل مجموعة جيدة تدافع وتهاجم وسط تنظيم فريد لم يشهده النصر منذ زمن طويل، إلا أن ذلك لا يروي عطش الجماهير الصفراء المتطلعة لتحقيق لقب البطولة المنتظر منذُ التأسيس حتى اليوم، فلقاء هذا المساء أمام فريق بيرسوبلس الإيراني بحاجة لتعامل مختلف من قبل فيتوريا، ومن بعده لاعبوه الذي عليهم اليوم حلم كبير، فخصم هذا المساء يختلف كليًا عن التعاون، والأهلي، فهو متماسك دفاعيًا وخط وسطه وهجومه قوي ويجيد استغلال كل فرصة للتسجيل تلوح له، وهذا لا يعني أنه أفضل من النصر لا وألف لا، فالنصر يمتلك أسماء مميزة ولديها حلول، وقادرة على قيادة الفريق للوصول للنهائي الحلم والمنتظر شريطة الاستفادة من أخطاء اللقاءات السابقة والتي كان أبرزها إهدار الفرصة المحققة للتسجيل أمام مرمى المنافسين، كما حدث من عبدالرزاق حمد الله أمام مرمى عويس الأهلي والتي شهدت رعونة كبيرة كادت تكلف الفريق كثيرًا. فنيًا النصر مكتمل الصفوف، ويشهد ارتفاعًا ملحوظًا في أغلب عناصره الأساسية من مواجهة لأخرى فالأرجنتيني بيتي مارتنيز في كل مباراة يشهد مستواه ارتفاعًا إيجابيًا، ونفس الحال القادم الجديد عبدالفتاح عسيري الذي قدم في اللقاء السابق ما يجعل منه رهانًا صعبًا في مثل هذه اللقاءات الحاسمة والصعبة خاصة أن خصم هذا المساء يعتمد على المجهود البدني كثيرًا وهذا ما قد يساعد عبدالفتاح وخالد الغنام وعبدالمجيد الصليهم ومن خلفهم الواثق والقادم بقوة عبدالله الخيبري على قيادة وسط الفريق والتحكم في اللقاء، والاعتماد على ما يمتلكونه من قدرات ومهارات فردية ستصعب من مهمة الخصم كثيرًا. خط دفاع الفريق عليه الحذر ومراقبة لاعبي الخصم جيدًا خاصة البرازيلي مايكون الذي يجب عليه أن يحذر كثيرًا من تدخلاته العنيفة والتي قد تكلف الفريق كثيرًا متى ما تنبه لها حكم اللقاء، مادو وخميس أيضًا مطلوب منهم اللعب على المضمون والبعد عن التكلف الذي قد يكون مكلفًا، الغنام سلطان عليه مراقبة منطقته جيدًا قبل أي خطوة هجومية يقوم فالأخطاء في مثل هذا اللقاءات المفصلية حاسمة وقاصمة ولن تقبل من أي لاعب بعد كل هذا الدعم وهذا الجهد. فاصلة: في كرة القدم الانتصار يولد الانتصار، والفرح يعقبه فرح بعون الله، والنصر كنادٍ كبير يستحق أن يحظى بلقب قاري كبير كبطولة دوري أبطال آسيا بغض النظر عن الظروف التي مرت بها البطولة لينظم بذلك لركب كبار القارة، ويسجل إنجازًا فريدًا تستحقه هذه الإدارة وأعضاء الشرف الذين بذلوا الغالي والنفيس لوضع الفريق في المكانة التي يستحقها.