تحلّ وتهل في كل عام الذكرى العطرة لليوم الوطني ال91، الذي توطدت فيها على أرضنا قناديل الهداية، وتوتدت فيها أوتار ركائز الوحدة والتوحد، وتبدّل فيها حال التشتت والتشرذم إلى حالات الارتباط بحبل الله المتين. نعم، يحق لنا كسعوديين ومعنا الشعوب الإسلامية أن نحتفي بهذه الذكرى العطرة، يومٌ لم يكن كمثل باقي أيام التاريخ، يوم تأسيس المملكة العربية السعودية في جمادى الثانية لعام 1351ه. يومٌ بايع الناس والعلماء الملك الراحل المغفور له بإذن الله عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ملكاً على المملكة العربية السعودية، ذكرى الانطلاقة الواعدة السعيدة إلى آفاق العلا والمجد والسؤدد، يوم حمل الملك الراحل عبدالعزيز ورفاقه أرواحهم فوق أكتافهم ودكوا حصون الفرقة والجهل والظلم والفقر والمرض، وعبروا ببلادنا إلى رحاب الوحدة والعلم والعدل والغنى والصحة، إلى حيث النماء والرخاء والعطاء الدائم بإذن الله تعالى. إذن، فلم لا نعتز ولم لا نفخر وتمتلئ صدورنا؟! وقد رأينا السماء لم تضن بمائها، ولا شحت الأرض بثرواتها، ولا أبناء الوطن ضنوا ببنات أفكارهم وأذهانهم المنفتحة دوماً. إذن، حق لنا أن نحلق إلى عنان السماوات، ونحن نتمتع بقيادتنا الرشيدة والحكيمة لأبناء وأحفاد الملك المؤسس الراحل عبدالعزيز، السابقون أسسوا وغرسوا وثبتوا الأقدام، والحاليون في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله ، التي حافظت على الثمار واستثمرت، فكانت هذه الشجرة الوارفة التي تظلنا جميعاً بوارف الظلال. فهنيئاً للوطن بيوم الوطن ال91، وهنيئاً للقيادة الحكيمة بالنهج السديد وبالرؤى الواضحة وبالعمل الصادق والدؤوب، وكل عام والجميع في أمن وأمان. وإنه ليشرفني في هذه المناسبة العطرة، أن نعيد تأكيد ولائنا وثقتنا لقائد مسيرتنا مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله . داعياً الله تعالى بأن يحفظ هذا الوطن وقيادته الرشيدة، وأن يديم على وطننا الغالي أمنه وازدهاره وإنجازاته في ظل الرؤية السعودية 2030، إنه سميع مجيب.