للذاكرة أصداء الحنين.. قد تخوننا الذاكرة أحياناً مع البعض رغم الحضور.. وقد تحضر الذاكرة أحياناً للبعض رغم الغياب.. وتبقى الذاكرة نسيجاً ما بين الشوق والنسيان.. هناك من يبتعدون ويبقون عالقين في القلب والعقل والوجدان.. وهناك من يمرون مرور الكرام.. هناك من نستدعيهم بذاكرتنا رغم الفراق والبعد.. وهناك من لا تمحو الأيام والسنون والوقت ذكراهم.. إنها الذاكرة.. لا شك أنها مرتبطة بعاطفتنا القلبية ومشاعرنا الإنسانية.. والكثير من الرغبات. للذاكرة متطلباتها.. لها رغباتها.. فجأة قد نتذكر أشخاصاً وأحداثاً ومواقف.. يجرنا الحنين أحياناً.. وتقودنا الذاكرة إلى بعض من عبروا في حياتنا.. ومضوا في طريقهم.. رحلوا لكن ذكراهم لازالت عالقة.. لازال حنين القلب يجرنا شوقاً إليهم.. ولازالت أيامهم تعيد البسمة إلى شفاهنا.. قد تكون الذكريات مع البعض أفضل من الواقع.. وقد تتجاهل الذاكرة كماً من المآسي وتستحضر جزءاً من الفرح.. والعكس صحيح.. وبلا شك إن للذاكرة مزاجاً لا يمكننا أن نتحكم فيه.. ولها مفاجآت لا يمكن أن نتوقعها.. وهناك أحداث ومواقف وأشخاص مهما سعينا وحاولنا لا يمكن أن نمحوهم من ذاكرتنا. الذاكرة وحدها لها القدرة على التحكم بما تستحضر.. لا يمكننا أن نفرض عليها رغباتنا.. لا يمكن أن نبرمج لها أشخاصاً معينين.. أو ذكرى محددة.. هي من تفرض علينا رغباتها فرض الواقع.. وهي كما النسيان لا يمكن أبداً أن نتحكم فيه مهما حاولنا.. سبحان الله الذي خلق فينا النسيان والذاكرة.. وسلب منا قدرة التحكم بهما. وجاء في تعريف الذاكرة: انها إحدى قدرات الدماغ التي تمكنه من تخزين المعلومات واسترجاعها، وللذاكرة علمياً أصناف وتقسيمات كثيرة وعديدة.. وواقعياً هي إحدى الأدوات الأساسية التي يعتمد عليها الإنسان.. وهي أحد الإعجازات الفعلية التي يبهرنا بها الرحمن. تذكروا هذا وأنتم فجأة قد تتذكرون أشخاصاً ومواقف وأحداثاً.. كانت ساقطة من ذاكرتكم.. لكنها بلا مقدمات حضرت.. وإما تكون قد أحضرت معها السعادة.. أو الحزن.. فإما أن تكون ذكرى سعيدة أو حزينة.. ومهما تكن.. إنها الذاكرة.. لا يمكن تجاهلها أو الاستغناء عنها.. ودمتم سالمين.