تعتبر العلاقات الأخوية والودية بين كازاخستان والمملكة العربية السعودية متينة واستراتيجية ومتقدمة و أن المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال دولة كازاخستان ، وأقامت معها علاقات دبلوماسية واسترتيجية خلال تلك السنوات ، تطورت العلاقات بين بلدينا بسرعة وأصبحت متعددة التوجهات والمسارات بسبب الدعم المتبادل ، وكذلك الإرادة السياسية الراسخة لقادة البلدين ، أقامت المملكة العربية السعودية وكازاخستان علاقات قائمة على الثقة والودية والأخوة. في سبتمبر 1994 ، قام رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزارباييف بزيارته الرسمية الأولى إلى المملكة ، والتي أرست أسس التعاون بين البلدين ، وحددت آفاق تطوير العلاقات متعددة الأوجه . وعقب المباحثات تم التوقيع على اتفاقية عامة للتعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والتقنية والثقافية ، وكذلك في مجالات الرياضة وشؤون الشباب. كانت المملكة من أوائل الدول في العالم التي دعمت مبادرة الرئيس الأول نور سلطان نزارباييف بنقل العاصمة إلى مدينة أستانا ( نور - سلطان الآن ) ، وقدمت المساعدة المالية والاقتصادية لتنفيذ هذا المشروع. في السنوات الأخيرة شهدت العلاقات دفعة جديدة للأمام . ويعود الفضل الرئيسي في ذلك إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان و رئيس كازاخستان قاسم جومارت توقاييف ولا يزال الرئيس الأول لكازاخستان نور سلطان نزارباييف يولي بالغ اهتمامه بتطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها. وكشف قاسم جومارت توقاييف ، ومحمد بن سلمان عن دعمهما الكامل لمبادرة إنشاء مجلس التنسيق الكازاخي السعودي ، الذي استهدف أنشطته إلى التنفيذ المشترك لمشاريع جديدة بغرض زيادة التعاون بين الدولتين . بالإضافة إلى ذلك ، اتفق الجانبان على دعم تبادل الزيارات على المستويات السياسية العليا والعالية. ونتيجة لذلك ، تم تكثيف الاتصالات الثنائية على مختلف المستويات بشكل ملحوظ ، الأمر الذي يساهم في تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي. في 26- 27 سبتمبر 2021 ، قام وفد سعودي رفيع المستوى برئاسة وزير الاستثمار في المملكة العربية السعودية خالد الفالح بزيارة إلى كازاخستان . في إطار هذه الزيارة ، انعقد الاجتماع الخامس للجنة الحكومية المشتركة ، وكذلك منتدى الاستثمار الكازاخي السعودي بنجاح في مدينة نور - سلطان. وفي نهاية هذه الفاعليات ، تم التوقيع على عدد من الوثائق الثنائية ، واتخاذ قرار باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين بلدينا ، وكذلك استئناف نظام إلغاء التأشيرات لمواطني المملكة العربية السعودية . خلال زيارته التقى الوزير خالد الفالح في كازاخستان رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توقاييف ورئيس وزراء جمهورية كازاخستان عسكر مامين ، وأجرى مباحثات مع وزراء التجارة. والتكامل ، والصناعة و تطوير البنية التحتية ، والطاقة والزراعة ، والتنمية الرقمية ، والابتكارات ، ورؤساء عدد من الشركات الكازاخية الكبرى. إنه لمن دواعي السرور أن أكثر من 25 شركة سعودية أبدت اهتمامًا بالعمل مع كازاخستان . وأكد النواب الكازاخ أن المملكة العربية السعودية شريك تجاري واقتصادي مهم لكازاخستان ، وأن شعبي البلدين يجمعهما الإسلام والقيم الروحية . على هذا الأساس تُبنى علاقاتنا، وتتطور ديناميكيًا في اتجاهات واسعة النطاق . قبل الوباء ، كان الآلاف من الكازاخ يأتون سنويًا إلى مدينتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة المقدستين لأداء فريضة الحج والعمرة ، حيث كان إخوانهم السعوديون يرحبون بهم كالعادة بطريقة ودية ومضيافة . بالإضافة إلى العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والإنسانية والروحية والدينية وغيرها ، أصبحت كازاخستان والمملكة العربية السعودية اليوم شريكين موثوق بهما في الساحة الدولية . وتتطابق مواقف البلدين بشأن القضايا الدولية أو تتشابه في كثير من النواحي ، ويتواصل التعاون البناء داخل الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات الدولية الأخرى. وتراقب كازاخستان في الوقت الراهن باهتمام كبير تطور الحياة السياسية والاقتصادية في المملكة العربية السعودية . ويتابع شعب كازاخستان بحماس كبير التحولات الاجتماعية والاقتصادية المثيرة للإعجاب في المملكة كجزء من تنفيذ البرنامج الاستراتيجي « رؤية السعودية 2030 «. في كازاخستان أيضاً يتم العمل على قدم وساق لتنفيذ استراتيجية «كازاخستان - 2050». وتتوافق برامج البلدين في العديد من النقاط الهادفة إلى الإصلاح الشامل وتنويع الاقتصاد بما يضمن التنمية المستدامة للبلاد . ترحب كازاخستان بجهود المملكة العربية السعودية في حل المشكلات و تعمل أيضًا على تعزيز التنمية المستدامة العالمية ، وجذب الخبرات الأجنبية المتقدمة ، والتقنيات والاستثمارات الخضراء ، وتنفيذ المشاريع المشتركة. وبمبادرة من الرئيس الأول لجمهورية كازاخستان نور سلطان نزارباييف في الدورة 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، اقترحت كازاخستان برنامج شراكة الجسر الأخضر. وفي إطار هذه المبادرة تم التوقيع على ميثاق الجسر الأخضر.