بعد أن تم إعلان الميزانية العامة للدولة وما احتوت عليه من أرقام تسر الخاطر وتجعل المواطن يسعد بهذه الأرقام التي أفرحت الجميع حيث بلغت الإيرادات المتوقعة 1,045 ملياراً وكذلك المصروفات المتوقعة 955 ملياراً ففي هذه الميزانية فائض قيمته 90 مليار ريال. ومع هذه الإيرادات للميزانية ونحن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والتي لازال الجميع في مختلف دول العالم يعاني منها بسبب جائحة كورونا ومتحوراتها التي أرهقت الاقتصاد وشلت الحركة في الشهور الماضية إلا أنه إنجاز عظيم ومجهود كبير وتخطيط سليم من قيادتنا الحكيمة والذي كان لمساهمة جميع قطاعات الدولة الأثر الكبير في احتواء هذه الأزمة. وبهذه المناسبة أشكر الله على منه وفضله على هذه البلاد الطاهرة التي خدمت الإسلام والمسلمين وشرفها الله بالحرمين الشريفين والعناية بهما وخدمة ضيوف الرحمن بقيادة قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله. فبرغم ما مرت به البلاد خلال العام الماضي من أزمة جائحة كورونا وكيف تعاملت معها الأجهزة الحكومية وبتوجيه من قيادتنا الحكيمة التي أدارت الأزمة بكل حكمة واقتدار حيث لم يكن لها تأثير يذكر على الاقتصاد رغم ما حصل خلالها من ركود اقتصادي لبعض الأنشطة حيث كان للدعم الحكومي للقطاع الخصاص الأثر في تجاوزها بشكل تميزت به المملكة في أسلوب تعاملها مع الأزمة. فعندما تصل الميزانية العامة للدولة إلى هذا الرقم رغم الظروف الصعبة التي يعيشها العالم من أزمات اقتصادية فهو إنجاز كبير يدل على رؤية ثاقبة وحنكة في التعامل مع الأزمات وفي تحقيق اقتصاد متين يتماشى مع رؤية 2030 التي لازالت تنفذ برامجها بكل دقة محققة تنويعا في مصادر الدخل وعدم الاعتماد على البترول كمصدر أساسي للدخل إضافة إلى برامج متعددة لازال العمل عليها ويتم إنجازها بسرعة لكي يصل الاقتصاد إلى مستوى عالمي يحقق ما تصبو إليه المملكة كدولة اقتصادية تجذب إليها رؤوس الأموال وتحقق فرص العمل للمواطنين. هذه الميزانية سبقها تخطيط سليم حتى وصلت إلى هذا المستوى الذي يحمل في طياته الخير والنماء وتحقيق لآمال وطموحات ستتضح مستقبلا. كما تشهد أجهزة الدولة قفزة في مجال التقنية لرفع مستوى أدائها لتواكب التطور الرقمي الحديث. كما أن الفائض من الميزانية سيكون رافدا للمشاريع في مجال الصيانة والإنفاق عليها ومشاريع جديدة وفتح مجالات اقتصادية سيكون لها الأثر في زيادة الوظائف وتوفير فرص العمل وزيادة الدخل مع تحسن الاقتصاد وإبعاد شبح الركود الذي كادت أن تخلفه أزمة كورونا وتضرر منها عدد من الدول والشركات العالمية في معظم الدول بخسائر كبيرة تجاوزتها بلادنا والحمد لله. وفي الختام أسأل الله أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وأن يمد في أعمارهما بالصحة والعافية وأن يديم على بلادنا الأمن والأمان والاستقرار إنه سميع مجيب.