ربما يمر الفرد منا بأفراد نعتقد أنهم في قمة أخلاقهم وتعاملهم، حيث يظهرون لنا ما يبهروننا بأساليبهم أثناء حديثهم معنا، ولكننا بعد أن نحتك بهم ونتعامل معهم، وتسجل لنا المواقف معهم، تنكشف عيوبهم التي تطغى على إيجابيتهم، وتسيطر على شخصياتهم الصفات السيئة، حيث سرعان ما ينكشفون وينكشف أكاذيبهم وخداعهم، ويبدؤون بالسقوط المر وبمراحله الثلاث من (العين - القلب - الذاكرة)، وما يصاحب تلكم المراحل من صدمة ودهشة واستغراب، حيث لا يعادله أي سقوط سوى مرارة الفقد. وإذا ما أردنا أن نستعرض عزيزي القارئ الكريم تلك المراحل، فإن ما يصيب الفرد منا في مرحلة السقوط من العين والتي تبدأ من الصدمة والدهشة والاستنكار وسط توقف من الفرد نفسه محاولاً تبرير ما يحدث حوله، وفي محاولة منه لتدارك الوضع. وفي نظرة سريعة للمرحلة التي تلي السقوط من العين وهي السقوط من القلب، فإنه يمر بالفرد منا شعور ينتابه فيها الإحساس بالضياع والندم، في محاولة ربما تكون فاشلة لإحياء مشاعر الفرد منا والتي ربما تكون قد ماتت. وبعدها يلي ذلك السقوط من الذاكرة، والتي تمر في ذاكرة الفرد منا وبمراحل من استرجاعه الذكريات والحنين لها في محاولة قاسية ومريرة مع النسيان، وهي تنتج عن رغبة شديدة في التمسك بأطياف ماضٍ وأحداث وأفراد ربما أنها انتهت. في الغالب إن السقوط من الذاكرة هو آخر مراحل السقوط، وهو أرحمها على الفرد، فمن يسقط من ذاكرة الفرد منا حتماً لا يبقى في القلب ولا العين، وبالتالي تتوقف المشاعر الصادقة تجاه تلكم الفئة من عينة الأفراد. وقفة: «للسقوط مراحل أدناها السقوط من العين، وأوسطها السقوط من الذاكرة، وأقصاها السقوط من القلب».