تتجه أنظار العالم اليوم الاثنين لعاصمة الطاقة العالمية، الرياض، حيث تستضيف اجتماع منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك، وشركائها، الممثلون ل 23 دولة منتجة للنفط المنظمون في تحالف أوبك+ الهادف لجلب أشكال التوازن للعرض والطلب في إمدادات النفط العالمية، والقائم على اتفاقية خفض الإنتاج العالمي المشترك بحصص متدرجة بدأت بالخفض التاريخي ب10 ملايين برميل يومياً في مايو 2020، إلى 8 ملايين برميل يومياً في يونيو العام الماضي، وانتهاء بخفض 6 ملايين برميل يومياً في 2021 إلى أبريل 2022. كانت تلك التخفيضات الهائلة لبلايين البراميل، ودورها في تغيير مشهد الطاقة العالمي نحو استقرار اقتصادي عالمي مستدام، نتيجة عمل دولة جبار قادت معتركه المملكة العربية السعودية بكل نجاح، حيث يواصل تحالف أوبك+ محافظته القوية على إمدادات نفطية متوازنة مواكبة لمتغيرات الأسواق وفق النتائج المبهرة الملموسة التي يشهدها العالم، حيث استقرار أسواق النفط بالعالم إجمالاً. في وقت ارتكزت اتفاقية أوبك+ التي صاغت حروفها المملكة على أن تكون عنصراً قوياً في دعم استقرار الأسواق البترولية العالمية، وتحقيق التوازن فيها، ومنع حدوث هزات عنيفةٍ فيها عند الأزمات للإسهام في استقرار ونمو الاقتصاد العالمي، ودعم التنمية الشاملة لجميع شعوب العالم. يترأس وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وبحضور الرئيس المشارك نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسندر نوفاك، اجتماع تحالف أوبك+ بالاتصال المرئي، في ظروف سوق بترولية دائمة التطور بالقرارات المستجدة الصادرة عن التحالف التي تواصل المساعدة في تحقيق التوازن بين أساسيات السوق، من خلال معالجة الطلب المتزايد مع الوقاية من الفائض المحتمل في العرض. من المنتظر أن يعلن الاجتماع عن مدى تطابق إنتاج دول أوبك+ مع الحصص المتفق عليها ومدى الامتثال للتخفيضات الحالية، والتي بلغت 116 ٪ في أغسطس، ما يعني أن المجموعة تخفض باتزان، حيث يواجه العديد من الأعضاء قيودًا محلية على زيادة الإنتاج، ما يشير هذا إلى سوق نفطية أكثر إحكامًا. وقرر الاجتماع السابق تعديل الإنتاج الإجمالي بالزيادة بمقدار 0.4 مليون برميل في اليوم على أساس شهري بدءًا من أغسطس 2021 حتى التخلص التدريجي من تعديل الإنتاج بمقدار 5.8 ملايين برميل في اليوم في نهاية 2022. وقالت مصادر محايدة: إنه من المرجح أن تلتزم أوبك + باتفاق قائم لإضافة 400 ألف برميل يومياً إلى إنتاجها لشهر نوفمبر. في وقت يشكل ارتفاع النفط لفوق 80 دولارًا للبرميل منحى من التركيز وسط ضغوط من المستهلكين لمزيد من الإمداد. وقال أحد المصادر: "سنبقي حتى الآن على خطة الزيادة بمقدار 400 ألف برميل يومياً"، واتفقت أوبك + في سبتمبر على مواصلة خططها الحالية لزيادة الإنتاج في أكتوبر. وأعاد التحالف ضبط خطوط الأساس للإنتاج المرجعي للدول، وفقًا لجدول يظهر إعادة خط الأساس المرجعي لخمسة دول بدءاً من مايو 2022، بدلاً من التاريخ السابق لخطوط الأساس المرجعية المقيّدة التي تنتهي بنهاية أبريل 2022، ويتزعم الدول الخمسة المعدل خطوط أساسها، المملكة وروسيا من 11.000 مليون برميل في اليوم إلى 11.500 مليون برميل في اليوم، والعراق من 4.653 ملايين إلى 4.803 ملايين برميل، والكويت من 2.809 مليون إلى 2.959 مليون برميل في اليوم، والإمارات من 3.168 ملايين برميل إلى 3.500 ملايين برميل في اليوم. وبذلك ارتفع إجمالي إنتاج النفط الخام لدول تحالف أوبك + الى 45.485 مليون برميل في اليوم كسقف إنتاجي مرجعي بدءاً من تاريخ مايو 2022، من 43.853 مليون برميل في اليوم لخط الأساس السابق. وهذا ما يقارب نصف الإنتاج العالمي مما يمنح التحالف قوة في ضبط توازن إمدادات براميل النفط للسوق العالمي، مع تمتع التحالف بقوة المبادرات السعودية بخفضها الطوعي لملايين البراميل اليومية لعدة أشهر متتالية أجزلت بعطائها السخي في إعادة الاستقرار لأسواق النفط والاقتصاد العالمي. وتناقلت أنباء عالمية لما أورده تقرير بلومبيرغ الذي قال: "عندما يجتمع تحالف أوبك+ لمنتجي النفط، يمكن لقائدة المجموعة السعودية الاستمتاع بلحظة انتصار بعد ثمانية عشر شهرًا من خفض إنتاج النفط الخام خلال الوباء، ومن المقرر أن تضخ الرياض عند مستويات ما قبل كوفيد 9.8 ملايين برميل يوميًا هذا الشهر مع تعافي الاقتصاد العالمي لإمدادات الطاقة". وقال بن لوكوك، الرئيس المشارك لتجارة النفط في مجموعة ترافيجورا لتجارة السلع الأساسية: "لقد مرت أوبك بعام جيد للغاية، لقد نفذوا، لقد تمكنوا من حل المشكلة". وأشار إلى أن التحالف سيلتزم بجدوله الزمني لزيادة الإنتاج بقدر 400 ألف برميل في اليوم لشهر نوفمبر. إن النقص في الغاز الطبيعي، الذي دفع الأسعار إلى ما يعادل 190 دولارًا للبرميل، يحفز التحول إلى المنتجات النفطية للتدفئة والتصنيع، ما يعزز الطلب الإجمالي. فيما لا يزال إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط يتعافى من إعصار إيدا، الذي تسبب في توقف ما يقرب من 35 مليون برميل بعد أن اجتاح خليج المكسيك قبل شهر، أي ما يعادل شهرين كاملين تقريبًا من زيادة إمدادات أوبك. إن القلق بين الدول المستهلكة الرئيسة للغاز بلغ ذروته، في وقت أصدرت الصين تعليمات لشركات الطاقة الكبرى بتأمين الإمدادات بأي ثمن. فيما تقول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إنها ذكّرت أوبك بضرورة دعم التعافي، وهذه وجهة نظر مشتركة بين مجموعة فيتول، أكبر متداول مستقل في العالم. وقال كريس بيك، رئيس منشأ الشركة: إن الطلب لا يعززه فقط نقص الغاز الطبيعي، بل إن آفاق العرض تتقلص مع تضاؤل احتمالات التوصل إلى اتفاق سريع لإنعاش الصادرات الإيرانية. فيما انخرطت طهران وواشنطن في مفاوضات لإعادة تفعيل الاتفاق النووي ورفع العقوبات الأميركية على شحنات النفط الإيرانية، لكن المحادثات لم تحرز تقدمًا يذكر حتى الآن. نتيجة لذلك، لا يزال ما يقرب من 1.4 مليون برميل يوميًا من الخام الإيراني الذي اعتقد التجار أنه قد يدخل السوق في أواخر عام 2021 غائبًا. ويقول بعض مندوبي أوبك في جلسات خاصة: إن الزيادة التي تمت الموافقة عليها في اجتماع اليوم الاثنين قد تكون أكبر من 400 ألف برميل يومياً مقررة. وقال أحد المسؤولين: إنه تم النظر في سيناريوهات الزيادات الكبيرة. شدد الاجتماع الأخير لأوبك+ على آثار الجائحة التي لا تزال تلقي ببعض عدم اليقين، فقد تعززت أساسيات السوق واستمرت مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الانخفاض مع تسارع التعافي. وفي ضوء الأساسيات لسوق النفط والإجماع على توقعاته، قرر الاجتماع إعادة تأكيد خطة تعديل الإنتاج وآلية تعديل الإنتاج الشهرية المعتمدة في اجتماع تحالف أوبك+ التاسع عشر وقرار تعديل الإنتاج الكلي الشهري بالزيادة بمقدار 0.4 مليون برميل في اليوم لشهر أكتوبر 2021.