أكدت الممثلة المصرية دنيا ماهر أن مسلسل «سجن النسا»، الذي أدت فيه شخصية «حياة» المصابة بوسواس قهري، حقق نسب مشاهدة عالية جداً، لافتة إلى أن ما وصلها من آراء الجمهور «ينوّر قلوبنا بالفرحة"، مستغربة اعتراض مجتمع السجانات على المسلسل. واعتبرت ماهر في حديث إلى «مدرسة الحياة»، أن ما عاشه المصريون في حقبة الثورة جعلهم يتقبلون اختلافاتهم، مشددة على أن اختلاف وجهات النظر «يجب ألّا يفسد للفن قضية»، مشيرة إلى أن بعض الآراء «تعكس أشكالاً من الأمراض النفسية». وهنا نص الحديث: - من هي دنيا ماهر، وماذا عن بداياتها في عالم التمثيل؟ بدأ شغفي بالتمثيل منذ كنتُ في مرحلة الدراسة الثانوية، وشاركتُ في كثير من المسرحيات في المكتبات العامة. ثم اشتركتُ في بعض المدارس المسرحية، مثل أتيليه فنون جميلة، والورشة المسرحية، على يد الفنان حسن الجريلتي، وكان هذا بالتوازي مع دراستي للسينوغرافيا، ثم إدارة التسويق. عملتُ في الكثير من المهن ولكن بقي التمثيل هو ما أصبو إليه، حتى جاءت أول فرصة حقيقية للتمثيل أمام كاميرا، وكانت مع المخرجة هالة لطفي، في فيلم «الخروج للنهار» (إنتاج 2013)، الذي حاز على تقدير رائع، وشارك في كثير من المهرجانات. وفي هذه المناسبة أشكر هالة لطفي، لأنها أول من وضعني على طريق التمثيل، وكانت جرأة كبيرة منها أن تختار ممثلة غير معروفة لتأدية دور البطولة. - ما الذي أخّر ظهورك في أعمال جماهيرية حتى الآن؟ وكيف تم اختيارك لدورك في مسلسل «سجن النسا»؟ التأخير كان «نصيب»، لا أكثر. مخرجة مسلسل «سجن النسا» كاملة أبو ذكري، شاهدتني في فيلم «الخروج للنهار»، وعرضت عليّ الدور، وسعدتُ جداً بهذا العرض، ووافقت عليه في الحال. - بعد نجاح طاقم عمل المسلسل في شهر رمضان الماضي بمسلسل «ذات»، كان هذا الطاقم مقبلاً على تحدّ أصعب لتكرار النجاح، ألم تخشي العمل في مثل هذا الظروف؟ بالطبع لم أخف، بالعكس كنتُ في قمة الحماسة. محظوظ من يعمل مع طاقم عمل ماهر ومتفان ولديه خبرة وضمير وخوف على العمل. - ألم تخشي أن يكون أول تعارف بينك وبين الجمهور من خلال شخصية مضطربة مثل «حياة»؟ على العكس، لقد وقعتُ في حب شخصية «حياة» منذ أن قرأتها لأول مرة. ولم يكن قرار قبولي لتجسيدها صعباً، ويرجع الفضل في ذلك للكاتبة المبدعة مريم نعوم، فالشخصية المكتوبة في السيناريو تكاد أن تنطق وتتنفس. هذا بالطبع يشجّع ويحمّس أي ممثل لأداء الدور. - اعترض مجتمع السجّانات على المسلسل بدعوى أنه يشوّه سمعتهن، ما رأيك في هذا؟ هذا الموضوع أصبح مستفزاً لأقصى الحدود، ويجب أن تتوقف موضة أن يغضب أصحاب المهن عند تجسيد شخصية تنتمي للمهنة بشكل غير مثالي. هذا إلى جانب أنني لا أرى أن المسلسل يشوّه من صورة السجن والسجّانات أو حتى السجينات، بل على العكس فهناك الكثير من النماذج التي استدرّت عطف المشاهدين، حتى شخصية «غالية»، فهي مظلومة، ولديها ضعف إنساني طبيعي ومقبول، ولا أجد في ذلك أي مشكلة. - الواقعية الشديدة في تصوير معاناة شخصيات «سجن النسا» ربما وصلت إلى درجة إيلام المشاهدين نفسياً، بحسب بعض الآراء. هل تعتقدين أن صنّاع العمل أجادوا لدرجة ربما أتت بنتيجة عكسية؟ أعتقد أن المسألة تعود للمشاهد، ودرجة تفاعله مع العمل الفني، فبعض الناس لديهم حساسية تجاه مشاهدة قصص المعاناة. لكني لا أعتقد أن هذا الأمر أثّر سلباً على المسلسل، فأنا أرى أن «سجن النسا» حقق نسب مشاهدة عالية جداً، ورد فعل إيجابي لدى الناس، وما يصلنا من آراء الجمهور ينوّر قلوبنا بالفرحة، ولا يوجد ما هو أحسن من تقدير الجمهور لعمل اجتهدنا به، وشهادته بأننا أجدنا عملنا، بشكل أعطاه هذه الدرجة من المصداقية. - عملت مع أكثر من مخرجة أنثى، هل هذا من قبيل الصدفة أم أنك تقصدين العمل مع سيدات؟ مخرج العمل هو من يختار الممثل، وليس العكس، لذلك فقد كانت صدفة جميلة في حياتي أن أول 3 أعمال لي أمام الكاميرا، يكون تعاملي فيها مع مخرجات موهوبات. - أنتِ معروفة بين أصدقائك بالتعبير عن آرائك السياسية بصراحة، هل سيتغير ذلك بعد نجاحك في المسلسل، خصوصاً أن لديك الآن جمهوراً من المعجبين؟ أنا مواطنة مثل باقي المواطنين، ومن حقي أن أعبّر عن نفسي وعن آرائي السياسية بكل صراحة، لأنني أعتقد أن كل ما عايشناه بعد الثورة يجعلنا نتقبل اختلافاتنا، ونعترف أن من حق الآخر أن يعتقد فيما يريد. اختلاف وجهات النظر يجب ألّا يفسد للفن قضية، إلا لو الأمر خرج عن نطاق التعبير لإطار الخرافات، فبعض الآراء المتداولة في الإعلام تعكس أشكالاً من الأمراض النفسية التي تستوجب العلاج. - هل يوجد أعمال قريبة ينتظر الجمهور أن يراك بها؟ بعد أن انتهيتُ من أداء دوري في مسلسل «سجن النسا»، سافرتُ إلى فرنسا مع فرقة الورشة المسرحية للمشاركة في مهرجان أفنيون المسرحي، وهو أكبر مهرجان للفنون المسرحية في أوروبا. كما انتهيت من تصوير فيلم «لحظات انتحارية»، للمخرجة إيمان النجار، وهو الآن في مرحلة المونتاج. كما سأشارك قريباً في فيلم قصير مع المخرج المبدع شريف البنداري.