تتجه أنظار العالم اليوم الأربعاء لعاصمة الطاقة العالمية، الرياض حيث تستضيف اجتماع منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك، وشركائها، الممثلين ل23 دولة منتجة للنفط المنضمين في تحالف أوبك+ الداعي لخفض الإنتاج العالمي المشترك للمساهمة في توازن العرض والطلب واستقرار أسواق النفط والاقتصاد العالمي، برئاسة وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وبحضور الرئيس المشارك نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسندر نوفاك، حيث يكتسب اجتماع اليوم ثقلاً كبيراً ومستجدات مفاجئة وسط ضغوط من الولاياتالمتحدة التي دعا رئيسها جو بايدن، أوبك+ لزيادة إمدادات النفط الخام للسوق الدولية بعد الارتفاع المخيف لأسعار الطاقة، لا سيما البنزين الذي شهد ارتفاعاً في الطلب بعد انتعاش قطاع النقل من عودة فتح الاقتصاد. حول الاجتماع، قال وزير النفط الكويتي محمد الفارس: إن زيادة إنتاج النفط التي اتفقت عليها دول أوبك+ الشهر الماضي قد يعاد النظر فيها في اجتماع اليوم الأول من سبتمبر، حيث تجتمع أوبك+ يوم الأربعاء لمناقشة الزيادة المتفق عليها سابقًا البالغة 400 ألف برميل يوميًا للأشهر العديدة المقبلة. وقال الفارس: إن الأسواق تتباطأ منذ أن بدأ كوفيد 19 موجته الرابعة في بعض المناطق، «يجب أن نتوخى الحذر ونعيد النظر في هذه الزيادة»، مضيافاً «أن اقتصادات دول شرق آسيا والصين لا تزال متأثرة بالوباء ويجب الاحتياط». وحول دعوة الرئيس الأمريكي بايدن لأوبك+ لزيادة الإنتاج، قال الفارس: إن أعضاء أوبك+ لديهم وجهات نظر مختلفة بشأن الأمر. وقال الفارس: «هناك اجتماعات مع دول أوبك وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي وحتى الآن هناك وجهات نظر مختلفة حول كيفية التعامل مع هذه القضية». في وقت تتمتع أوبك+ بالقوة بقراراتها الحكيمة العميقة الرؤى وأشهرها نجاحها الباهر للعالم بقرارها التاريخي في أبريل الأسود العام الماضي حينما نفذت أوبك+ خفضًا قياسيًا للإنتاج بلغ 10 ملايين برميل يوميًا، وهو ما يعادل حوالي 10 ٪ من الطلب العالمي، عندما انخفض الطلب على الطاقة بسبب قيود السفر وعمليات الإغلاق الوطنية العالمية لمواجهة انتشار الجائحة. في وقت تأكّد للعالم حكمة اتفاقية «أوبك+» المرتكزة على أن تكون عنصراً قوياً في دعم استقرار الأسواق البترولية العالمية وتحقيق التوازن فيها ومنع حدوث هزات عنيفةٍ فيها عند الأزمات للإسهام في استقرار ونمو الاقتصاد العالمي، ودعم التنمية الشاملة لجميع شعوب العالم. ويحظى الاجتماع بقوة التحالف في امتصاص الاختلافات وتحويلها لاتفاقات مبتكرة، وحلول وسطية تحافظ على استمرارية استقرار الأسواق، في وقت يمضي تحالف أوبك+ قدماً في ضبط إيقاعات الأسواق وضمان توازنها بما يعزز استقرار الاقتصاد العالمي. في الاجتماع الأخير، قال وزير النفط الإماراتي سهيل المزروعي: إن الإمارات تدعم بقوة متخذي القرار في هذه المجموعة أوبك+ وكافة تطوراتها ويسعدني أن أشيد بالحوار البناء في دهاليز أوبك+ في ظل القيادة الحكيمة المتمكنة لوزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، رئيس أوبك+، والرئيس المشارك نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسندر نوفاك، كقيادتين مرموقتين في عالم الطاقة. وعلى إثرها حمل وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان رسالة كتبها نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسندر نوفاك، جاء فيها: «نحن مستعدون لدعم أي شي يذكر من قبلكم»، معتبرها سموه وسام شرف لمدى «الثقة التي ليس هناك من طريقة أخرى للتعبير عنها بمثل قوة هذه العبارة». ومن المنتظر أن يعلن الاجتماع عن مدى تطابق إنتاج دول أوبك+ مع الحصص المتفق عليها، في وقت بلغ التوافق العام مع تعديلات الإنتاج لشهر يونيو 113 ٪ (بما في ذلك المكسيك)، ما يعزز اتجاه الامتثال العالي من قبل الدول المشاركة. وقرر الاجتماع السابق تعديل الإنتاج الإجمالي بالزيادة بمقدار 0.4 مليون برميل في اليوم على أساس شهري بدءًا من أغسطس 2021 حتى التخلص التدريجي من تعديل الإنتاج بمقدار 5.8 ملايين برميل في اليوم في نهاية 2022. في الاجتماع السابق أعاد التحالف ضبط خطوط الأساس للإنتاج المرجعي للدول، وفقًا لجدول تم إرفاقه مع البيان، تحصلت «الرياض» نسخة منه، وأظهر إعادة خط الأساس المرجعي لخمس دول بدءاً من مايو 2022، بدلاً من التاريخ السابق لخطوط الأساس المرجعية المقيّدة التي تنتهي بنهاية أبريل 2022، ويتزعم الدول الخمس المعدل خطوط أساسها، المملكة وروسيا من 11.000 مليون برميل في اليوم إلى 11.500 مليون برميل في اليوم، والعراق من 4.653 ملايين إلى 4.803 ملايين برميل، والكويت من 2.809 مليون إلى 2.959 مليون برميل في اليوم، والإمارات من 3.168 ملايين برميل إلى 3.500 ملايين برميل في اليوم.