اعتقلت قوات الأمن الإيرانية عدة أشخاص، في تظاهرات عامة، بسبب نقص المياه، في مدينة "أصفهان" وسط البلاد، طبقا لما ذكره التلفزيون الرسمي الإيراني. وجرت تلك الاعتقالات، في تجمع نظمته مجموعات "مناهضة للثورة"، عند مجرى نهر "زاينده رود" طبقا لما ذكره رئيس الشرطة المحلية، محمد رضا مرهيداري، في مقابلة تلفزيونية الجمعة. وشهد الممر المائي الذي كان يشهد وفرة غزيرة في المياه، احتجاجات آلاف الأشخاص، معظمهم من المزارعين، في الأسبوعين الماضيين، بسبب سوء إدارة الحكومة مع موارد المياه. ومنذ أكثر من أسبوعين، ينظم سكان أصفهان تظاهرات للاحتجاج على الجفاف الحاد الذي تعانيه المنطقة منذ سنوات، متّهمين السلطات بتحويل المياه من المدينة لإمداد محافظة يزد المجاورة التي تعاني أيضا نقصا شديدا في المياه. وأصبح نهر زايندة رود الجاف منذ العام 2000 والذي يمر عبر ثالث أكبر مدينة في البلاد، مكان التجمع الرئيس للمتظاهرين. وروى أحد سكان المنطقة السبت أن "الوضع كان هادئا في مجرى نهر زايندة رود والشوارع خالية لكنني سمعت عن انتشار شرطة مكافحة الشغب على جسر خاجو" الذي يمر عبر هذا النهر. من جانبها، قالت امرأة خمسينية في اتصال مع وكالة الأنباء الفرنسية "انا معتادة على السير في مجرى النهر مع أصدقاء لكن شرطة مكافحة الشغب تنتشر بأعداد كبيرة قرب جسر خاجو وتطلب من السكان تجنب هذه المنطقة". وأظهرت مقاطع فيديو، تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا تظهر عليهم أثار كدمات وكانوا ملطخين بالدماء، في أعقاب ما زُعم عن اشتباكات مع قوات الأمن، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وكانت محافظتا شاديجان وخوزستان غربي إيران قد شهدتا في شهر يوليو الماضي احتجاجات على نقص المياه المستمر، وفي الشهر الجاري شهدت محافظة جهارمحال وبختياري جنوب غربي إيران أيضا احتجاجات لنفس السبب. ونقلت وكالة الأنباء مهر عن نور الدين سلطانيان الناطق باسم مستشفى جامعة أصفهان السبت "من بين المحتجين الجرحى اثنان في حالة خطرة". ولم يذكر أي وفاة. والجمعة وقعت اشتباكات في أصفهان بين الشرطة والمتظاهرين الذين أضرموا النار في دراجة نارية تابعة للشرطة وبعض الأشجار خلال احتجاج ضد جفاف النهر بحسب وكالة فارس وإسنا للأنباء. وقال قائد شرطة أصفهان محمد رضا ميرحيدري للتلفزيون مساء الجمعة "بعد مغادرة المزارعين، بقي الانتهازيون ما أتاح للأجهزة الأمنية التعرف بسهولة على الأشخاص الذين دمروا الممتلكات العامة وتوقيفهم".