تعد مشاركة البعثة السعودية في دورة الألعاب الأولمبية «طوكيو 2020» الأكثر منذ بداية هذه الألعاب، وذلك لحرص واهتمام وزير الرياضة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز تركي الفيصل في الحصول على عدد مناسب من الميداليات المختلفة في هذا العام، والإعداد الجيد للأعوام المقبلة، ويأتي هذا الاهتمام من أعلى هرم في مملكتنا الحبيبة، إلا أن هذه المشاركة لم ترضِ طموح الشارع الرياضي الذي يتطلع للمنافسة بقوة على جميع الميداليات، وهذا بالطبع يحتاج إلى عمل كبير جداً، بدأت وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية أولى خطواتهما من خلال الوجود الكبير في طوكيو، وكما يعي الجميع أن صناعة البطل الأولمبي لن تكون في يوم وليلة وإنما تحتاج إلى فترة زمنية لا تقل عن ثماني سنوات يصاحبها عمل كبير جداً في الجوانب الإدارية والفنية. حول هذا الموضوع «دنيا الرياضة» التقت بعدد من الرياضيين والخبراء. الحريشي: بالعمل سنصل أكد رئيس الاتحاد السعودي للكرة الطائرة السابق وكابتن الهلال والمنتخب للكرة الطائرة فهد الحريشي أنه سعيد جداً بالاستراتيجية التي تطبقها وزارة الرياضة لنشر وتطوير الألعاب المختلفة، وقال: «من الصعب صناعة بطل أولمبي في أقل من ثمانية أعوام، وهذا يحتاج إلى عمل كبير جداً ومستمر دون انقطاع، والأبطال الأولمبيين الذين نشاهدهم يتقلدون الذهب في طوكيو هذه الأيام كانوا ثمرة عمل مؤسسي واحترافي لمدة لا تقل عن ثمانية أعوام، ولا بد أن نعترف أن دول العالم سبقتنا في هذا المجال، ويجب علينا العمل بقوة للوصول إلى ما وصلوا إليه». وأضاف: «وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل شاب يعمل بجهد وطموح، وفق طموح دولة تسابق الزمن، ولهذا قمت بإرسال رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي «تويتر» أوصيه بالصبر وعدم الإحباط، وعدم الاستعجال بالنتائج، فالصبر والعمل المستمران سيقودان الرياضة السعودية نحو الذهب بإذن الله، ومع وجود دعم حكومتنا لكافة الألعاب المختلفة، نشاهد تسابق الأندية على تسجيل أكبر عدد من الألعاب، وبدأ عدد الرياضيين يتزايد بشكل ملحوظ عن الأعوام السابقة، ففي السابق كانت الأندية لا يتجاوز عدد الألعاب المختلفة سبع ألعاب مختلفة، أما الآن وعلى سبيل المثال نادي الهلال لديه 17 لعبة مختلفة وقد تزيد في قادم الأيام». ومضى يقول: «مع ازدياد اللاعبين فنحن بحاجة إلى صالات لتهيئة اللاعب الأولمبي، فوزارة الرياضة فقيرة جداً في عدد الصالات، ولكن إذا شاهدنا من حولنا فوزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع ووزارة الحرس الوطني لديهم صالات ولكنها تستخدم لمصالحها، ولهذا تحتاج وزارة الرياضة إلى بناء عدد كبير من الصالات إذا أرادت أن تصنع لاعب أولمبي ينافس». وتوقع الحريشي أن يحقق نجم الكاراتيه طارق حماد إحدى الميداليات في طوكيو 2020، وقال: «طارق نجم كبير، ثمرة جهد وبرنامج ثماني سنوات، وسيحقق إنجازاً كبيراً إن شاء الله». آل إبراهيم: المعايير ستسهل المهمة أكد عضو اتحاد الطائرة إبراهيم آل إبراهيم أن اتحاد الطائرة يركز على الفئات السنية والخامات المناسبة لمزاولة كرة الطائرة ومنها بعض الكشافين، للبحث على خامات تخدم الوطن، وقال: «لم نعتمد كالسابق على كشافي الأندية، والذين يحضرونهم إلينا في المنتخب، لنحقق أمراً جديداً وات نكون في حالة عدم ركود كالسابق فنستطيع الدخول والمنافسة في المحافل العالمية كما تعمل بعض الدول، ولهذا قام الاتحاد بوضع استراتيجية وخطط طويلة المدى، وهذا ما عملناه وهو من خلال وضع عدد من المهرجانات للبراعم في سبع مناطق بالمملكة وهي: الرياض والقصيم وجدة والدمام والأحساء والقطيف وعسير وجازان، وكانت هذه المهرجانات والتي ضمت البراعم ليست للتجمع والترفيه فقط بل وضعت بعض المعايير للقبول في الدخول، كمعيار طول القامة، وتم الحصول على من أكثر 71 لاعباً بطول 180سم من عام 2005- 2007 من بينهم 11 لاعباً بطول 190 سم، وبهذا العمر وبعد أن يتوقف طول اللاعب بوصوله سن ال20 سيصل إلى 205 سم بإذن الله، وبهذا العمل تكون لجنة المسابقات شريكة للأندية في صنع اللاعب من الفئات السنية ليكون لاعباً في الألعاب الأولمبية بإذن الله، ومن بعد الانتهاء من التجمعات تجمعنا مرة أخرى بمنطقة الرياض مع 20 نادياً، ممن انطبقت عليهم الشروط، وتحقق نتائج إيجابية في مختلف الألعاب تم توزيع الأندية إلى أربع مجموعات، ليتوج نادي الأخويلدية ببطولة البراعم، كما أنه يوجد الآن معسكر للبراعم في مدينة الرياض تحت قيادة المدرب الصربي أزدانكو ومساعدين اثنين سعوديين، وهذا عكس ما كان يحدث في السابق وهو أن تقوم الأندية بتقديم لاعبيها للمشاركة، أما الآن نحن نشجع الأندية على هذا العمل ونحرص على وجود مدارس وأكاديميات رياضية تخص كرة الطائرة والرياضة بشكل عام، كما أنه توجد خطط لفئة الشباب في وضع معسكرات مختلفة كمعسكر مصر، والتوجه لتونس لتحقيق بطولة الطائرة إن شاء الله، وهذا سيزيد من قوتنا في دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في الأعوام المقبلة». كما أوضح آل إبراهيم في ختام حديثه أن هذه الأعمال تدل على صنع جيل مميز ولاعب أولمبي جيد من خلال الاهتمام بالبراعم والشباب -وهذا العمل مشاهد من قبل المتابع- من 8 إلى 12 سنة لصنع لاعبين يحققون الإنجازات، ويكونوا فريق الأحلام. التفريغ والاحتراف أوضح عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة اليد، رئيس لجنة المنتخبات والتدريب فاخر عاشي أن صناعة البطل الأولمبي ترتكز على عنصرين مهمين أولهما تفريغ لاعبي الألعاب المختلفة العاملين في القطاعين العسكري والحكومي وشبه الحكومي إذ غالبية اللاعبين ينتمون لتلك القطاعات بالإضافة لسن قانون الاحتراف للاعبين حتى يتفرغ اللاعبون للتدريبات ورفع المستوى الفني بالإضافة لوضع برنامج خاص للمواهب، وتجهيزها لبطولة معينة مع الاستدامة مهما تغيرت الاتحادات، مع وجود استراتيجية تكون مراقبة من اللجنة الأولمبية العربية السعودية. العمري: الرياضة النسائية قادمة أكدت عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي للكرة الطائرة رئيسة لجنة الرياضة النسائية في الاتحاد أحلام العمري أن الرياضة السعودية تعيش حالياً أفضل حالاتها بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة، ووجود الأمير الشاب الشغوف عبدالعزيز بن تركي على رأس الهرم الرياضي، وقالت: «الحرص الكبير والمتابعة الدقيقة التي تجدها البعثة السعودية المشاركة في طوكيو حالياً تؤكد أن رياضتنا تسير في الطريق الصحيح، وأننا على موعد قريب مع الإنجازات، كل ما نحتاجه فقط هو العمل الدؤوب والمؤسسي في ظل ما تقدمه قيادتنا الرياضية للقطاع الشبابي والرياضي خصوصاً في طريقنا نحو رؤيتنا 2030 التي يقودها ملهم الشباب أميرنا المحبوب محمد بن سلمان، الحريص كل الحرص على دفع مملكتنا نحو التقدم في جميع المجالات». وأضافت: «صناعة البطل الأولمبي لا يمكن أن تأتي بين يوم وليلة، وأصحاب الذهب في البطولات العالمية عملوا سنوات عدة حتى وصلوا لهذه الإنجازات، ونحن إذا أردنا النهوض والوصول علينا أن نستنسخ تجارب الدول المتقدمة، ونركز على الفئات السنية، وأن نؤمن بالتخصص، وأن كل لعبة لها لاعب بمواصفات معينة، ونجلب المدربين المتخصصين في تدريب الفئات السنية، وقبل ذلك أن يكون شعارنا العمل والتخطيط لثمان وعشر سنوات، ولا بد من الاتحادات السعودية إنشاء أكاديميات أولمبية تقدم المنهج الدراسي والتدريبي المتخصص والبعثات والمعسكرات.. إلخ. تحت بنية تحتية مجهزة، وبدعم لوجتسي يساعدان على زيادة نسبة الممارسين، التي تمكنها من تقديم الأبطال». وأشارت إلى أن الرياضة النسائية تحتاج مزيداً من الدعم حتى تنتشر، وقالت: «نحن في اتحاد كرة الطائرة بدأنا أولى الخطوات في نشر الطائرة النسائية، وتواجهنا الآن مشكلة الصالات المغلقة والدعم الكبير حتى نصل إلى مصاف الدول المتقدمة، ونحن نريد أن نختصر الزمن فالحماس موجود لدى الفتيات». وأشادت العمري ببرنامج الفئات السنية التي يطبقه الاتحاد السعودي للكرة الطائرة، وقالت: «أولى نتائج البرنامج العناصر المميزة ذات الأطوال الفارعة التي شاهدناها في بطولة البراعم، بمشاركة 20 فريقاً يمثل الآن 16 لاعباً منهم منتخب البراعم في معسكره لبطولة الخليج في الرياض خلال الأيام المقبلة». وأضافت: «طبعاً هذا البرنامج لم يكن ليرى النور لولاء الدعم الكبير من رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي الدكتور خالد الزغيبي، الذي كان هذا المشروع شعاره الأول منذ استلامنا مجلس إدارة الاتحاد». رئيس «الأولمبية» ونائبه ودعم كبير لجميع الرياضيين الحريشي: صناعة البطل الأولمبي تحتاج إلى ثماني سنوات آل إبراهيم: التركيز على الخامات طريقنا للإنجازات عاشي: الاحتراف الكلي سيساهم في تحقيق الحلم العمري: الدعم كبير والرياضة النسائية قادمة بقوة البعثة السعودية الأكبر في تاريخ الأولمبياد طارق حامدي