لا أنكر إعجابي بالمسلسل سعودي رشاش فهو بالرغم من أنه يعرض على منصة مدفوعة ولكن لاقى نسبة مشاهدة عالية فبحسب منصة شاهد بأن 11 مليون مشاهدة لمقاطع رشاش 30 يوما تصدرت كلمة (رشاش) في بحث غوغل وهو ما يقودنا أن الكثير انتابه الفضول للبحث عن قصة رشاش الحقيقة وما حدث في تلك الحقبة ولكن أرى أنه يوجد إعجاب وتعاطف مع شخصية رشاش وباقي أفراد العصابة، فالعمل أظهر الشخصية بالرجل الشجاع والمقدام نعم لا ننكر أن مسلسل رشاش يعتبر تجربة فنية مميزة في تاريخ الأعمال السعودية ولا نبالغ بأنه يعتبر نقلة للمسلسلات السعودية من ناحية صياغة الأحداث والتصوير والاهتمام برغم أن المخرج الأجنبي إلا أنه يوجد دقة في التفاصيل التي تعكس الحقبة الزمنية للمسلسل. وأرى على الرغم من وجود ممثلين مبتدئين ولكنهم نجحوا في إثبات أنفسهم وتقمص الشخصيات بالنهاية يجب أن نعترف أنه عمل (متعوب عليه) لا ننكر ذلك وخاصة في ظل تدني مستوى الأعمال السعودية. وللأسف أن عملا سعوديا بذلت فيه تلك الجهود والإمكانيات ولكن جارى موضة أفلام العصابات التي انتشرت في الفترة الأخيرة والتي تظهر رجال العصابة كأبطال فللأسف من يتابع الأعمال العالمية يرى نجاح تلك الأفلام إذا ما قيست بنسبة المشاهدة وردود الفعل في مواقع التواصل الاجتماعي تجاه هذه الأعمال وهو ما يقودنا لحجم التأثير السلبي لها. من الإجرام قلب الموازين ويظهر المجرم بطلا وبعد أن كان الخير هو المنتصر أصبحنا نتعاطف مع الشر؛ لأنه جمل لنا وأصبح في إطار البطولة والشجاعة، وهو ما سيزيد العنف ويبرر ردود الفعل الإجرامية تجاه المجتمع. ولكن كنت أتمنى هذا الإعجاب والفضول يكون عن شخصيات سعودية بارزة ناجحة لها أدوار فعالة وإيجابية في المجتمع وهم كثر فهناك العديد من الشخصيات التي تذخر سيرتها بالعديد من الإنجازات والتجارب التي تستحق أن تعرض وتنشر للعامة. فالأعمال الدرامية لها قوة في نشر الأفكار والمعلومات بصورة أكبر، وكذلك لها أهميتها فهي تعكس المجتمع ومن الممكن أن يكون لها دور توعي وفكري قوي فالأعمال الفنية ليست مجرد مضيعة وقت بل لها دور مؤثر وتعكس المجتمع فهناك أعمال أجنبية وحتى عربية تحمل قيما أو تنقل مبادئ معينة ونعم بالمقابل هناك من يستغل الأفلام والمسلسلات بإيصال أيديولوجيات هدامة وصورة مضللة ومنحرفة وأصبحنا نلمس تأثيرها فما كان لا يقبل أصبح سائدا بسبب الإعلام وتأثيره واستخدام أسلوب الإيحاء والرسائل المبطنة التي جعلت لا إراديا نقبل بما كان لا يستساغ. لذلك حان الوقت كسعوديين ومسلمين أن نهتم أكثر بالأعمال الفنية التي تعكس صورتنا الإيجابية وندعم المحتوى الذي يحمل فائدة وقيمة مجتمعية، فالمجتمع السعودي لا يخلو من المميزين والملهمين والذي ممكن أن تكون قصصهم شرارة حافز وإلهام للشباب، فالتغير الحقيقي يكون بالإقناع ونشر الأفكار والمبادئ التي تخرج لنا جيلا مستقلا ومتزنا فكريا صاحب همة قوية تمكنه للوصول للقمة والنهوض بنفسه ومجتمعه. إذا أردنا مسلسلات وأفلام تكون ذات طابع أكشن تشويق يجذب الشباب فهناك الكثير من الضباط الذي سجلوا بطولات ونجاحات في حربهم ضد الإرهاب وهو ما نحتاج أن نثبته أن الإرهاب قضية عالمية وعانت منها السعودية دولة وشعبا ولم تكن هي من خلقت الإرهاب فنحتاج أن نوضح الصورة الحقيقية وليست التي ألبسها الإعلام لنا. فالختام هناك الكثير الذي يستحق أن نخلق من قصصهم وكفاحهم مشاهد وتفاصيل تكون مؤثرة وترسخ أمجادهم وتعكس صورة السعودي الحقيقية نحن ليس مجتمع ملائكي ولكن نسعى ونحتاج للنشر الأفضل والأنفع.