لغةٌ إذا وقعت على أسماعنا كانت لنا برداً على الأكباد ستظل رابطةً تؤلف بيننا فهي الرجاء لناطقٍ بالضاد بعد أيام من مرور مناسبة اليوم العالمي للغة العربية أود الإشارة أن لغتنا الجميلة تعيش هذه الأيام واقعين: أولاً: واقع أصيل، يتصل بسمو اللغة العربية الفصيحة وعظم خصائصها وظواهرها وأساليبها التي تتسع لكلّ أنواع الفنون والآداب والعلوم، وليس أدلّ على ذلك من كونها لغة القرآن الكريم، وأنّها استوعبت آداب التراث والحضارة العربية والإسلامية، وهذا العلو كان محط الإعجاب والثناء من أهل العلم والدراية والاختصاص من عرب ومن عجم. ثانياً: واقع معاصر دخيل، انحدر معه الاستعمال اللغوي -ولا أقول اللغة العربية- إلى حدّ الانحطاط والتشويه والفساد لعربيتنا الجميلة في كل مستوياتها اللغوية والبلاغية، حداً اتسع فيه الخرق على الراقع، في ظل ضعف الانتماء العام للعربية والإسلام، وفي ظل الشعور بالدونية والانهزام لدى بعض أبنائها، وضعف التحصيل، مما انعكس على استعمالها في مختلف المنابر العلمية والتعليمية والإعلامية والحياتية، فضلاً عن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي واتساع دائرة المستخدمين مع الثورة التقنية والمعلوماتية وعواقبها دون قيدٍ أو رقابةٍ أو معالجةٍ. ومن أبرز مشكلات الانحطاط في الاستعمال اللغوي المعاصر، موجزة وكما خلصت إليها بعض الدراسات الحديثة في هذا الشأن، ما يأتي: * الرومنة والكرشنة، و"الفرانكو أرابيك" والنقحرة. الرومنة: تعني الكتابة العربية بأحرف رومانية. الكرشنة: تعني الكتابة العربية بأحرف سريانية. الفرانكو أرابيك: وهي أبجدية مستحدثة غير رسمية من خلال الكتابة عبر الدردشة على الانترنت في المنطقة العربية. والتي تعني في مجملها، خلط العربية نطقاً وكتابة بين مستويي اللغة الفصيحة والعامية، أو ما يعرف باللغة الهجينة. * الأرابيش: هي مزيج من اللغتين العربية والإنجليزية. o مشكلة فساد الإملاء، عن ضوابطه وقواعد رسمه المعلومة. وختام القول، فإنّ اللغة العربية التي أنعم الله بها على العرب والمسلمين، هي أمانة في أعناق أبناء العربية والناطقين بها، لا يليق معها العقوق أو الإفساد، فهي الهوية وهي مفتاح العلوم والبيان.