يوم جهاد ونضال وكفاح وبطولات خاضها المؤسس لهذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ورجاله المخلصين، على ركوب الخيل والعيس وصليل السيوف والرماح تحقق في هذا اليوم وهذه الملحمة البطولية على يده -بفضل الله وتوفيقه- توحيد الوطن على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، أرسى قواعد العدل والأمن والأمان -بعد الله- لهذا الكيان العظيم، سجل يوماً تاريخياً يسطر بمداد من ذهب على مرور العصور، وها هي تحل علينا ذكرى يومنا الوطني 91 تحت شعار "السعودية لنا دار". هذا اليوم محفور في ذاكرة أبناء الشعب السعودي، منذ فجر ذلك الوقت يتجدد الحب والوفاء والتلاحم بين القيادة والشعب على مر السنين، وما أنا إلا كغيري من أبناء هذا الوطن الأوفياء عاشق حاول أن يتغنى بحب هذا الوطن بكل ما تحمله المعاني من الحب والعطاء، بكل ما تجسده من قيم الإيثار، لقد ترعرعنا على ترابه، وشربنا من مناهل علمه، فالتضحية من أجله واجب وطني علينا، هذا الوطن الكبير هو قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، كان قبل توحيده مسرحاً للفوضى والخوف والعنصرية القبلية، وعندما أراد الله لهذا البلد الآمن أن تسير فيه الحياة الطبيعية، وفّق الله هذا الملك العادل ورجاله، وبعد كفاح مستميت استقرت الحياة التي جاءت ثمرة جهاد ونضال وكفاح، حتى عادت لهذا الوطن هيبته، وللنظام احترامه، وأشاع الطمأنينة في نفوس القبائل، وجمع كلمة الوطن على كلمة الحق "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، بعد أن كان الشرك يخيم على كثير من البلدان، ووجههم للعمل البناء والتعاون المثمر من أجل غد مُشرق، فعم الأمن والعدل والاستقرار ربوع البلاد، وأصبحت هذه المملكة بفضل من الله بكل أجزائها وحدة متكاملة متماسكة، يتساوى فيها أمام شرع الله القوي والضعيف، وتعاقب على دفة الحكم من بعده أبناؤه البررة، كل من الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله -رحمهم الله-، وكل منهم قدم سجلاً عطراً حافلاً بالإنجازات والمشروعات التنموية، حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وسمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين، عضد الملك وقائد رؤية 2030، التي تحقق فيها الكثير والكثير، وعلى سبيل المثال: مشروعات البحر الأحمر ونيوم وذا لاين، ومبادرة السعودية الخضراء، ومترو الرياض، والبرنامج الوطني للطاقة المتجددة، ومشروع القدية، والقمر الصناعي شاهين سات. في هذا العهد الذهبي الذي تعيشه بلادنا، وشعبها الوفي، والطفرة والحضارة والتنمية التي شملت جميع مدُن وقرى وهجر هذا الوطن، بفضل الله وتوفيقه، ثم بفضل تلاحم الشعب السعودي مع قيادته أصبح هذا الوطن وشعبه مثالاً يقتدى به في وفائه مع قيادته، في الوقت الذي تعصف فيه المشكلات بكثير من بلدان العالم وتموج بالصراعات والتقلبات، حققت بلادنا ملحمة تنمية فريدة، فنعمة الأمن والأمان يشهد بها القاصي والداني، وكلنا في هذا الوطن معنيون بالوفاء لهذا الوطن ولقيادتنا، وبهذه المناسبة يشرفني بالأصالة عني ونيابة عن أهالي محافظة القنفذة حاضرة وبادية أن أهنئ قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو سيدي ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وسمو وزير الداخلية، وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة، وسمو نائبه، والأسرة المالكة، والشعب السعودي، بهذا اليوم الوطني، تلك الذكرى الخالدة، الوطن مُزج بدم وعقل وروح وجسد وعواطف أبنائه، وعلى هذا متفقون، وإن ما نهدف إليه هو موقع مُتقدم حقيقي لوطننا في قلب العالم، وها هو قد تحقق على أرض الواقع بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الرشيدة. وطني، أيها الوطن الحاضنُ للماضي والحاضر، أيها الوطن، يا من أحببتهُ منذُ الصغر، أرجو العُذر إن خانتني حروفي، وأرجوُ العفوَ إن لم أوفيك حقّك.