فقد المجتمع التقاعدي رجل المبادرة وصاحب الرسالة الدكتور علي بن أحمد السلطان «رحمه الله» الذي حمل بنفسه هموم المتقاعد المدني والعسكري في القطاع الحكومي والخاص قبل ما يزيد على عقدين من الزمان حتى جمع لفيفاً من أهل الإيجابية في هذا الوطن الكريم وهم كثير بفضل الله وأنشأوا جمعية خاصة بالمتقاعدين رأسها فخرياً أصحاب السمو الملكي وزراء الداخلية السابقين وحظيت الجمعية في بداية الانطلاقة بتبني الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- لأهدافها وتطلعات المجتمع التقاعدي بكل أطيافه وساهم هذا الحضور المتألق بتبني الدولة الكريمة -أعزها الله- لعدد من الاحتياجات الضرورية والعمل على تحقيقها للمتقاعد. وكان رجل المبادرة الدكتور علي السلطان -رحمه الله- منذ بدأ التفكير في إنشاء الجمعية وحتى وفاته لا هم له إلا المتقاعد وتفعيل بيته الثاني (الجمعية) ليكون مقصداً له في خدمات اجتماعية وإنسانية واقتصادية متطلعاً كذلك إلى إعادة استثمار الخبرات المتراكمة والمتنوعة لدى الألف من المتقاعدين وإعادة النفع لها ومنها فجميع دول العالم تأخذ الاستشارة من المتقاعد ولا تهمل معرفته التي بنى منها مع غيره هذا الوطن الكريم، ولأن الحديث يطول وأرغب التركيز على مبادرة قدمت من أحد أعضاء الجمعية تتضمن التطلع إلى الرعاية الأعلامية من صحيفة «الرياض» للجمعية وأخبارها وبرامجها وبعض احتياجاتها وتم تشكيل وفد برئاسته -رحمه الله- وعضوية المستشار الأستاذ محمد المحارب وأنا لمقابلة علم الأعلام ورئيس تحريرها الأستاذ تركي السديري -رحمه الله- وبحضور الأستاذ سليمان العصيمي وذلك للتباحث حول الرعاية الإعلامية وبعض التطلعات مثل الاشتراك المجاني في الصحيفة لألف متقاعد وتبني ندوات دورية تركز على أهمية المتقاعد ودوره في العطاء بعد تقاعده والاحتياجات الضرورية التي يتطلع لها القطاعان العام والخاص واستضافة بعض القادة للمشاركة في ذلك مع استكتاب بعض الأقلام من كتاب الصحيفة عن ذلك الهم الذي يؤرق ما لا يقل عن 1.5 مليون متقاعد في وطننا الكريم، وكعادة الأستاذ تركي -رحمة الله عليه- في سرعة التفاعل وافق في حينه على إطلاق صفحة شهرية يتولى إعداد محتواها فريق تم تشكيله برئاسة الدكتور علي السلطان وعضوية كل من أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم البعيز، والكاتب الأستاذ عبداللطيف الضويحي والأستاذ عادل الحربي وكاتب هذه السطور، واستمر صدور هذه الصفحة لقرابة عام ونصف العام وبقية التطلعات تم جدولتها تباعاً إلا أن وفاة الأستاذ تركي السديري كانت أسرع من تنفيذها، ونقلت تلك الأعداد هموم المتقاعد وأوصلت رسالته وتفاعل مع الصفحة العشرات إما كتابةً أو تقديم مبادرة أو تفعيل الطموح في خلق إدارات للتقاعد داخل الوزارات وهي بادرة مثلما نكتب تبنيها للدكتور علي السلطان -رحمه الله- فإننا نكتب تفعيلها إلى صحيفتنا الغالية الرياض التي تستحق الامتنان والشكر من المجتمع التقاعدي الذي يؤمن بدور الإعلام في تبني أجهزة الدولة للقضايا التي تهم شريحة مهمة وكبيرة من مواطني هذا البلد الكريم. ختاماً سيبقى أثر الدكتور علي بن أحمد السلطان شاهداً على صدق العطاء والإصرار على تحقيق النفع للناس فخير الناس وأحبهم إلى الله هم أنفعهم للناس وهكذا كان -رحمة الله عليه- طيلة عقدين من الزمان ولن ينساه المجتمع التقاعدي، وله يسجل قيمة المبادرة العظيمة التي تبناها وجذب المجتمع لها وشكل لأجلها هيئة استشارية تضم قادة من المجتمع من أمراء ووزراء ورؤساء جامعات ورجال مال وأعمال، وكان يأمل أن يتحقق حلم المتقاعدين في إطلاق مراكز الأمير نايف بن عبدالعزيز الثقافية والاجتماعية التي اهتم بها سموه -رحمة الله عليه- ووجدت عناية خاصة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ويتطلع المجتمع التقاعدي إلى وجودها ولو في المدن الكبرى كمرحلة أولى وستكون على غرار مركز الملك سلمان الاجتماعي الذي تحول إلى جمعية أهلية رائدة مؤخراً، وبشكل أكثر في تفاصيل الخدمة للمتقاعد حيث سيضم عيادة وصالات أفراح ومكتبة وصالات رياضية ومركز تدريب لاستثمار خبرات المتقاعدين وغير ذلك. فهد بن أحمد الصالح