هل جرّبت أن تتخطى وتتجاوز كل ما هو مؤذٍ؟ هل التقيت بصديق أحمق وتعاملت معه بال(Skip)؟ هل أدركت أن هناك لحظة تستوجب التخلّي حالاً؟ تساؤلات عميقة ووقفات على روزنامة حياتنا اليومية وما يحدث فيها من مواقف لا تتسع الذاكرة أحيانا لاستيعابها إما لمرارتها أو حجمها، ثقافة التخلّي عبارة عن علاج للروح المُتعبة وحل للمنعطفات التي تواجهنا من بعض الأشخاص، ليس بالضرورة التخلّي عن عدو بل أحيانا عن صديق، فلا تسمح لنفسك أن تتحمل عبء ما تجده مؤذيا لك من بعض الأصدقاء فتجاوزهم وتخلّى عن رفقتهم واجعل مسافتك بعيدة عنهم، اجعلها تحية الإسلام والاكتفاء ب(كيف الحال؟) ليس هناك ما هو أغلى من نفسك وذاتك، العمر مرة واحدة ولديكَ ما هو أهم من الثرثرة أو الحديث مع صديق يؤذيك بممازحة ثقيلة أو بإشاعات تجلب لك الضيق والكدر، اعتن بنفسك جيداً وتجاوز كل شخص مؤذ، واجعله في سلة المحذوفات، ببساطة تستطيع أن تضع له (block) في كل ما يربطك به تقنيّاً ومن هنا نجحت في أول خطوة شجاعة للتقدم نحو الأمام وعدم المجاملات الزائدة التي قد تؤثر على صحتك النفسية والقلبية والعقلية، لست مضطراً إلى اللطف مع الغوغائيين المسلوبة ثقافتهم في الحديث وطريقة المزاح بل وحتى مواقفهم الغبية معك، مصطلح التخلّي والتجاوز هو قفزة جميلة منك إلى التصالح مع الذات والسلام الداخلي، مثلما تفعل في السوشل ميديا (skip) لبعض الصور والقصص افعلها أيضاً في واقعك وحياتك، لا تجاُمل صديقاً متلوّن ولا تُلاطِف مُديراً مؤذياً، ولا تقمع حزنك من تصرف أحدهم تجاهك، قم بتفعيل خاصية ال(skip) في عقلك واجعلها من ضمن مهامك اليوميّة لتحظى بيوم جميل هادئ بعيداً عن النّكد والمتاعب. يا رفاق جرّبوا ثقافة ال(skip) و ال(block) للمواقف للأشخاص للأفكار وحتى لحديث النّفس المؤذي. ابدؤوا الآن بتصفية شاملة تدريجيّة للوصول إلى ربح معنوي كبير يعود عليكم بالاتزان والهدوء وارتشفوا قهوتكم بين الأشخاص الرائعين. علّموا أولادكم هذه الثقافة وحذروهم ألا يفتحوا الباب للحمقى والأغبياء والمصابين بمرض الأذى والنيل من الآخرين والغيرة من نجاحاتهم حتى لو كانوا أصدقاء، فليس كل المواقف تقبل التسامح والتجاوز أو التغاضي، بل بعضها من الواجب أن يُمحى أصحابها من صفحات حياتنا.