إن المتأمل في ملف الجمعية الوطنية للمتقاعدين يلاحظ تلازماً واضحاً بين الجمعية والدكتور علي السلطان -يرحمه الله- حيث حمل على عاتقه الالتزام بحقيبة تعنى بإنشاء جمعية للمتقاعدين منذ أن كان أستاذاً أكاديمياً في جامعة الملك سعود ومعهد الإدارة العامة وقام ببذل قصارى جهده في تكوين الجمعية مؤسساً إلى أن برزت إلى حيز الوجود بصدور قرار معالي وزير الشؤون الاجتماعية رقم (55396) وتاريخ 20 / شوال / 1426ه بتأسيسها، وسجلت كهيئة ذات شخصية اعتبارية برقم (332)، وحظيت بعد توفيق الله برعاية فخرية من قبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -غفر الله له-، وتم تكوين هيئة استشارية لها برئاسة سمو الأمير سعود بن ثنيان وعضوية 36 رمزاً من وجهاء المجتمع. الحقيقة الماثلة للعيان أن الدكتور علي السلطان -يرحمه الله- كان يحمل هم المتقاعدين من خلال السعي الحثيث لتحقيق أهداف الجمعية، حيث عمل عضواً مؤسساً لها، ونائباً لرئيس مجلس الإدارة في الدورة الأولى، ومديراً تنفيذياً لها، إضافة إلى اهتمامه بالشأن العام، حيث شارك في العديد من المؤتمرات والبحوث والدراسات منها "المتقاعدون في المملكة العربية السعودية". وشارك في العديد من اللجان، منها: اللجنة المشكلة لإعداد لائحة النظام، ولجنة تفعيل فرع الرياض والمشاركة في رفع احتياجات ومتطلبات المتقاعدين إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله-، حيث وجه بتشكيل لجنة وزارية لدراسة احتياجات المتقاعدين ومتطلبات جمعيتهم، كما بادر إلى المطالبة بتفعيل مركز لجمعية المتقاعدين وإقامة يوم الوفاء للمتقاعدين من رموز الدولة والمجتمع، كما حرص على المطالبة بإنشاء مركز للدراسات والبحوث، والسعي في كل اتجاه لتنمية موارد الجمعية. زاملته -غفر الله له- في الجمعية واستفدت من خبرته، ولمست منه حماساً منقطع النظير لتفعيل الدور المطلوب من الجمعية والسعي لتحقيق أهدافها، وشاركت معه العمل في العديد من المحاور التي تهم الجمعية حيث كان حماسه دافعاً لي للاستمرار في خدمة الجمعية كعضو عامل وعضو في اللجنة الاستشارية وعضو في مجلس الإدارة في دورته الثالثة، كنا نناقش أهم القضايا فنتفق أحياناً ونختلف أحياناً أخرى، حيث كانت أكثر وجهات النظر بيننا تبايناً تتعلق بمواد النظام (فلكل له رأيه واجتهاده)، ولم تتجاوز الاختلافات بيننا إلى مستوى الخلاف بل كان الود والتقدير والاحترام والإعجاب المتبادل أحياناً يسود العلاقات بيننا. كان -رحمه الله- يتم استدعائه من قبل بعض الجهات للتحاور حول مشروعات محددة تهم المتقاعدين، وكان يحرص أن أكون مرافقاً ومسانداً له فيها، كما حدث في هيئة السياحة والآثار حين طلب لمقابلة صاحب السمو الملكي رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان -يحفظه الله-، وقام بالدور عنه صاحب السمو نائب رئيس الهيئة لظرف عمل طارئ، وهذا دليل على بعده عن الأنا والتفرد بالمواقف. تميز -غفر الله له- بكرم لافت للانتباه، شهد بذلك له كل من تواصل معه أفراداً أو جماعات في منزله الخاص للحوار حول الجمعية بضيافة تليق بالحضور من نخب من وجهاء المجتمع ومن أعضاء الجمعية. الحديث عنه -غفر الله له- لا يقف عند أسطر في مقال بل يستدعي إفراد كتاب كامل عن سيرته وذلك قليل في حقه -يرحمه الله- ولعل في مقبل الأيام من المهتمين بأمر الجمعية أن يتم تفعيل مركز للدراسات والبحوث وتسميته باسمه ليصبح "مركز الدكتور علي بن أحمد السلطان للدراسات والبحوث"، وإقامة حفل تكريم له -يرحمه الله-، فالمخلصون حق على الوطن الاحتفاء بهم وتكريمهم أحياء وأمواتاً. غفر الله له وأجزل له ولوالديه وذريته وأهله الأجر والمثوبة. وإنا لله وإنا إليه راجعون