التقى الرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، في مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله في الضفة الغربيةالمحتلة. وجاء في بيان صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية أن غانتس ناقش مع عباس مجموعة من القضايا الأمنية والسياسية والمدنية والاقتصادية، واتفق الاثنان "على الاستمرار في التواصل بشأن مختلف القضايا المثارة". ووفقاً للبيان فإن غانتس بحث مع عبّاس "إعادة تشكيل الواقع الأمني والمدني والاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة"، وذكر البيان أن "غانتس أخبر عبّاس أن إسرائيل مستعدة لسلسلة من الإجراءات التي من شأنها تعزيز اقتصاد السلطة الفلسطينية". ووفقاً للبيان الإسرائيلي فإن اللقاء عقد بمشاركة منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة، غسان عليان، عن الجانب الإسرائيلي، وكل من حسين الشيخ واللواء ماجد فرج. ويأتي اللقاء في أعقاب عودة رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، من زيارة إلى الولاياتالمتحدة، واجتماعه مع عدد من المسؤولين في مقدمتهم الرئيس الأميركي، جو بايدن. وجاء في بيان صدر عن البيت الأبيض عقب اللقاء بين بينيت وبايدن، أن بايدن "شدد على أهمية اتخاذ خطوات لتحسين حياة الفلسطينيين ودعم فرص اقتصادية أكبر لهم، وأهمية الامتناع عن الأعمال التي قد تؤدي إلى تفاقم التوترات وتساهم في الشعور بالظلم وتقوض جهود بناء الثقة". ويعتبر اللقاء مع غانتس أول اجتماع رسمي لمسؤول حكومي إسرائيلي رفيع مع عبّاس منذ عام 2010. وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه "تم إطلاع بينيت على الاجتماع". وفي إحاطة صحافية أعقبت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، في مايو الماضي، عن خطة لتعزيز السلطة الفلسطينية في مواجهة حركة "حماس". قال غانتس: إنه يعتقد أنه يجب إضعاف حماس، وتعزيز العلاقات السياسية مع السلطة الفلسطينية، وضرورة إنشاء آلية دولية وإقليمية من خلال السلطة الفلسطينية والهيئات الدولية لتشرف على إعادة إعمار غزة. وفي يوليو الماضي، أعلن غانتس أنه تحدث هاتفياً مع محمود عبّاس، وجاء في بيان صدر عن مكتب غانتس حينها أن الاثنين شدداً على ضرورة تعزيز "إجراءات بناء الثقة" بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، "الأمر الذي من شأنه أن يعزز الأمن والاقتصاد في المنطقة بأسرها". وكان غانتس قد أعلن، في 23 يوليو الماضي، أنه بحث مع القائم بأعمال السفير الأميركي في إسرائيل، مايكل راتني، مبادرات اقتصادية واجتماعية لتقوية السلطة الفلسطينية. وقال غانتس عقب اجتماعه بالمسؤول الأميركي، في تغريدة على "تويتر": "ناقشنا أهمية المبادرات الاقتصادية والاجتماعية لتقوية السلطة الفلسطينية، وكذلك إجراءات بناء الثقة لصالح أمن المنطقة". ويعتقد مراقبون فلسطينيون وإسرائيليون أن حكومة بينيت تريد انفتاح العلاقة مع السلطة الفلسطينية بخلاف الحكومة الإسرائيلية السابقة التي تزعمها بنيامين نتنياهو والتي اتسمت فيها الاتصالات مع الجانب الفلسطيني بشبه المقطوعة.