توقع عقاريون واقتصاديون أن يحقق مشروع وسط جدة الذي أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد - حفظه الله - مخططه العام يوم أمس الأول، ما يقارب ال500 مليار ريال خلال 10 سنوات بحلول العام 2030، وأكدوا أنه سيساهم في الانتصار على العشوائيات ليسهم في تحقيق الأمن والاستقرار ويقلل من معدلات الجريمة، ويدفع إلى انتعاشة كبيرة وتحسين جودة الحياة لسكان عروس البحر الأحمر، مؤكدين أنها ستتحول إلى أكثر المدن السياحية الساحلية جذباً للعائلات السعودية والخليجية بما تمتلكه من إمكانات كبيرة، وما يضيفه المشروع من قيمة مضافة. وتوقعت عضو الجمعية السعودية للسفر والسياحة شريفة العواجي، أن تصبح عروس البحر الأحمر مع انتهاء كامل المشروع، مزارا عالميا نظرا لما تحمله من تاريخ كبير وما ستؤول إليه من مشروعات تطويرية تجذب الكثير من محبي التاريخ، مشيرة إلى أن العقاريين يرون أن الطفرة العمرانية الحالية سيكون لها أثر ايجابي كبير على المدينة العريقة، خاصة مع حركة البحث التي يقوم بها سكان تلك الأحياء لمساكن بديلة، ورغبة البعض الآخر المستقبلية لما تكون عليه المنطقة مستقبلا، وأوضحت أن أبرز أهداف مشروع تطوير وسط جدة إعادة الحياة إلى وسط المدينة الذي هجرة السكان بسبب مشاكل بيئية ومشاكل الصرف الصحي، والأضرار المنبثقة من شواطئ البحر بسبب التعامل غير الجيد للملوثات، الأمر الذي تسبب وعلى غير المعتاد في تلوث المدينة، مشيرة إلى أن مدينة جدة هي الوحيدة في العالم التي يعتبر 40 % من الأراضي التي تتوسط المدينة أراض بيضاء وغير مبنية. المشروع انتعاشة كبيرة وتحسين جودة الحياة لسكان عروس البحر الأحمر نقلة نوعية وقال نائب رئيس طائفة العقار بمحافظة جدة مسفر بن خير الله، إن إطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد الأمين، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، ورئيس مجلس إدارة شركة وسط جدة للتطوير، المخطط العام والملامح الرئيسية لمشروع وسط جدة، باستثمارات تصل إلى 75 مليار ريال، يمثل نقلة نوعية في تاريخ عروس البحر الأحمر، التي ستكون مؤهلة أكثر من أي وقت مضى لجذب السياح السعوديين والخليجيين والعرب، بل ستكون منطقة جذب عالمية بما تملك من إمكانات استثنائية، وستصبح المحطة الرئيسية لما يقارب من 30 مليون زائر وحاج ومعتمر يتوقع وصولهم للمملكة سنوياً، ومدينة الثقافة والفكر والحضارة، من خلال الواجهات الجديدة التي تضاف للآثار والمناطق التاريخية التي تمتلكها. وأشار إلى أن المشروع الذي يقام على مساحة 5.7 ملايين م2، وعبر واجهة بحرية طولها 9.5 كلم، ومرسى وشاطي رملي 2.1 كلم، ليس هدفه انتعاش قطاع السياحة والترفيه فقط، بل سيكون بمثابة نقلة حضارية شاملة على جميع الأصعدة، فهو يستهدف تعزيز المكانة الاقتصادية والحضارية لجدة، بوصفها حاضنة للمناطق التاريخية والأثرية في جدة التي دخلت على قائمة اليونسكو، وحضارة التنوير والفن من خلال احتضانها هذا العام لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، واستعدادها لإقامة أول أوبرا في تاريخ السعودية، ويتناغم المشروع عقارياً وإسكانياً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، ويحقق وفرة كبيرة في السكن المطور، مما يعزز من جودة الحياة، ويزيد من نسبة تملك السعوديين للعقارات، ويقدم حلول سكنية متنوعة ومتكاملة. بعد وطني مهم كما أكد المستثمر في مجال السياحة والترفيه محمد الخلف، أن المشروع يحمل بعداً وطنياً مهماً، يتمثل في تعزيز الأمن والاستقرار، وتحسين جودة الحياة من خلال القضاء على العشوائيات، وتحويل مناطقها إلى واجهات حضارية معمارية، وتقديم حلول سكنية جديدة سواء للسكان أو الزائرين والسياح، تشمل 17 ألف وحدة سكنية و2700 غرفة فندقية، علاوة على الواجهات الأربع الكبيرة التي ستصبح عنوانا مميزا لعروس البحر الأحمر والتي أعلن عنها المشروع والمتمثلة في دار الأوبرا السعودية، والمتحف التاريخي، وإستاد رياضي جديد، علاوة على المزارع المرجانية التي ستجعل من العروس، واحدة من أكثر المناطق الساحلية تميزاً في السياحة النوعية على مستوى العالم، فالكثير من عشاق البيئة والتراث يذهبون خصيصاً إلى بعض المدن السياحية في المنطقة بحثاً عن الشعب المرجانية. ولفت الخلف، إلى أن الملامح الرئيسية للمشروع كشفت عن تحقيق عائد اقتصادي سنوي يتجاور 47 مليار ريال سنويا، بحلول عام 2030، مما يعني أن المشروع سيحقق ما يقارب من 500 مليار في 10 سنوات، ليتجاوز تكلفته أكثر من 6 مرات، مما يعني فتح أفاق كبيرة ليس للمستثمرين في العقار فقط، بل للاستثمارات الإنشائية والمعمارية والسياحية والترفيهية، حيث يشتمل على 10 مشروعات ترفيهية وسياحية نوعية، وسيؤدي أعماله التشغيلية إلى فتح المجال أمام القطاع الخاص المحلي للمشاركة في تطوير وتشغيل قطاعات اقتصادية واعدة "سياحية، رياضية، ثقافية، ترفيهية" بمعايير عالمية، كما سيضم المشروع مرسى بمواصفات عالمية ومنتجعات شاطئية خلابة، إلى جانب الفنادق والمطاعم والمقاهي المحلية والعالمية الفاخرة، والخيارات المتنوعة للتسوق، ويقدم حلول حلول متكاملة لقطاع الأعمال. حلول سكنية مبتكرة وبدوره أكد رئيس لجنة النقل البري في غرفة جدة سعيد علي البسامي، أن المشروعات التطويرية الجديدة التي يحملها مخطط وسط جدة ستقدم حلول سكنية مبتكرة لسكان العروس وضيوفها على مدار العام، علاوة على الاهتمام ب(أنسنة) جدة، حيث تشمل الإنشاءات الجديدة على مساحات خضراء وخدمات عامة تتجاوز 40 %، وسيكون أكثر من 105 من المشروعات في قطاع الترفيه والسياحة النوعية، وتنسجم مع الهدف الاستراتيجي لرؤية المملكة 2030 المتمثل في تحسين جودة الحياة، وستعمل على زيادة الحركة في الاقتصاد السعودي بصفة عامة وحركة العقار بصفة خاصة، وستؤدي إلى إعادة الحياة للعقارات في وسط وجنوب بوابة الحرمين الشريفين، من خلال وجه جديد للمدينة، بالإضافة إلى المساهمة في الحد من ارتفاع أسعار العقارات وسط المدينة. كما أكد المستثمر العقاري خالد الغامدي، أن العروس ستتحول إلى واجهة سياحية ساحرة، بعدما تم اعتماد تصاميم عصرية بمعايير عالمية للمشروع مع الحرص على تطبيق عناصر ومكونات النسيج العمراني والمستوحاة من فنون العمارة الحجازية الأصيلة مع مراعاة تطبيق أحدث التقنيات العالمية، بحيث تصبح "وجهة ذكية" تعتمد على التقنيات المبتكرة، بالإضافة إلى اعتماد استخدام أفضل تقنيات الاستدامة ومنها الطاقة المتجددة، ما سيسهم في دعم الاستدامة البيئية بما يتناغم مع أهداف مبادرة السعودية الخضراء، حيث شارك في تصميم المخطط العام أكثر من 500 مهندس واستشاري، يمثلون خمسة من أفضل دور الخبرة في العالم.